توقعات بانخفاض أسعار النفط إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل
تباينت توقعات المحللين حول سيناريوهات تقلب أسعار النفط، ففي حين توقع البعض انخفاضها إلى نحو 75 دولارا للبرميل، أكد آخرون أنها ستتدنى إلى أقل من 60 دولارا، إلا أن تنبوءات أخرى أقرب إلى الاعتدال والواقعية تقول أنها ستحوم عند مستوى 100 دولار للبرميل. وجاءت هذه التوقعات بناء على معطيات الدول الأعضاء في منظمة “أوبك”، والتي وصلت إلى هذه النتيجة في وقت سابق، انطلاقاً من عدة عوامل تتمثل في إجراءات السلطات المالية الأوروبية والأمريكية لإعادة رسملة البنوك وتخفيف الضغوط من خلال ضخ السيولة في الأسواق ودعم التنمية الاقتصادية إضافة إلى العوامل الجيوسياسية المتمثلة في النقاط الساخنة في الشرق الأوسط.
ويرى غريغوري بيرغ، نائب مدير قسم التحليل في “إنفست كافيه” إن أثر الركود الاقتصادي ظهر في السوق عندما تراجع سعر النفط عن مستوى مئة دولار للبرميل، لكن هذه الفترة انتهت والإجراءات التي اتخذتها السلطات المالية الأوروبية لدعم النظام البنكي وإعادة رسملة البنوك وخفض سعر الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، أدت إلى انخفاض المخاوف بشأن المخاطر المحتملة والآن يسود السوق التفاؤل.
وإن تقلب أسعار النفط في السوق العالمية، يأتي نتيجة بيانات الاقتصاد الأمريكي، لكن هناك حصة ملحوظة من هذه الأسعار تعود إلى مشاكل التوريدات كما حصل أثناء الأزمة الليبية واحتمالات إغلاق مضيق هرمز الآن. وبالتالي لن تتمكن المصادر الحالية من تغطية الطلب في السوق ما سينعكس في ارتفاع الأسعار.
ويؤكد المحلل الاقتصادي أن أسعار النفط تتشكل نتيجة معادلة العرض والطلب. مشيراً إلى أن “أوبك تتحكم بهذا العرض إلى حد ما وتستطيع أن تصحح الأسعار في حال استمرارها بالتراجع”. وقد صرح ممثلو الدول الأعضاء أن سعر البرميل سيحوم عند مستوى مئة دولار، معربا عن ثقته بأن “هذا (السعر) مقبول للجميع، المنتجين منهم والمستوردين”.
ويرى خبراء، أنه حتى في حال بقاء سعر برميل النفط عند مستوى 100 دولار فإن التضخم يمكن أن يصل إلى 12 في المئة مدفوعاً بتخفيض سعر الروبل وزيادة التعرفة والمشاكل الهيكلية في الاقتصاد، آخذين بعين الاعتبار احتياجات البنوك التي لن تتمكن من العمل من دون قروض من البنك المركزي.
وقال غريغ: “ليس سراً أن الميزانية الروسية تعتمد أسعاراً أعلى فأعلى للنفط كي تتفادى العجز. لكن المخاطر تتجسد في تسارع وتيرة التضخم، التي يمكن تفادي مخاطرها بإتباع سياسة مالية مدروسة”.
هذا وتفيد مؤشرات بأن أسعار النفط ستكون عند مستوى 110 دولارات في نتائج العام الجاري، وأنه حتى في حال حدوث السيناريو الأسوأ وانخفاض الأسعار إلى70 دولارا أو أدنى فإن هذا سيكون لفترة وجيزة فقط.
سيريان تلغراف | وكالات