دوامة لا تنتهي يعيشها جيش الاحتلال بعد تتابع مسلسل الفضائح التي طالت اهم وحداته، اذ لم يسلم سلاح الجو ولا سلاح البحرية من حلقات هذا المسلسل الذي اظهر مدى هشاشة الارضية الاخلاقية التي يزعم الجيش الاسرائيلي انه يستند اليها.
فبعد الكشف عن عدة عمليات تحرش من قبل قادة عسكريين في سلاحي البحرية والجو بمجندات يعملن في مكاتب هؤلاء القادة عصفت قضية جديدة بسلاح البحرية، اذ تم الكشف عن تقديم قائد احدى البوارج الحربية لعدد من جنوده وساما تقديريا لاقامتهم علاقات مع بائعات هوى في اليونان اثناء اجرائهم لمناورة مشتركة مع البحرية اليونانية. وقد رأت العديد من الاوساط الاسرائيلية في هذه الخطوة تشجيعا للجنود على القيام باعمال تعتبر مخلة بما يسمى بطهارة السلاح في الجيش الاسرائيلي. الفضيحة الجديدة تضاف الى مثيلاتها في سلاح البحرية، فقد تمت ملاحقة قائد البحرية السابق قبل حوالي عام في قضية ارتياده لنوادي فيها فساد اخلاقي في تل ابيب، ورأى المتابعون انه من غير الغريب ان يقدم الجنود على تصرفات مخلة بالاخلاق اذا كان هناك قادة من هذا النوع في سلاح البحرية. الا ان بعض الاوساط ذات الصلة في الجيش ومن بينها قائد قوات الاحتلال في لبنان سابقا الجنرال غيورا عنبار رأت ان ممارسات الجنود المذكورة ما هي الا صورة عن طبيعة المجتمع الاسرائيلي الذي يرى جزء منه بهذه التصرفات اعمالا عادية لا تستحق الاستنكار.
في مكان آخر من الجيش الاسرائيلي شهد ما يسمى بسجن ستة المخصص لسجن العسكريين الاسرائيليين المخالفين للقانون والاوامر العسكرية فصلا جديدا من السقوط الاخلاقي لقادة وجنود الاحتلال اذ كشف احد المجندين لوسائل الاعلام عن تعمد بعض الضباط في السجن المذكور الى النظر خلسة الى الزنازين التي يتم احتجاز المجندات فيها.
هذه الفضائح اصبحت مؤخرا جزءا من المشهد الاسرائيلي العام حيث تتوالى القصص التي تكشف عن اعمال مخلة بالاخلاق وممارسات منحطة لقادة عسكريين في مستويات رفيعة وفي جبهات حساسة جدا، حيث تم الكشف مؤخرا عن اتهام احد قادة السرايا على الحدود مع لبنان باعمال منافية للحشمة بحق خمسة عشر جنديا كانوا تحت امرته بعد ان كانوا يأتون من مهام عسكرية على الحدود الشمالية.
العديد من الاوساط الاسرائيلية لا سيما المدافعة عن حقوق المرأة دعت الى وضع حد لهذه الممارسات والتشدد في الاجراءات ضد المخالفين وقد عزت تحول الامر الى ظاهرة في صفوف الجيش الاسرائيلي الى فتح المجال بشكل واسع امام النساء للخدمة في صفوف الجيش لا سيما في وحدات كانت مغلقة امامهن مثل الوحدات القتالية ووحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي.
مقابل ذلك رأت اوساط اخرى ان هذه الظاهرة ليست جديدة على الجيش الاسرائيلي مذكرة ببعض الحالات التي كان يقوم فيها بعض القادة التاريخيين للجيش الاسرائيلي بما يحلو لهم من علاقات دون حسيب او رقيب، كما كان الحال مع وزير الحرب السابق موشيه ديان ورأى هؤلاء انه يجب التغاضي عن ممارسات الجنود والقادة العسكريين في هذا الاطار لأن هؤلاء يتولون مهمة الدفاع عن الكيان الاسرائيلي وعلى المجتمع الاسرائيلي ان يكون متسامحا مع هفواتهم الاخلاقية لان الوقوف عند كل ممارسة من هذا النوع قد يشكل مأزقا حقيقيا للجيش واسقاطا لهيبته وصورته خصوصا مع تزايد حجم الشكاوى التي تتحدث عن انوع مختلفة من الاعتداءات والممارسات المنحرفة التي يقوم بها القادة والجنود الصهاينة.
سيريان تلغراف | المنار