قداس وصلاة جناز للشهيد البطل العماد راجحة في كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس

أقيم في كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس في حي القصاع بدمشق اليوم قداس وصلاة جناز لراحة نفس المرحوم الشهيد البطل العماد داوود عبد الله راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي قضى في الثامن عشر من تموز الفائت جراء التفجير الارهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق.

وترأس الصلاة المطران لوقا الخوري النائب البطريركي العام للروم الأرثوذكس بدمشق.

المطران الخوري يدعو أبناء سورية إلى تعزيز الوحدة الوطنية

ودعا المطران الخوري في كلمة له بمناسبة مرور اربعين يوما على استشهاد العماد داوود راجحة ابناء سورية الى تعزيز الوحدة الوطنية وتضافر الجهود لتتآخى الافكار وتتلاحم المقاصد النبيلة وتتصافى الضمائر وتتقدس النوايا وتتساند السواعد للوقوف امام كل معتد آثم على الوطن.

وقال المطران الخوري.. “نحن في سورية مسيحيين ومسلمين معا متنا وامتزج دم الشهيد بالشهيد لتشرق نوافذنا بأنوار الحرية ومعا سكبنا ونسكب الدمع ليعود إلى ينابيع الأرض طهرها ونقاوتها فهذا الوطن لنا لا لسوانا الذين أضاعوا الله وكفروا به وعبدوا مكانه عنصرية تزرع البغضاء والحقد في قلوب الناس”.

وأوضح المطران الخوري ان “الأعداء نالوا من الشهيد العماد داوود راجحة جسدا أما روحه فترفرف بيننا لتقول لا تخافوا ممن يقتلون الجسد وتعلمنا أن الشهيد ينكر ذاته من أجل الحرية والحقيقة وهو فوق الانانيات والاهواء والمصالح الذاتية” لافتا الى ان الشهيد يقدم نفسه ناسيا الاب والام والزوجة ليحيا الاباء والامهات والاولاد والاحفاد في عالم تشع منه انوار الحرية اشعاعا يحرك القلوب بالتهليل ويداعبها بالبطولات ويدغدغ الافكار بخلود الحياة كما يطل كفكرة عارية الا من الحق وقلبا لا تملؤه الا الكرامة.

واشار الى ان الشهيد راجحة أدى رسالته وأعطى درسا في التضحية والحب والشجاعة وفخرا لبلده ووطنه وأمته وسجل اسمه في كتاب الخلود داعيا الله ان يسكن الشهيد البطل فسيح جناته ويعطي أهله وذويه الصبر والايمان ويكثر من اقرانه في هذا الوطن.

وزير الإعلام: استشهاد القادة الأبطال سيبقى منارة ونبراسا

بدوره اوضح وزير الاعلام عمران الزعبي ان استشهاد هؤلاء القادة الابطال سيبقى منارة ونبراسا يضيء للجميع درب الوطنية والفهم الوطني ومعرفة القيم الوطنية مبينا ان الشهادة في سبيل رفعة الوطن وعزته هي ارفع الخصال التي يمكن للشخص ان يتحلى بها وهكذا عهدنا العماد البطل الشهيد داوود راجحة وكل القادة الشهداء من اعمدة الجيش والوطن.

وقال وزير الاعلام “تعلمنا في المدارس الوطنية مسلمين ومسيحيين ان المواطن دائما في خدمة الانسان والوطن وان الشهادة هي ارفع القيم وأكرم الخصال التي يمكن ان يتحلى بها انسان ويعبر بها عن مدى اخلاصه لوطنه وحبه له” مشيرا الى ان الاحتفال باستشهاد الابطال القادة هو مقام بطولة ورفعة وعزة وكرامة وفخر للوطن فلا دموع ولا اهات في هذا العرس الوطني.

وبين وزير الاعلام اننا سنثأر لشهدائنا ليس ثأرا بمعنى الانتقام انما ثأرا للوطن والدماء الزكية والتاريخ مبينا اننا لن ننسى شهداءنا ابدا وأنهم في مرتبة واحدة مع القديسين وأنبياء الله الصالحين.

وقدم الوزير الزعبي التهاني للوطن وعائلات الشهداء وأهلهم وذويهم وجيشهم البطل باستشهادهم مبينا ان هذه الشهادة قدر مكتوب لا يمكن لأحد ان يقدمه او يؤخره.

مراد: سورية ستنتصر على المؤامرة التي تتعرض لها

كما تحدث الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين السوريين عن مناقب الشهيد العماد داوود راجحة وما يحمله من قيم الشجاعة والبطولة والايمان والحكمة والوطنية منوها بدوره ومساهمته في بناء الدولة الوطنية القوية التي يحاول الغرب وبعض ادواته في المنطقة استهدافها وضرب وحدتها والنيل من دورها الوطني والقومي.

واشار مراد الى ان الشهيد البطل دفع حياته ثمنا لكل القيم التي آمن بها وتربى عليها من اجل ان تبقى سورية عزيزة قوية مؤكدا ان سورية ستنتصر على المؤامرة التي تتعرض لها بفضل وحدة شعبها وارادته وانها امام قيامة جديدة تخطها دماء الشهداء الابرار أكرم من في الدنيا وانبل بني البشر.

من ناحيته تحدث اللواء عدنان محرز عبدو مدير مكتب الشهيد العماد داوود راجحة سابقا عن مناقب الشهيد وحبه واخلاصه لوطنه مؤكدا ان سورية ستبقى صامدة عصية على الاعداء ولاسيما ان رفاق السلاح على العهد باقون ويسطرون يوميا ملاحم العزة والفداء ويدحرون المؤامرة ويسحقون المتآمرين ويبترون يد الغدر والاجرام.

ابنة الشهيد راجحة: سورية ستبقى عصية على الأعداء على مدى التاريخ

من جهتها تحدثت ابنة الشهيد داوود عبد الله راجحة عن مناقب والدها وخصاله الانسانية الحميدة ومحبته لعائلته واخلاصه للوطن واستشهاده في سبيل رفعة سورية وعزتها مؤكدة مضيها وعائلتها على درب الوفاء والاخلاص والشهادة الذي انتهجه والدها البطل.

ولفتت الى ان سورية ستبقى عصية على الاعداء على مدى التاريخ بفضل وعي شعبها ووحدته الوطنية والتفافه حول قيادته الحكيمة وجيشه الباسل درع الوطن وحاميه.

حضر القداس وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار وعضوا القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور ياسر حورية رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي وسعيد ايليا رئيس مكتب التنظيم واللواء محمد طارق الخضراء رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني واللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام وعدد من اعضاء مجلس الشعب وحشود غفيرة من المواطنين.

والشهيد البطل العماد راجحة من مواليد دمشق عام 1947 تخرج في الكلية الحربية عام 1968 باختصاص مدفعية ميدان.. اتبع دورات تأهيلية عسكرية مختلفة بما فيها دورة القيادة والأركان ودورة الأركان العليا.. تدرج بالرتب العسكرية إلى رتبة لواء عام 1998 والى رتبة عماد عام 2005.

وشغل العماد راجحة مختلف الوظائف العسكرية من قائد كتيبة إلى قائد لواء وعين مديرا ورئيسا لعدد من الإدارات والهيئات في القوات المسلحة قبل أن يعين نائبا لرئيس هيئة الأركان عام 2004.

تم تعيين العماد راجحة رئيسا لهيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة بتاريخ 4/6/2009 حصل على عدد من الأوسمة العسكرية على امتداد خدمته وهو متزوج وله أربعة أبناء.

وعرف الشهيد البطل العماد راجحة بمواقفه الوطنية وكان يؤكد دائما أن عمليات القتل والتخريب لن تتمكن من النيل من صمود الشعب السوري وإرادته وأن سهام المؤامرة سترتد إلى نحور أعداء الأمة. تسلم منصب وزير الدفاع أول مرة في الثامن من آب عام 2011 وأعيد تعيينه بنفس المنصب ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في الحكومة التي تشكلت في الثالث والعشرين من حزيران عام 2012.

سيريان تلغراف