المنار : لقاء واشنطن الاستخباري بين الخطوط الحمراء والمكالمة الهاتفية بين اوباما ونتنياهو
تضارب وتباين واضحان ظهرا بوضوح في اللقاءات الاستخبارية بين اسرائيل والولايات المتحدة حول الفرص الامنية المتاحة للجتمع الدولي لمواصلة المساعي الدبلوماسي، واقناع ايران بوقف مساعيها لامتلاك القدرات النووية العسكرية.. تباين يطفو على سطح العلاقة بين القيادتين السياسيتين في واشنطن وتل ابيب.
وفي تقرير خاص، حصلت عليه (المنـار) أن اللقاءات التشاورية الاستخبارية بين اسرائيل والولايات المتحدة التي جرت خلال الاشهر الاخيرة بهدف الخروج بتقدير موقف مشترك حول المسألة الايرانية، قد فشلت فشلا ذريعا، وكان آخر اللقاءات ذلك الذي جمع ضباط الاجهزة الاستخبارية المختلفة بين البلدين، وعقد في واشنطن واستمر سبعة أيام متواصلة، وكان نتنياهو يأمل أن يخلق هذا اللقاء التشاوري أرضية مناسبة لاعلان امريكي واضح حول خطوط حمراء يمنع تجاوزها، تنتقل بعدها المساعي التي يبذلها المجتمع الدولي، الى مساع “مخلبية” تجبر ايران على التجاوب غير ان تمنيات نتنياهو الذي كان يأمل في تحقيق هذا التقدم في الاتصالات بشكل يسمح بعقد لقاء مثمر مع اوباما لم يتحقق.
يقول التقرير أن شخصيات رفيعة المستوى في اسرائيل على رأسها أيهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الذي وقف الى جانب نتنياهو طوال الاشهر الماضية فيما يتعلق بالضربة الاسرائيلية المحتملة ضد منشآت ايران النووية.. باراك بعد هذا اللقاء الذي عقد قبل أيام في واشنطن بات يدرك أن الموقف الامريكي لن يتغير ولا يمكن التأثير عليه اسرائيليا، لأنه ينبع من تقديرات استخبارية، والاجهزة الامريكية الاستخبارية تؤمن ولديها قناعة بأن معلوماتها وتقاريرها هي الاقرب الى الحقيقة من اية تقديرات أجنبية اخرى، بمن فيها التقديرات الاسرائيلية، كما أن باراك يدرك جيدا أن التهديدات التي كانت تنطلق من نتنياهو وعنه شخصيا بالتلويح والتلميح باستخدام القوة بشكل منفرد ضد ايران، ما هي الا تهديدات ضاغطة الهدف منها، ممارسة مزيد من الضغط على الادارة الامريكية، لكن، المواقف الواضحة التي اعلنتها اجهزة الاستخبارات الامريكية دفعت باراك الى العودة الى ارض الواقع، لتصدر عنه تصريحات وصفها مسؤولون في ادارة اوباما بالعقلانية، تنضم الى تصريحات الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس التي تسببت في حدوث حالة من القطيعة مع نتنياهو استمرت لشهر كامل.
يضيف التقرير، أن تصريحات باراك وبيرس تتحدث بوضوح عن أهمية حل الخلافات مع الادارة الامريكية ليس على صفحات الجرائد وامام الكاميرات ووسائل الاعلام بل داخل الغرف المغلقة، كما اعتاد البلدان ، ورفض استمرار اشاعة أجواء التوتر في العلاقات الامريكية الاسرائيلية، واعتبر باراك خلال لقاء مع مقربين منه أن اسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن اشاعة هذه الاجواء ، وفي ظل الموقف الامريكي الرافض لأية عمليات عسكرية عاجلة ضد ايران، بات موقف نتنياهو صعبا وحرجا، فيما يتعلق بقدرته على مواصلة استخدام الاقنعة الامنية لحقيقة الازمات التي تمر بها اسرائيل، ومحاولة تشتيت الرأي العام.
وهناك من يرى أن نتنياهو سيضطر قريبا الى الاعلان عن تبكير الانتخابات، وباراك الذي لا يقل خبرة في العمل السياسي عن نتنياهو استشعر ذلك، وبدات تصريحاته تحمل رائحة الانتخابات المبكرة.
على أي حال، نتنياهو اليوم يواجه وضعا صعبا، وهو فشل حتى الان في خلق “الكيمياء” المطلوبة بينه وبين اوباما، ونتنياهو يتمنى أن تأتي صناديق الاقتراع بمنافس الرئيس الحالي ، املا ان تكون العلاقة بين مكتبه والبيت الابيض اكثر تجانسا ودفئا.
وينقل التقرير عن مقربين من شمعون بيرس تأكيده بأن نتنياهو يرتكب العديد من الاخطاء، غير مدرك لخطورة الاحداث في المنطقة، وأهمية الابقاء على أعلى مستويات التنسيق مع الولايات المتحدة، وعدم محاولة احراج ادارة امريكية مقبلة على انتخابات رئاسية تشير جميع الاستطلاعات انها ستعود لولاية ثانية في البيت الابيض.
لذلك، يجب حسب ما يراه بيرس على نتنياهو عدم التدخل كثيرا في مجريات الانتخابات الامريكية، فاستمرار التصعيد الكلامي والاتهامات الاسرائيلية لادارة اوباما قد يفسرها البعض في واشنطن بانها محاولة اسرائيلية لتغليب كفة الحزب الجمهوري على منافسه. كما ان بيرس يرى أن على نتنياهو الحفاظ على علاقة طبيعية مع ادارة اوباما استعدادا لأية استحقاقات سياسية مقبلة قد تحاول الادارة الامريكية فرضها خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، كما أن الولايات المتحدة تمتلك الكثير من الادوات والوسائل لتغييب اسرائيل كنوع من انواع العقاب عن وضع ملامح الشرق الاوسط الجديد.
سيريان تلغراف