في وقت تفاعل فيه «الحراك السياسي» المعارض، أعلن «الجيش الحر» نقل قيادته من تركيا إلى الداخل السوري «لبدء خطة تحرير دمشق»، فيما جاهر قيادي سلفي أردني بإرسال «أربعة من أنصاره إلى سوريا للجهاد»
لم تنتظر قيادة «الجيش الحر» قيام الدول المناهضة للنظام السوري بتأمين حظر جوّي بهدف إعلان «مناطق آمنة» في المناطق الحدودية. إذ أعلن، أول من أمس، نقل قيادته من تركيا الى سوريا. وقال قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد، في شريط فيديو بثّ على الإنترنت، «نزفّ لكم خبر دخول قيادة الجيش الحرّ إلى المناطق المحرّرة، بعدما نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحرّرة لبدء خطة تحرير دمشق قريباً».
ويأتي إعلان «الجيش الحر» بنقل مقرّه، فيما تدور نزاعات داخله وخاصة بين القيادة المركزية التي أقيمت في تركيا قبل أكثر من عام ويقودها رياض الأسعد، والقيادة الداخلية التي يقودها العقيد المنشق قاسم سعد الدين.
وفي حلب، اندلعت معارك في العديد من أحياء المدينة، إلّا أنّها كانت أقلّ عنفاً من الأيام السابقة، فيما أطلق المعارضون قذائف هاون من حيّ بستان القصر على حيّ الجميلية الواقع تحت سيطرة القوات النظامية.
من جهتها، ذكرت السلطات التركية أن قذائف هاون سقطت بين قريتي أريجان وغل ورن الحدودية من جرّاء الاشتباكات التي تدور بين الجيش النظامي و«الجيش السوري الحر» في قرية تل أبيض السورية.
ومن جهة ثانية أعلن القيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن، محمد الشلبي، الملقب بـ«أبي سياف»، يوم أمس، أنّه أرسل أربعة من أنصاره إلى سوريا للجهاد ضد الجيش السوري النظامي. وقال أبو سياف لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إنّ «4 إخوة لنا في التيار السلفي الجهادي غادروا إلى سوريا يوم الجمعة، وتلقينا نبأ وصولهم إلى مدينة درعا بالسلامة». وأشار أبو سياف إلى أن «بعض الإخوة يذهبون إلى سوريا بصورة منتظمة، والبعض الآخر بصورة شخصية».
بدوره، قال القيادي البارز في التيار، عبد شحادة الملقب بأبي محمد الطحاوي، خلال حفل تأبيني لأحد أعضاء التيار، قتل الأسبوع الماضي في إدلب خلال مواجهات مع الجيش السوري، إنّ «أيّ مكان فيه انتهاك لحرمات المسلمين وأعراضهم، فإن السلفيين الجهاديين سيهبّون للدفاع عنه».
سياسياً، يعوّل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والوسيط الدولي في سوريا، الأخضر الابراهيمي، على العديد من القادة الذين سيشاركون في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لإيجاد الوسائل الكفيلة بتحسين الوضع الإنساني في هذا البلد.
وجاء في بيان للأمم المتحدة، نشر بعد محادثات بين بان والابراهيمي، أول من أمس في نيويورك، أن هذا التجمع الدبلوماسي الكبير بإمكانه أنّ «يقدم دعماً كبيراً من أجل معالجة الأزمة الإنسانية الخطيرة في سوريا وتأثيرها على الدول المجاورة». وقدّم الابراهيمي تقريراً إلى الأمين العام عن زيارته الأخيرة لدمشق، وهو سوف يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين.
وأضاف البيان إن الرجلين يعتبران أنّ «الأزمة التي تتفاقم في سوريا تمثّل تهديداً متصاعداً للسلام والأمن في المنطقة». وأشار البيان إلى أنّ محادثاتهما تركّزت على «الوسائل الكفيلة بالردّ على العنف الخطير في سوريا، وعلى التقدّم نحو حلّ سياسي شامل يتجاوب مع المطالب الشرعية للشعب السوري».
سيريان تلغراف | وكالات