الرأي الأردنية : لا أهلاً ولا سهلاً باللاجئين السوريين
الذين زاروا مخيم الزعتري وأطلعوا على أحوال سكانه لاحظوا أن اللاجئين السوريين الموجودين فيه ليسوا لاجئين سياسيين ، وليسوا من أنصار النظام السوري أو خصومه ، فهم فقراء همهم الحصول على لقمة الخبز.
لم يأت ِ هؤلاء إلى الأردن خوفاً من بطش النظام ، فليسوا مستهدفين ، ولكنهم جاؤوا للحصول على الطعام والدواء الذي لا يستطيعون الحصول عليه في سوريا ، فهم بالتالي موجودون هنا لأسباب اقتصادية بحتة.
إذا كان الأمر كذلك فليس من مصلحة الأردن ولا من واجبه ولا يقع ضمن قدراته وإمكانياته أن يستقبل المزيد من هؤلاء اللاجئين ، بل ربما كان الواجب يقتضي إعادتهم إلى بلادهم بأسرع وقت ممكن.
التواجد السوري الكبير في مخيم الزعتري وفي جميع مدارس وشوارع وكراجات بلدات الشمال أصبح مصدر خطر أمني ، سواء من حيث الاعتداءات الفردية على الأشخاص والممتلكات أو التجاوزات المختلفة التي تؤدي إلى تذمر المواطنين ، أو من حيث إمكانية اندساس بعضهم من طرف أحد الفريقين المتصارعين أو كليهما ، كما دل اكتشاف خلايا نائمة في مخيم الزعتري تهدف للقيام بأعمال إرهابية لتصدير الثورة السورية.
السوريون الذين لم يقطعوا الحدود بل بقوا في أماكنهم لا يقلون حاجة للمعونات الإنسانية عن أولئك الذين ذهبوا إلى الأردن أو تركيا أو لبنان. ورعايتهم وتقديم المعونة لهم من واجب المؤسسات الدولية ، وليس من واجب الأردن الذي لا يملك الإمكانيات المادية للقيام بهذه المهمة الشاقة التي لا تخلو من مخاطر.
الحديث عن تقاسم لقمة الخبز وشربة الماء مع الشقيق السوري ، كلام جميل كإنشاء عربي صالح للنشر ، ولكنه ليس صالحاً للتطبيق وليس بناءً. والأردن لن يحصل على مكافأة معنوية للقيام بهذا الواجب ، بل يعرض نفسه للانتقاد لأن نوعية الحياة في المخيمات ليست مقبولة ، وستصفها الصحافة العالمية باعتبار أنها تقصير وفشل أردني في التعامل مع اللاجئين.
ما يجري في سوريا صراع دموي ، يبدو ظاهرياً كأنه صراع بين النظام والشعب ، ولكن الحقيقة أن أبواب جهنم فتحت على مصراعيها للمنظمات والعصابات الإرهابية ، والمخابرات الدولية ، والأصابع المحلية والأجنبية ، ومن المؤكد أننا لا نريد حصة من هذه النار التي تأكل الأخضر واليابس.
تدفق اللاجئين السوريين يفوق قدرة الأردن على الاستيعاب كما أقر الناطق بلسان الحكومة ، والأردن على كل حال ليس دولة مانحة ، وليس من واجبه تقديم المعونات الإنسانية لأية جهة كانت ، فكيف إذا كانت الجوانب الإنسانية مختلطة بالجوانب الإرهابية التي يجب أن يحمي الأردن نفسه منها بكل الوسائل.
سيريان تلغراف