مقالات وآراء

محاولات يائسة لعرقلة النصر السوري .. بقلم غالب قنديل

أعلنت العصابات الإرهابية السورية المسماة ” الجيش الحر “عن إعادة انتشارها أي فرارها من بعض أطراف العاصمة دمشق و جوارها بعد عمليات واسعة و قاسية شنتها القوات العربية السورية للسيطرة على بعض المعاقل الباقية، و ضرب مجموعات إرهابية دفعتها غرفة العمليات الأميركية إلى العاصمة مجددا لإثارة الإرباك وتشتيت الجهود و بدافع تخفيف الضغط على الزمر الأجنبية و العصابات المحلية التي تقاتل في حلب .

أولا بلغ الإرتباك الأميركي امام الصمود السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية حدا استدعى قدوم الجنرال ديفيد بيترايوس شخصيا إلى تركيا للإشراف على تهريب مئات المرتزقة و المقاتلين الأجانب إلى حلب في محاولة لتنشيط عمل العصابات الإرهابية على الأرض و الإيحاء بقدرتها على الانتقال للهجوم بعد الضربات التي تلقتها من الجيش السوري و قد روى مواطنون سوريون و شهد مراسلون اجانب ان محاربين قدموا إلى حلب لا يتحدثون العربية أساسا و هم يرتدون الزي الطالباني الأفغاني و بالكاد ينطقون بكلمات عربية مكسرة .

تظهر القيادة العسكرية السورية برودة أعصاب ظاهرة في احتواء الموجات الجديدة من الإرهابيين و تتحكم بتوقيت ضرباتها الصاعقة و هي تركز على ضرب البنية القيادية للعصابات على الأرض و حققت مجموعة مهمة من الأهداف خلال الأيام الأخيرة .

ثانيا شرع التحول في المزاج الشعبي يتوسع و يرسخ الالتفاف الوطني حول الدولة و الجيش و قيادة الرئيس بشار الأسد ، و قد لاحظ المراقبون خلال الأيام القليلة الماضية ان الازدحام في حركة المرور داخل مدينة دمشق بلغ المدى الذي لم يشهده منذ اندلاع الأحداث و لم تعكره أصوات بعض الطلقات الثقيلة التي يلاقيها المواطنون العاديون بالدعاء للجيش السوري و جنوده بالنصر القريب و بتمني عودة الاستقرار إلى البلاد في وقت قريب .

من ناحية اخرى أكدت معلومات موثوقة تصاعد تمرد الشارع على العصابات المسلحة في معظم معاقلها التي اشتهرت في جميع المحافظات منذ بداية الأحداث ، و قد اتخذت مجموعة من التنسيقيات التي قادت التظاهر و التمرد في العديد من المناطق ، مبادرات مهمة في انتقالها لمجابهة العصابات و وجهت الدعوات العلنية لإلقاء السلاح و قادت في بعض الأماكن ، عمليات تسليم الأسلحة و تسوية اوضاع العناصر المسلحة في العديد من المناطق بمحافظات ريف دمشق و إدلب و حماه و حلب و حمص و خصوصا في الأرياف.

ثالثا التحول الجاري على الأرض يراكم مزيدا من التحولات السياسية في مواقف و خيارات بعض الأطراف و الشخصيات المعارضة التي تقترب من اتخاذ مواقف متجاوبة مع الحوار الوطني و المصالحة كاتجاه رئيسي رسمته الدولة الوطنية طريقا للخروج من الأزمة على قاعدة تصفية الإرهاب و تفكيك التمرد و مقاومة العدوان الأجنبي على البلاد .

و قد كشفت مصادر واسعة الاطلاع ان العديد من الجماعات المسلحة المتمردة و غير المرتبطة بالمخابرات الأجنبية تتجه نحو التفاوض على تفاهمات مع الدولة الوطنية في ظل حالة التعفن و التناحر التي تعصف بالتشكيلات العسكرية و بينما تتكشف وقائع متزايدة عن حجم التدخل الأجنبي الذي تقوده الولايات المتحدة لتدمير سوريا و قد ذكرت المعلومات ان الصراعات تتصاعد بصورة كبيرة بين مكونات البنية العامة لحالة التمرد العسكري و العصابات الإرهابية و التي تضم إضافة للجماعات اللصوصية الخالصة ، مجموعات ما يسمى بالجيش الحر و الجناح العسكري لتنظيم الأخوان و الجماعات القاعدية و المجموعات الأجنبية الوافدة من لبنان و تركيا كما تدور نزاعات على الزعامة و المغانم داخل معظم المجموعات المحلية بمفردها.

هذه العوامل مجتمعة تؤكد بلوغ البنية العامة للتمرد و الإرهاب مرحلة التفسخ و التعفن ، و هي ترسم بمزاج شعبي واضح وجهة انتصار الدولة الوطنية السورية و تشير إلى ان المساعي الأميركية و التركية و الخليجية و الأوروبية اليائسة تهدف لعرقلة الانتصار السوري المحتوم والقادم و هي قد تفلح في تأخيره لكن لن تنجح في منعه و قلب الصورة فما كتب قد كتب .

غالب قنديل

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock