علماء مسلمون ومسيحيون يتصدون لباحثة تؤكد وجود وثيقة تتحدث عن زواج المسيح بمريم المجدلية
كشفت باحثة أمريكية عن عما وصفته بوثيقة مصرية أثرية كُتبت على ورق البردى، تؤكد ان النبي عيسى، يسوع المسيح بحسب المفهوم المسيحي، كان متزوجاً من مريم المجدلية، وهو ما يتنافى مع المسيحية والإسلام، وهو ما عبرت عنه الكنيسة الأرثوذكسية والأزهر الشريف، اللذان رفضا الوثيقة انطلاقاً من “جميع الأدلة التي تشير الى ان المسيح لم يكن متزوجاً”.
وتؤكد العالمة كارين كينغ من جامعة هارفارد ان “الوثيقة التاريخية تتضمن جزءً من نص قبطى للعهد الجديد” يشير فيه المسيح الى ان مريم المجدلية زوجته، مضيفة ان هذا النص يتناول مواضيع مهمة كالأسرة والزواج في العقيدة المسيحية.
وتضيف كينغ ان الوثيقة تحتوي على 4 كلمات باللغة القبطية القديمة تعتبر بمثابة أول دليل على وجود مسيحيين آمنوا بأن المسيح كان متزوجاً، كما وردت فيها إجابة المسيح على أحد الحوارين عمّا اذا كانت ماريا المجدلية “مناسبة له” بالقول “يمكنها ان تكون تلميذة لي”.
وتطرقت الباحثة الأمريكية الى النصوص الدينية التي تشير الى ان عيسى لم يكن متزوجاً، لكنها استدركت بالإشارة الى عدم وجود دلائل تاريخية على صحة هذه المعلومة من وجهة نظرها. وتضيف كارين كينغ الى ان “البشارة المسيحية تروى لنا ان موضوع زواج المسيح أُثير كجزء من مناقشات شفهية عن الزواج والعلاقات الجنسية”، منوهة بفريقين من المسيحيين اختلفا حول ما اذا كان من الجيد ان يتزوج يسوع أم لا.
وعرضت كينغ وثيقتها في مؤتمر يعقده المختصون في الكتابات القبطية في جامعة لا سبيانزا بالعاصمة الإيطالية روما. وقد حصلت الباحثة على الوثيقة بعد اتصال من جامع آثار فضل عدم الكشف عن هويته يمتلك هذه الوثيقة، وطلب منها برسالة إلكترونية ترجمتها.
وقالت العالمة الأمريكية انه لا يعلم أحد متى اكتشفت هذه الوثيقة، إلا ان خبراء استبعدوا ان تكون مزورة، ويرجحون انها من مصر بسبب مناخها الجاف، مما يسمح ببقاء الكتابات الأثرية في حالة جيدة لفترات طويلة.
تعليقاً على الأمر قال عميد كلية الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، الدكتور جودة عبد الغني بسيوني:”نحن نعرف من خلال كل الأدلة القطعية ان السيد المسيح لم يتزوج”، وتساءل “كيف تزعم هذه الوثيقة خلاف ذلك؟ ومن المعروف أن السيد المسيح غير متزوج طوال حياته”. وأضاف بشكل حاسم “هذا الكلام غير دقيق وهذه الوثيقة غير حقيقية على سبيل القطع ولا نصل فيها إلى الشك فى مدى مصداقيتها بل نرفضها”.
من جانبه رد مجد عاشور الذي يشغل منصب المستشار الأكاديمي للمفتي في مصر بالقول انه “من الثابت فى الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية، بل وفى كل الطوائف المسيحية ان السيد المسيح لم يثبت عنه زواج، وان هذا الأمر معلوم فى جميع الأديان”، كما شدد على ان “القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تواترت على هذا وأكدت أن السيد المسيح لم يتزوج مطلقا”.
على الجانب الآخر قال الأنبا إرميا، الأسقف العام للأقباط الأرثوذكس ان المعلومات في هذه الوثيقة خاطئة، متسائلاً “أين تلك الوثيقة وما تاريخها ومدى صحتها”، مشدداً على انه لم ترد في الدين المسيحي “خرافات” كهذه.
وفي السياق ذاته أعاد المؤرخ المصري يوسف سيدهم رواية “شفرة دافنشي” التي أشارت الى زواج السيد المسيح، وهو ما رفضته الكنيسة في حينه، مضيفاً: “رغم ان السيدة مريم المجدلية قد ذكرت فى الكتاب المقدس إلا انه لا يوجد أى نص فى الإيمان المسيحى يقول بأن السيد المسيح قد تزوجها”. ويلفت سيدهم الانتباه الى بيان “شديد اللهجة” أصدره الفاتيكان نفى من خلاله ان يكون المسيح قد تزوج سواء من مريم المجدلية أو غيرها، وان البيان أشار الى عدم وجود أدلة تدعم هذا “الإدعاء الكاذب”.
سيريان تلغراف | المصري اليوم