مقالات وآراء

سيناريو تافه لتبرير سيناريو معقد .. الضحية سفير اميركي والثمن نفط ليبيا .. بقلم روزانا رمال

فيلمٌ ضعيفٌ شكلا و ساقط مضمونا يظهر للمشاهد لدى التدقيق به ان كل مشاهده نفذت بخلفية ثابتة غير متحركة يعرف اصحاب الخبرة في التصوير و الستديوهات انها “كروما – chroma ” في ستديو داخلي اي يمكن تنفيذ المشاهد كاملةً بسرعة و بكل بساطة في نفس الستديو دون اللجوء الى اماكن تصوير اخرى و اعباء …

انه فيلم “البراءة من الاسلام” الذي حاولوا تضخيمه بالادعاء بتكلفة ال 5 ملايين دولار ….

الفيلم الذي حاولوا زج الاقباط المصريين بالمساهمة بانتاجه لكن الحقيقة ان احداً من الاقباط لم يساهم في الانتاج بل طلب من احدهم النشر على احد الوسائل الاعلامية الالكترونية و ليس ” الانتاج “

فيلم لمخرج صاحب ثلاث اسماء وهمية و الذي يبدو ان لا وجود لاسمه الحقيقي او لشخص حقيقي باسمه و اسمائه ” يعقوب باسيلي – نيكولاس باسيلي – سام باسيلي ” و الذي شوهد بالامس ملثما غير واضح معالم الوجه لدى استدعاء شرطة لوس انجلس للتحقيق معه في تهمة بعيدة كل البعد عن اخراجه للفيلم المسيئ و هي ” التأكد من عدم انتهاكه لبنود إطلاقه المشروط، بعدما كان حكم عليه بالسجن لـ21 شهراً عام 2010، بتهمة الاحتيال المصرفي، اذ اعتقد أن المخرج، إبن الـ55 عاماً، خرق شرط عدم استخدام أجهزة الكومبيوتر فاخلي سبيله “

اكتملت التمثيلية في 11 ايلول …..

تفجر غضب المسلمين…..

تظاهرات ضخمة استحضر فيها العنف عمت دول ما سمي الربيع العربي ” مصرو ليبيا و تونس و اليمن على وجه الخصوص و هي دول غير ماكنة السيطرة على امن البلاد حتى الان في ظل غياب اعمال العنف و الاحتجاجات الكبرى عن السعودية حيث المسجد الحرام و دول الخليج مجتمعة في مشهد يثير الاستغراب و كأن الفيلم اطلق لتنفيذ مؤامرة ما تكون احد دول الربيع العربي الهشة امنيا ضحيتها في مقدمة لخطة قادمة فكان لليبيا الحصة الاكبر في المشهد حيث صب المحتجون الليبيون جام غضبهم على موقع السفارة الاميريكية هناك ليتم اقتحامها و القاء القبض على السفير كريستوفر ستيفنز و ضربه حتى قتله و معه 3 من المارينز التابع للسفارة في مشهد مثير و غريب و كأن لا يوجد طلقة رصاص واحدة في حرم السفارة هناك للدفاع عن النفس او عن السفير فاقتيد ” كدجاجة ” دون اي مقاومة او مناصر اقله من رجال امن السفارة الموكلين حماية البعثات الديبلوماسية فكنا امام مقتل اول سفير للولايات المتحدة منذ اغتيال السفير الأمريكي في أفغانستان عام 1979 !

حادث مقتل السفير الاميريكي في ليبيا لم يكن عفويا على الاطلاق هذا ما اكدت عليه كبرى الصحف في العالم فكان الاخطر ما كشفت عنه صحيفة الاندبندنت حول الحادثة و التي اكدت الاتي

– الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي لم يكن عفوياً بل هو خرق امني خطيراً إذ فُقِدَت من القنصلية وثائق حساسة منها قائمة بأسماء الليبيين الذين يتعاملون مع الاميركيين، “كذلك عقود النفط”

– الاندبندنت اعتبرت ايضا ان التقصير الأمني هو السبب فى مقتل السفير الأمريكي فى بنغازي كريس ستيفنز حيث أن زيارته لبنغازي كانت من المفترض ان تكون سرية لكن تم الاعلان عنها

من جهتها ذكرت إذاعة صوت إسرائيل ” ريشيت بيت ” أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد تلقت تحذيرات من هجمات على سفارتيها فى مصر و ليبيا قبل الهجوم الفعلي بيومين و لكن الخارجية لم تقم بتحذير الدبلوماسيين هناك و لم تتخذ الاجراءات اللازمة لحمايتهم و اكدت الاذاعة ما ذكرته الاندبندت ان هناك وثائق سرية تمت سرقتها من مبنى القنصلية الامريكية فى بنغازي .

اما صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فرات ان الولايات المتحدة لديها شكوك كبيرة حاليا بأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا ومقتل السفير يمكن أن يكون عملا إرهابيا مدبرا لإحياء ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، وتحقق في هذه الفرضية و الملفت ان الولايات المتحدة حركت بعض قطعها الحربية باتجاه السواحل الليبية، كما ارسلت قوات مارينز تحسبا لتنفيذ أوامر القيادة العليا.

من هنا فان حادث بث الفيلم المسيء للاسلام على المسلمين ياتي في سياق مخطط مدروس بعناية في ابعادٍ و اهداف ثلاث:

اولا: تاريخ اطلاق الفيلم المنتج اصلا منذ عام 2011 – وهو 11 ايلول وما يعني هذا التاريخ من كونه يوما مناسبا جدا لكي تقنع الولايات المتحدة كل العالم بانها مستهدفة دائما من القاعدة والمسلمين كمقدمة لتنفيذ مخطط هذه المرة محوره النفط الليبي وقواعد عسكرية اميريكية على سواحل ليبيا حيث حركت اميريكا بعض قطعها الحربية وقوات مارينز باتجاه السواحل الليبية فورا.

ثانيا: زج الاقباط في الصراع والاضاءة المقصودة المبالغ فيها لما في ذلك من قصد تشويه سمعة الاقباط ما يعني ان مصر معنية بشكل اساسي بالفيلم وان الولايات المتحدة واسرائيل تسعيان لتفتيت المجتمع المصري و اغراقه في صراع مسيحي- اخواني يترتب عليه عنف يبعد مصر عن الاستقرار ويجعلها دائمة الحاجة الى المساندة و الدعم الخارجيين فتغرق مصر في حرب اهلية دامية و المستفيد الاول اسرائيل “المشغولين عنها”.

ثالثا: لو كان الفيلم فعلا يستهدف الفن ويندرج في اطار العمل الفني البحت و ليس من خلفه اي مخطط لكان ظهر بطريقة شرعية وعلنية عبر التلفزيون وشاشات السينما وخصص له حملة دعائية و لو بسيطة وموقع الكتروني خاص فيه وبممثليه واسمائهم لكن منتجيه يعرفون ان وقعه كبير ولا يمكن لاحد ان يتبنى نشره ويعرفون ايضا انه نفذ لتأدية هدف معين قد طلب اليهم من جهة ما والا فما الداعي من نشر مقتطفات منه و ليس كاملا ؟ هل ذلك خوفا على مشاعر المسلمين او جس لنبضهم وتفجير غضبهم؟

الاكيد ان تداعيات هذا الفيلم لن تكون قليلة و لن تنتهي قريبا وبسهولة و قد تستغرق شهورا ربما لكن الاكيد ايضا ان مخططات الغرب الولايات المتحدة التي ادرجته ضمن حرية الراي لم تعد تغفل عن العرب …يوم تم اجتياح العراق بتهمة احداث 11 ايلول كان العرب نياما ….اما عرب 11 ايلول اليوم فلا يغفل عنهم “مكر” الولايات المتحدة واسرائيل.

روزانا رمال | توب نيوز

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock