السفير : هكذا يهرب المقاتلون من سوريا بدافع «الصدمة»
كشفت مصادر إعلامية أن الوافدين إلى سوريا من «المجاهدين» ليسوا كلهم من المقاتلين المتمرسين في أساليب «الجهاد»، بل بينهم من يصل إلى البلاد ليجد نفسه عاجزاً، أو مصدوماً، أو حتى عبئاً على المعارضين السوريين المسلحين. قراءات مختلفة لواقع يشدّهم وتر الدين والعاطفة إليه، قبل أن يدركوا حقيقته على الأرض.
ويعترف طلال محمد وهو يحمل جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به استعدادا للرحلة القصيرة الى حدود تركيا التي سيستقل منها فيما بعد الطائرة عائدا الى السعودية التي توجد بها زوجته وابنتاه الصغيرتان اللاتي تركهن منذ ثلاثة أسابيع متوقعا أن يشارك في انتصار سريع يحققه «مقاتلو المعارضة».
صحيفة السفير نقلت عن تقرير لوكالة رويترز أن السعودي محمد يقول «ذهبت الى سوريا معتقدا أن التحرير على مبعدة خطوة او اثنتين». لكنه وجد صراعا مريرا ودمويا وتبين له أنه ليس محل اهتمام يذكر من المقاتلين .
يقول مقاتلون كبار في انحاء حلب إن هذه القصة شائعة. وقال رجل يدعى ابو محمد ويقود تشكيلا يعرف باسم لواء صقور الشام «في الاسبوع الحالي وحده استقبلنا في سوريا طبيبين ومحاميا ومدرب كاراتيه وموظفا بقطاع الخدمة الاجتماعية من بريطانيا». وأضاف «ليس لدينا نقص في الرجال على الإطلاق». لكن البعض يثيرون من المشاكل اكثر مما يجلبون من فوائد.
وقال ابو محمد «أدرك أن الكثير من اخواننا يعتبرون الحضور الى سوريا واجبا دينيا… لكن من يأتون دون اي فكرة عن كيفية المساعدة التي يمكن أن يقدموها بخلاف إيمانهم يمكن أن يكونوا عبئا»
ويقول قادة أن «إماما» يدعى ابو انس من ترك مسجده في مدينة اسيوط المصرية ليعظ «مقاتلي المعارضة» في بلدة بنش قرب ادلب. وقال الإمام البالغ من العمر 60 عاما «انا هنا للجهاد في سبيل الله. انا افعل هذا لوجه الله وليس لمكسب او جاه بل مرضاة لله». وأضاف أن الجهاد فرض على المسلمين لكنه لا يقتصر على خوض المعارك فلكل دور يلعبه.
ومن المتطوعين للجبهة شاب عراقي من الفلوجة. ويقول جواد «بالنسبة لي هي نفس المعركة». وبالرغم من أنه كتب وصيته ومستعد للشهادة على حد قوله فإنه ايضا لا يريد مواجهة اي مشاكل اذا عاد الى وظيفته فهو يعمل محاسبا بشركة يابانية في دبي.
وأكد جواد الذي قال إن اخته قتلت وهي طفلة في غارة اميركية في الفلوجة في العام 2004 كما توفي اخ اكبر منه بعد أن عذبه افراد ميليشيا عراقية، قال: «انا هنا لأثأر لاختي واخي».
ولم يستطع مدرس سعودي يتلقى اول دروسه في إطلاق الرصاص من بندقية أن يخفي ذهوله مما فعله. واخذ السعودي (39 عاما) وهو من الطائف يكبر بعد أن أطلق بضع اعيرة نارية بتوجيه من مقاتل سوري صاح قائلا «الكتفان الى الوراء. لا تخف».
وقال المدرس الملتحي إن اسم عائلته العتيبي وقد اخفى جهاده عن الناس في بلاده حيث تخشى السعودية من الإسلاميين المتشددين في الداخل في كل الاحوال لن يتخيل كثيرون انه في سوريا. وقال «المرة السابقة التي جئت فيها الى سوريا كنت في اجازة مع بعض الاصدقاء لقضاء وقت لطيف في دمشق».
ويتذكر سري (23 عاما) وهو ليبي شهد الصراع العام الماضي في بلدته مصراتة وهو يستعد للعودة الى بلاده للاستراحة اندهاشه من الثمن الذي دفعه مقابل بندقيته في سوريا، وكيف كان شغف السوريين الذين يقاتلون معه بالحصول عليها. وقال «اضطررت لشراء بندقية كلاشنيكوف بثلاثة آلاف دولار» وهو عشرة امثال ثمنها في معظم أنحاء الشرق الاوسط. واضاف «في بعض الأحيان شعرت أن رفاقي السوريين كانوا ينتظرون وفاتي ليحصلوا على سلاحي».
سيريان تلغراف