“الديلي ميل” تروي قصة هجرة بريطانيين متطرفين إلى سورية لـ “الجهاد”
الحكاية بدأها طبيب بريطاني المولد وهو عضو بارز في عصابة مدججة بالسلاح كانت قد اعتقلت اثنين من المصورين البريطانيين على بعد ميلين من الحدود السورية التركية.
أخبر الطبيب أحد المصورين ويدعى جون كانتلي بأنه ترك عمله في مشفى رئيس في لندن لينضم كما يقول إلى «الحرب المقدسة في سورية».
الطبيب المتطرف لديه عائلة في بريطانيا، زوجة وطفل، وهو يعتزم العودة إلى وظيفته في نظام التأمين الصحي NHS عندما تنتهي مهمته ويغادر سورية.
هذا ما أوردته الكاتبة ريبيكا إيفانز في مقال لها نشرته في صحيفة «الديلي ميل» البريطانية جاء فيه: أمضت أجهزة المخابرات البريطانية ليلة الخامس والعشرين من آب في محاولة منها لتعقب الطبيب البريطاني الذي كان جزءاً من خلية إرهابية خطفت المصور البريطاني في سورية وقامت بإطلاق النار عليه عندما حاول الهرب من المخيم.
الطبيب جزء من عصابة متطرفة اعتقلت المصور جون كانتلي وزميله الصحفي كرهائن لديها لمدة أسبوع.
وتضيف الكاتبة أن ملتحياً قال ان الطبيب المذكور قد ترك عمله ليتفرغ للحرب المقدسة في سورية لكنه سيعود إلى بريطانيا ليتابع عمله هناك في جنوب لندن.
وتذكر الكاتبة أنه في شهر تموز الماضي تم إلقاء القبض على المصور كانتلي البالغ من العمر 41 عاماً مع زميله الهولندي جيرون أثناء تغطيتهما الأحداث في سورية بين الجيش السوري والمقاتلين المتمردين.
وفي محاولة فاشلة من كانتلي للهروب من المخيم تم إطلاق النار عليه، لكنه عولج فيما بعد من قبل الطبيب البريطاني وعندما سأله الأسير كانتلي عن اسمه فيما لو أراد السؤال عنه، أجابه فقط ادعوني بالطبيب فأنا الطبيب الوحيد هنا الملقب بذلك.
الطبيب البالغ من العمر 28 عاماً كان من ضمن قادة الجماعة الإرهابية التي خططت لقطع رأس الجواسيس، فالطبيب كان غاضباً عندما تم إيقاف تنفيذ حكم الإعدام باثنين من السوريين.
ان يعتقد بأنهما عميلان سريان، جاء ذلك بعد أيام فقط من تحذيرات أجهزة المخابرات من أن العشرات من البريطانيين- البعض منهم يعتقد بأنه من أصل باكستاني- كانوا في طريقهم إلى سورية من أجل خوض الجهاد أو الحرب المقدسة.
إن القلق يكمن فيما لو فكر هؤلاء في العودة إلى المملكة المتحدة لممارسة التطرف هناك، ما يشكل مشكلة أمنية خطيرة في بريطانيا.
وأضافت الكاتبة على لسان المصور كانتلي قوله: إن ما سمعته ورأيته لاسيما فيما يتعلق بالطبيب البريطاني ومكان عمله كان شيئاً غريباً وفظيعاً.
فهل هذا هو الرجل الذي أقسم على إنقاذ الناس ومساعدتهم؟ كيف يتحول إلى رجل آخر يتجول ببندقية كلاشينكوف، لا يوجد أي من الأطباء الذين أعرفهم يفعل ذلك.
إن الطبيب مؤمن بوضوح بما يقوم به، كما أن اتباع شيء إلى حد التطرف، يعد شيئاً غريباً ومزعجاً، لكن يبدو وبوضوح استياء الطبيب عندما لم يتم تنفيذ حكم الإعدام أو إنزال القصاص بالأسرى.
وفي تطور مروع، ولافت للنظر، تابع كانتلي: يبدو أن الطبيب الذي يتحدث بلهجة جنوب لندن، بعد أن غطى وجهه بوشاح، ونظارات شمسية، سعيد بتجربته في سورية، وأنه يرغب بالتخصص في إصابات الصدمات، والحالات الإسعافية، عندما يعود إلى بريطانيا.
إن معالجة الجرحى في المعارك الدائرة في سورية كان تدريباً جيداً بالنسبة للطبيب، إضافة إلى كونها تجربة جيدة عموماً، ولاسيما أنه يملك العديد من اللوازم الطبية من ضمادات وأدوية ومضادات حيوية وغيرها.
ويتابع كانتلي: لقد أدركت أن الطبيب يعرف بوضوح ما كان يقوم به، اكتشفت ذلك من خلال معالجته لذراعي، كان مدرباً تدريباً جيداً، وقدم لي العلاج بشكل جيد.
وعن أسر المصورين قالت الكاتبة: لقد تم إلقاء القبض عليهما أثناء ذهابهما إلى المخيم الذي زاروه سابقاً، من دون علم منهما أن الإرهابيين قد استولوا عليه.
وتشير الكاتبة إلى أن الطبيب الذي يعتقد بأنه ينحدر من أصول باكستانية كان من بين حوالي خمسة عشر من الرعايا البريطانيين في معسكر الإرهاب، داخل الحدود السورية وجزءاً من خلية إرهابية قوية تدعى «العبسي» تريد تطبيق الشريعة. وعن تجربة كانتلي، تقول الكاتبة إنه يتوق للعودة إلى سورية، وتقديم تقرير عن الحرب هناك.
وتروي الكاتبة قصة محاولة المصور كانتلي الهروب في اليوم الثاني من أيامه السبعة في الأسر.. ما يثير عجب المصور أن واحداً من أولئك الذين فتحوا النار عليه، كان بريطانياً أصابه في الكوع وأصاب زميله الهولندي في ساقه، وتقول -على لسان كانتلي- إن الطبيب البريطاني هو الوحيد الذي تعامل معنا وقدم لنا الإسعافات اللازمة مع مساعد آخر له بريطاني الجنسية.
ويروي كانتلي قصة اعتقاله قائلاً: لقد تم القبض علينا في شهر تموز، وذكر أن البعض من البريطانيين الحاقدين الموجودين هناك أرادوا تصفيتنا وبعد أن حاولنا الفرار جاء الطبيب إلى الخيمة حيث كنت مكبل اليدين ومعصوب العينين قائلاً لنا: أشعر بخيبة أمل كبيرة منكما.. قبل محاولتكما الهروب كان من الممكن أن يتم إطلاق سراحكما مقابل فدية، لكن اليوم لا أعلم مصيركما، أخبرتكما أن تتحليا بالصبر، والأمور ستكون بخير، لكن الأمور الآن تبدو سيئة بشكل ملحوظ.
وأضاف كانتلي أنه علم من الطبيب أن اثنين من السوريين قد تم ذبحهما تطبيقاً للشريعة، ومع أن الطبيب كان ممتعضاً مما يحدث لكنه أكد ضرورة قطع رأسيهما كونهما جواسيس وخونة.
أشار كانتلي إلى أنه وطوال محنته ظل مكبل اليدين في خيمته، وقد سمع الطبيب في إحدى المرات وهو يتحدث لأسرته على الهاتف ويشتكي لهم من سوء الحال.
وفي نهاية المطاف، تم إنقاذ كانتلي وزميله اللذين كانا يعملان لتغطية الاشتباكات بين المتمردين والجنود السوريين في منطقة سيف الدولة في حلب.
وقد تمكن المصوران من الهرب من المخيم في شمال سورية.. وعندما تحدث كانتلي، الذي عانى تلف الأعصاب في ذراعه اليسرى الأمر الذي أعاقه عن تحريك أصابع يده، عن تجربته قال: إنه لا يزال يتوق للعودة إلى سورية، والى أن يقدم تقريراً عن الحرب الدائرة هناك رغم تجربته المؤلمة.
سيريان تلغراف