الاخبار اللبنانية : قصة شيخ تونسي أتى لبنان منذ 2008 وأسس للقاعدة فيه .. هذا اسم أمير بلاد الشام
كشفت مصادر إعلامية أنه قد وردت إلى لبنان معلومات متقاطعة محليا وأوروبيا، تفيد بأن «القاعدة» بدأ ببناء هيكلية تنظيمية في لبنان، بناءً على تعليمات مباشرة من الشيخ أيمن الظواهري.
صحيفة الأخبار كشفت أن القاعدة سمت أميرا لبلاد الشام هو ماجد الماجد. وقالت ان التنظيم يخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد شخصيات لبنانية، عسكرية وسياسية عالية المستوى، وايضا ضد مؤسسات دينية.
وووجهت هذه المعلومات بثلاثة انواع من الأجوبة السياسية والأمنية اللبنانية عليها كما أوردت الصحيفة:
الاولى أنكرت، انطلاقا من خلفيات سياسية على صلة بالصراع اللبناني الداخلي. وقالت إن مصادر هذه المعلومات ليست ذات صدقية عالية. او هي في أضعف الايمان، مضللة ومسربة، ولها اهداف سياسية، ابرزها إخافة الغرب، عبر الإيحاء له انه فيما هو يدعم “المعارضة السورية” في سوريا وأجوائها في لبنان، فإن «القاعدة» يستغل وجود بيئة الفوضى وتعاظم القوى الدينية وخطابها، ليتسلل بين ثناياها وينشئ قواعد له.
ويدعم هذا الفريق وجهة نظره بتحليل «سلفي» لبناني ــ فلسطيني، يقول إن «القاعدة» خلال العام ما قبل الماضي، كان لديه هدف أساس، وهو الانتقال من لبنان وغيره، الى اليمن الذي اعتبره الساحة الساخنة له. وبعد مقتل أسامة بن لادن، اصبح «القاعدة» مشغولاً باحتواء الارتباك الذي تركته هذه الضربة داخل هيكليته التنظيمية.
ويلفت مسؤول الحركة الاسلامية المجاهدة جمال خطاب الى انه بكل تاريخ الظواهري، حسب عارفيه، لا يوجد اتجاه للعمل في لبنان. ويدلل على ذلك، قائلاً: حينما كان هناك «مبرر» للعمل في لبنان بعد احداث مخيم نهر البارد فإن «القاعدة» لم يفعل.
النوع الثاني من الأجوبة يقر بوجود حراك متزايد للقاعدة في لبنان، وهو يستعمل البيئة السلفية المتنامية حاضنة له. ويدلل هؤلاء على اربع مناطق يشتبه بنسبة عالية، في أنها تحتضن خلايا للقاعدة: الشمال، والبقاع الغربي، وبلدات على الطريق الجنوبي الساحلي ومخيم عين الحلوة. وتقدر انه ايضا في العاصمة بيروت، توجد ثلاث مناطق بشكل أساسي، يشتبه ايضا في وجد عناصر للقاعدة فيها: منطقة عائشة بكار امتداداً حتى ساقية الجنزير، وتلة الخياط، ومنطقة رأس النبع، وكذلك منطقة متداخلة بين منطقتي الطريق الجديدة ومخيم صبرا.
النوع الثالث من الأجوبة يقارب سؤال «هل يوجد قاعدة في لبنان؟»، بأسلوب أمني مهني. وهو يتعاطى بشكل أكثر من جدي، مع معلومات عن «نشاط مروري» أو «اقامة» او «تخطيطي» للقاعدة في لبنان. ولكن السؤال الأهم الحاضر في ذهن هذه المؤسسات الأمنية، هو هل القاعدة تتجه، او اتجهت، لاعتبار لبنان «ساحة جهاد» ام ما زالت تعتبره «ساحة نصرة»؟
الصحيفة نقلت عن شيوخ سلفيين مطلعين على اجواء في القاعدة قولهم أنه بعد احداث 7 ايار 2008 قدم الى لبنان شيخ تونسي (يعتقد أنه من أصل فلسطيني)، كنيته ابو حسن، ودخل بجواز سفر إماراتي، ووزع اقامته بين مخيمي برج البراجنة وعين الحلوة، ثم اختفى بعد نحو ثلاثة أشهر على ظهوره الحذر. خلالها، جمع ابو حسن اتباعا له لبنانيين وفلسطينيين، وراح يلقنهم دروسا دينية. ومن خلال حواراته مع طلابه يمكن استنتاج التالي:
اولاً ــ قدم ابو حسن نفسه على انه من اتباع الظواهري في تنظيم القاعدة الذي كان يجاهر امام طلابه بالانتماء اليه.
ثانياً ــ تشي حواراته بأنه منذ تلك الفترة، كان يوجد نوع من التباين بين بن لادن والظواهري، على اعتبار ان الاول ــ حسب الشيخ ابو حسن ــ ينظر الى لبنان باعتباره ساحة نصرة، فيما الظواهري يعتبره ساحة جهاد، كونه جزءاً اساسيا من ساحة بلاد الشام المفروض عليها بموجب الفقه الجهادي ان تكون في حالة جهاد الى يوم الدين.
ثالثاً ــ ركز على إسناد جزء كبير من حديثه لأقوال ابن تيمية، واهم نظرية كان يرددها هي ان العالم فسطاطان: دار السلام ودار الحرب، وان الهدف للقاعدة في لبنان، هو تحويله ساحة جهاد ومؤسسات الدولة الكافرة وحزب الله الذي يرى ان عداءه لإسرائيل مسرحية متوافق عليها بين ايران وأميركا، وان اهل السنة عليهم الاستعداد.
رابعاً ــ الفكرة الاساسية التي رددها أيضاً، هي ان الأنظمة العربية عطلت ركناً اساسياً في الشريعة، وهو الجهاد، والمطلوب اعادة احياء هذه الفريضة.
سيريان تلغراف