روسيسكايا غازيتا : هل دقت ساعة الحرب على إيران ؟
صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تقول يوم 18 سبتمبر/أيلول إن المناورات البحرية التي انطلقت يوم أمس في مياه الخليج لم تعرف المنطقة لها مثيلا من حيث سعة نطاقها وعدد الدول المشاركة فيها. وعلى الرغم من ذلك لم تصب طهران بالذعر. هذا، على الأقل ما أعلنه قائد فيلق “الحرس الثوري” الجنرال محمد علي جعفري الذي أكد أن قواته على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل وأن بلاده ليست مضطرة لتكون البادئة في مهاجمة اسرائيل لأنه ليست هناك مبررات لذلك. لكنها سترد بكل حزم وقوة على أي تحرك تقوم به إسرائيل ضدها. وأكد جعفري أن الرد الإيراني سيكون كارثيا على الولايات المتحدة كذلك لأن جميع قواعدها العسكرية في المنطقة تـقـع على مرمى الصواريخ الإيرانية.
مما لاشك فيه أن هذه المناورات تمثل “بروفة” نهائية لعملية عسكرية مرتقبة ضد إيران. وذلك على الرغم من تأكيد قيادة القوات البحرية الأمريكية أنّ هذه المناورات لا تهدف إلى ممارسة الضغط على إيران. لكن هذه التأكيدات لا تقنع حتى أكثر الناس سذاجة.
وحتى بريطانيا البلد الحليف والأكثر ولاء للولايات المتحدة لم تقتنع بالطبيعة السلمية لهذه المناورات. حيث نشرت صحيفة “صندي تلغراف” البريطانية أمس معلومات استقتها من مصادرها الخاصة تفيد بأن القوات المشاركة في هذه المناورات، لم تأت للتدرب على نزع الألغام البحرية، فقط بل ولتطويق رد الفعل الإيراني على ضربة من المرتقب أن تقوم بها إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية. ولعل ما يؤيد هذه الرواية، استقالة وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة مؤخراً. حيث بات معلوما أن الوزير الابريطاني استقال بسبب عدم موافقته على موقف لندن، الداعم للعملية العسكرية المقترحة ضد إيران.
لقد أصبح واضحا أن واشنطن وبعد أن تأكدت أن إجراءاتها العقابية التي تنوي اتخاذها بمشاركة إسرائيل ضد إيران لن تمر أبداً عبر مجلس الأمن قررت تشكيل تحالف دولي واسع يتألف من 30 دولة. وأصبح واضحا كذلك أنه في حال بدأت العمليات العسكرية فإن الجيش الايراني لن يهاجم السفن الأمريكية فقط، بل وكل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وإذا ما استطاع الإيرانيون أن يلحقوا خسائر كبيرة بالمهاجمين فإن أعضاء مجلس الأمن سيجدون أنفسهم أمام خيار صعب للغاية.
سيريان تلغراف