مرسي رئيس مزيف لمصر المحروسة .. بقلم سليم نقولا محسن
حسنا ما قال وحسنا فعل الرئيس مرسي في قمة عدم الانحياز الأخيرة في طهران، في شتم شعب سورية، ورئيسها، والتبشير باستمرار دعم العصابات الدموية، لمزيد من الاقتتال العنفي والتخريب في الداخل السوري، وفي استيلاد حواضنه في دول الجوار، إذ أكد بما لا مجال للشك فيه أن مظهره لا يختلف عن مضمونه في كونه مع الأسف من فصيلة القردة النبّاحة، وأنه واقعا ليس رئيسا لشعب مصر، وليس حقيقة سوى رئيس ينطوي على طبائع إجرامية لعصابة الإخوان المسلمين مفرخة الحركات التكفيرية الإرهابية، التي أنشأتها بريطانيا في مصر لتواكب مشروع قيام دولة إسرائيل 1948؟، وصاحبة مشروع الأسرلة الفوضوية التفتيتية من منطلق الأحادية الاستئصالية ضد ومقابل المختلف الفكري والمذهبي والديني والاثني، المصاغ في التعددية التسامحية التي اعتادت أن تعيشها المنطقة الشرق أوسطية، ذلك عبر سعي هذه العصابة بالاتفاق مع إسرائيل على إستنسال شرذمات العصابات المتكافرة المتقاتلة، ذات الأسماء المتعددة المتباينة في الدولة الواحدة وفي المدن المسالمة والحرص على ديمومة فاعلياتها التخريبية، لصالح المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وأنه أي (مرسي) نبّاح الناتو وإسرائيل دون منازع، يما ينفي عنه شرعيته كرئيس لمصر العروبة والحضارة والتاريخ؟ مع الاعتذار للشعب العربي في مصر المحروسة، الذي تورط البعض منه ضمن مناخات الأسلمة المزيفة، التي أشاعتها الدوائر الناتوية عبر الإعلام المنافق؟ وعبر تدفق المال الموبوء في إعطاء صورة مغايرة ملمعة، لانتخابه رئيسا على أنه محررا، علما بأن حزبه قد استولي على ثورة شعب مصر وانحرف بها، وسار فيها إلى مهاوي مأساوية دامية من الصعب التئامها..؟
فليس ما قاله هذا (المرسي) خروجا عن اللياقة، وعن الالتزام بأبسط المبادئ الأخلاقية اتجاه شعب ذي حضور سيادي وتاريخي فاعل، بما يعد تحريضا وقحا وتدخلا في شؤونه، ويجعله مشاركا في سفك الدم السوري، بل خروجا عن المنطق ذاته، بما يؤكد ما حكمنا به من عدم أهليته العقلية والمسلكية؟ إلا إذا تقصد من دفعه إلى إيصال رسالة ما، بما يقتضي التقصي عن صاحبها، لخطورة ما تنطوي عليه من معاني استباحية للدول، تتوافق مع مخطط دول الناتو وإسرائيل في مشروعهم الإستيلائي الجديد على دول المنطقة لإعادة تشكيلها، وإلى الرد عليها بعنف لما تخفي وراءها؟، فالشعب في سوريا عبر تاريخه المتجدد، كان قد ارتقى في حضاريته إلى حالة تقتضي وجود دولة ذات مؤسسات، يمتلك جفرافية أرضها، وحضورها السياسي السيادي، أكان في علاقات أبنائها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيما بينهم، أو في علاقاتهم مع الغير..؟
كما أنهم في إدارة شؤونهم، يحتاجون كما شعب كل دولة ذات سيادة إلى نظام، وهذا النظام هم من يضعونه بإرادتهم بما يتوافق مع مصالحهم وشؤونهم، وبما أن الدولة بمن فيها كحالة شعب في منتظم سياسي، يتجسد فيها وتمثل الشعب ذاته، فهي ملك للشعب، والشعب هو المرجعية الأساس لها، لذا فالشعب هو مصدر السلطات، لكونه مالك الدولة، والنظام عادة يتمثل في دستور البلاد، وهو بمثابة عقد يتم الاتفاق عليه، فيه يتحدد فيه شكل الحكم، وأنواع السلطات وتوزعها ومهامها؟ فرئيس البلاد والوزراء، والقضاة، بما فيهم النواب ممثلوا السلطة التشريعية يختارهم الشعب إلى مناصبهم للتصرف في شؤون الدولة كأمناء، لذا فإن التصريحات المتبعثرة هنا وهناك من هذا السياسي الأحمق لدولة ما أو ذاك من الدول التي تدعي المصلحة أو المعادية؟ عن نزع الشرعية بما يتعلق بهؤلاء الأمناء، أو إسقاط النظام، إنما هو ازدراء واستهانة بإرادة الشعب، وإلى اعتباره قاصرا وغير مؤهل لقيادة دولته، وبما يعنيه هذا أيضا من نزع لسيادة الدولة والشعب، وهو مقدمة ودعوة صريحة لإنهاء الدولة عبر الاحتلال، بما يخالف الشرائع الدولية في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وما يمكن أن يؤدي هذا إلى التعرض لاختراق سيادتها واستباحتها ممن يشاء، وإلى فوضى دولية..؟
لا بد من التساؤل إذن عن الأسباب التي دفعت مرسي إلى هذا النباح؟، هل لتفجير المؤتمر؟، وهو يعلم أن أمرا مثل هذا لن يحدث، لأن إيران لها مصالحها، ولدول المنطقة بما فيها السعودية لها مصالحها أيضا في هذا المؤتمر، أم لأنه يعلم؟ فأقدم على هذا النباح الذي لا يقدم في الأمور ولا يؤخر..؟
*الحقيقة أن أمرا آخرا أراد إعلانه نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل..
فهو من منطلق الأحادية المضادة للتعددية، يريد تأكيد السعي إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات التعددية، وأن المشروع الذي انخرط فيه ويمثله، لم يزل قائما، فمبرر وجود عصابة الإخوان السياسية واستمرارها كأداة لتنفيذه، ولا شأن لها في الموضوع الديني إلا في استخداع الأخر؟، فالتفتيت لن يقتصر على الجانب الطائفي والمذهبي، بل على الإثني أيضا، بما يتبعه من اقتتال وفوضى ومذابح وتهجير..؟
فمنظومة دول الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل لم تزل على مشروعها الاقتصادي السياسي البدائي الريعي، الذي يعتمد على النهب المباشر السافر لدويلات استهلاكية، والهيمنة على جغرافيا الثروات الاستراتيجية، على عكس ما تطور إليه الاستثمار للراس المال العالمي في منظومة دول البريكس في المشاركة الانتاجية والريعية، التي من مصلحتها بقاء الدول في حدودها إن لم يكن توسيعها..؟
فمرسي الذي يجب أن لا ينخدع أحد فيه هو رئيس ثان لإسرائيل ثانية مزمع إقامتها في مصر المحروسة؟، إذن الموحدة في تاريخها رغم تعدد إثنياتها وطوائفها مقدمة على التقسيم؟، سيناء، ومصر العليا والسفلى، ودولة الأقباط والنوبيين، من سيقسمها عصابة الأخوان؟ الأحادية مقابل التعددية ستقسمها، وسيعمد شركاؤه في الربيع الدموي الذي أزهر جثثا وموتى في كل من ليبيا وتونس على المشاركة في تقسيم الأوطان إثنيات أو طوائف؟، كما أن شركاؤه الأتراك في حزب عدالة أردوغان سيعمدون كأسلافهم في الاتحاد والترقي الذين فجروا العثمانية، إلى تفجير دولة تركيا الحالية، إلى دول؟ وهكذا مصائر دول النفط الحائرة، فلتعلم سوريا أن لا مهرب لديها؟، هكذا يريد مرسي في خطابه المجنون أن يقول؟ وهو يعلم بأن من يقتل في سوريا هو شعب سوريا على يد عصابات إجرامه، لأنه من يرسلهم بالمشاركة ويمولهم، ومع هذا فإن وقاحته في قلب الحقائق لم يدانيها أحد، فالمجرمون الذين ارتكبوا المجازر وكل ما هو حرام، أبرياء أطهار لديه؟..
أما شعب سوريا فهم المجرمون..؟
*مدرسة إجرامية جديدة عجائبية في عالم السياسة الكونية، يجب أن يعتادها شعب سوريا..
إلى أن تسود سياسة البناء السلامية السورية العالم، هكذا عرف العالم قديما طريق دمشق، طريق الحق والحياة..؟
ومن تاه عنه كان مصيره الهلاك..؟
سليم نقولا محسن
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)