عالميعربيمحلي

لهذه الأسباب أعادت واشنطن الملف السوري الى العرب

على عكس المشهد العام الذي يصور النظام في سوريا على انه شارف على الانهيار، وان سقوطه المدوي بات مسألة وقت وتوقيت لا اكثر ولا اقل، يكشف دبلوماسي عربي يعمل في الامم المتحدة منذ عقود أنّ كواليس واروقة الادارة الاميركية أبلغت حلفاءها منذ وقت غير طويل استحالة التعاطي العسكري مع الازمة السورية اقله في المدى المنظور، وذلك لعدة اعتبارات واسباب يلخصها ناقل الرسائل على الشكل الاتي:

أولا – اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وانشغال ادارة الرئيس باراك اوباما بتفاصيلها ومتاهاتها، مع الاشارة إلى أنّ أوباما يخوض انتخاباته تحت عنوان اعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط انطلاقا من مشروع الدولتين، وهذا يعني انه غير مستعد لاشعال حرب جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها والاثمان التي قد تترتب عنها.

ثانيا – انتقال ملف الازمة السورية من وزارة الخارجية الاميركية إلى مكاتب البنتاغون الرافض اساسا لكل تدخل عسكري اميركي، او حتى اقامة مناطق عازلة نظرا إلى امتلاك سوريا انظمة دفاع جوي متطورة وقادرة على مواجهة الامور.

ثالثا – الموقف الروسي المبدئي الرافض لاي تدخل عسكري احادي الجانب ليس فقط في سوريا، انما في الشرق الاوسط عموما، وهذا الموقف ابلغه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الاميركي باراك اوباما خلال لقاء جمعهما على هامش القمة الصناعية التي انعقدت في المكسيك منذ ثلاثة اشهر.

رابعا – اعادة الملف السوري إلى الحضن العربي من خلال تعيين الاخضر الابراهيمي مبعوثا امميا إلى سوريا للحلول مكان المبعوث السابق كوفي انان المحسوب على الادارة الاميركية من جهة، وسحب المراقبين الدوليين من دمشق بحيث خلت الساحة الدمشقية من كل نشاط دبلوماسي اممي وغربي من جهة ثانية، اضافة إلى ما صدر عن الرئيس اوباما من تصريحات تعتبر ان استخدام الاسلحة الكيمائية والجرثومية يشكل الخط الاحمر الاميركي، من دون ان يتطرق إلى السلاح الجوي والمدفعي الثقيل الذي يستخدمه الجيش السوري على نطاق واسع وصل إلى ابعد نقطة سورية مع الحدود التركية واللبنانية، وكأنه يعطي بذلك الضوء الاخصر للنظام السوري للقضاء على المسلحين وتصفيتهم.

 

وازاء هذه الاسباب التي يصفها بالجوهرية، يحذر الدبلوماسي من القراءات الخاطئة في هذه المرحلة الحرجة والبالغة الحساسية.

ويوضح أنّ زيارة الرئيس المصري محمد مرسي المقررة إلى ايران نهاية الشهر الجاري تحمل الكثير من المعاني والرسائل التي اقل ما يقال فيها ان البحث عن تسوية خيار مطروح بقوة، كما ان الخلافات المكتومة بين بعض الدول الخليجية من شأنها ان تطفو على وجه الاحداث عند اول دعسة ناقصة.

ويقلل الدبلوماسي من اهمية اجتماع لجنة المتابعة  الاميركية التركية في اسطنبول المقرر في غضون الساعات القليلة المقبلة، معتبرا ان كل هذا الحراك لا يشكل أي فارق انما هو لرفع العتب، وذلك في ظل حقيقة تدركها واشنطن جيدا وهي ان تركيا خسرت الكثير من اوراقها في وقت تحتفظ فيه سوريا وايران باوراقهما كافة، “فلو وجدت ايران ان حليفتها الاستراتيجية محشورة في زاوية الاحداث والضغوط لحركت جبهة البحرين على نطاق واسع بدل تركها للمراوحة، ولكانت دفعت اليمن لتحريك جبهة المملكة السعودية”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock