بعد اتهامها بحرق المصحف .. القضاء الباكستاني يفرج عن “مسيح” بكفالة والتنفيذ معلق
أصدر القضاء الباكستاني حكماً بإطلاق سراح الصبية ريمشا مسيح المتهمة بإحراق صفحات من القرآن وفقاً لقانون التجديف المعتمد في هذا البلد الإسلامي، مقابل كفالة مالية.
عُقدت جلسة المحكمة في 7 سبتمبر/أيلول بعد ان تم تأجيل الجلسة الأخيرة قبل 4 أيام. وقد حظيت قضية الصبية المسيحية ريمشا باهتمام كبير في المجتمع الباكستاني، اذ احتشد عدد كبير من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان لمدة ساعات أثناء المداولة التي تخللتها إفادات الشهود في إحدى محاكم العاصمة إسلام اباد.
استمعت هيئة المحكمة الى ممثل الإدعاء ومرافعة محامي الدفاع وبناءً على ذلك اصدرت حكمها، لكن القرار القضائي لم يحدد الفترة الزمنية التي سيتم خلالها إخلاء سبيل الصبية البالغة من العمر 14 عاماً بحسب الدستور الباكستاني. وما ان يتم دفع الكفالة التي سيحدد موعد دفعها لاحقاً سيتم الإفراج عن ريمشا مسيح فوراً وذلك نقلأً عن “إيتار- تاس”.
يُذكر ان السلطات ألقت القبض على الطفلة في 16 أغسطس/آب بعد ان تقدم إمام جامع في العاصمة يُدعى خالد جدعون شيشتي ببلاغ ضدها يتهمها فيه بإحراق المصحف. لكن بعد ساعات ألقي القبض على االشيخ المدعي نفسه بعدما أدلى شهود بأقوال تفيد بأن الإمام هو من دس لريمشا أوراق المصحف بين أوراق أعدت مسبقاً لإضرام النار فيها بالقرب من مكان إقامة الصبية في أحد الأحياء الفقيرة القريبة من العاصمة، فتم اعتقال الشيخ خالد بتهمة الادعاء الكاذب وشهادة الزور.
لم يقتصر الاهتمام بالقضية على باكستان فحسب، بل ترددت أصداء القضية خارج البلاد بما في ذلك روسيا، حيث انضم عدد من الناشطين الى حملات المطالبة بالإفراج عن الصبية غير البالغة، والتي تعاني بسبب قدرات عقلية متواضعة، وذلك يإطلاق حملة روسية تنادي بالإفراج عنها.
وجاء في بيان الحملة الموجهة الى السلطات المعنية في باكستان: “نناشدكم بتوفير الحماية لريمشا مسيح والإفراج عنها، لما يهددها من خطر الحكم بالإعدام نتيجة لتهمة الكفر الموجهة لها. نرجوكم ابذلوا كل ما في وسعكم من أجل إنقاذ الطفلة، واتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية الأقليات في باكستان”.
الجدير بالذكر ان قانون التجديف الذي تصل عقوبة مخالفته الى الإعدام، يثير استياءً في صفوف العديد من الباكستانيين بمن فيهم مسلمين، ويطالبون بإلغائه في أسرع وقت ممكن. كما يُذكر انه تعيش في باكستان أقلية مسيحية يبلغ عددها 180 ألف شخص، يشكلون 4%من تعداد سكان البلاد.
سيريان تلغراف | وكالات