تحقيقات وتقارير

صحافة باريس «تبكم» أقلامها عن مقتل جاكيه.. أصابع حمد رفعت بوجه السوريين وتخاف مصير أصابع سيف الإسلام

توقف الكلام في وسائل الإعلام الفرنسية عن الصحافي البلجيكي الجنسية والذي يعمل مصورا في القناة الثانية الفرنسية، وتوقفت كل الحملات التعبوية المتباكية على جيل جاكييه والمعددة لمناقبه والمنددة بجريمة العصر التي ارتكبها الجيش السوري بحق الإعلام الحر!! لم تعد الصحافة الفرنسية تنشر شيئا عن الرجل، واختفى الوثائقي الذي أعدته إحدى قنوات التلفزة الفرنسية عن حادثة القتل وتبخرت كل الاستنتاجات المفذلكة والملاحظات التي طبعت هذا الوثائقي الذي عرض لمرة واحدة يتيمة بينما كان معدوه ينتظرون له مستقبلا دعائيا ولجيوبهم أموال وفيرة تدخل كل يوم مع ازدياد عملية البكاء على الصحافي.

كان يكفي أن ينشر الصحافي الفرنسي (جورج مالبرونو) المعروف بعدم وده لسوريا تقريرا في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية يقول فيه أن «الجيش السوري الحر» هو الذي قتل جيل جاكييه في عملية وصفها (جحشنة) حتى ينزل الوحي على الإعلام والإعلاميين يبلغهم التوقف عن الكلام عن مقتل الصحافي. ولم تنفع مقالة أخرى في صحيفة “لوموند” شككت في رواية “لوفيغارو” في تعديل الموقف المستجد.

جورج مالبرونو لم يكتب تقريره لأنه يود الحكومة في سوريا بل العكس هو الصحيح ولكنه في هذا التقرير عمل سبقا صحفيا بامتياز وهو استند في روايته إلى أطراف سورية معارضة من داخل سوريا ومن مدينة حمص بالتحديد ومن خارج سوريا، وفي معلومات نشرها موقع “الانتقاد” اللبناني أكدت أن الرجل تواصل هاتفيا مع ناشطين في المعارضة السورية في مدينة حمص قبل أن ينشر تقريره المذكور.

في تقرير نشره الموقع المذكور أكد أنه في فرنسا هناك شبه إجماع على عدم إرسال أي صحافي إلى سوريا، رغم تأكيدات السفارة السورية أن أي صحافي أو وسيلة إعلام فرنسية تقدم طلبا لزيارة سوريا سوف يتم إعطاءها الموافقة دون تردد، وقد وصلت التأكيدات السورية في هذا الموضوع إلى طلبات بزيارة وسائل إعلام فرنسية لسوريا وإن بقيت ضمن الإطار غير الرسمي وهذا ما ابلغنا فحواه رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في مجلس النواب الفرنسي (جيرار بابت) الذي قال في حديث خص به “الانتقاد” أن السفيرة السورية في باريس لميا شكور أبلغته أن أية وسيلة إعلام فرنسية تريد الذهاب إلى سوريا لتغطية الأحداث مرحب بها ويضيف النائب ولكن كيف تريد مني أن أقول للصحفيين الفرنسيين اذهبوا إلى سوريا وقد قتل زميل لهم، مقرا أن من قتل (جيل جاكييه) هم المسلحون وليس الجيش السوري.

وفي الحقيقة يبدو أن سياسة عدم إرسال الصحفيين إلى سوريا أتت بعد أن فشلت الرهانات على بعثة المراقبين العرب في تصعيد الشارع السوري ضد حكومته وكانت إحدى الرهانات الأساس هي أن وصول بعثة المراقبين سوف يشجع الناس على النزول بكثافة إلى الشارع خصوصا في مدينتي دمشق وحلب ما سوف يحرج الحكومة ويدفعها لعمل مؤذي يؤدي إلى حرج روسي في مجلس الأمن ويسبب قرار دوليا ضد سوريا يفتح باب التدخل العسكري على مصراعيه، غير أن حسابات حقل المراهنين على التدخل العسكري والساعين له لم تطابق حسابات بيدر الشارع السوري ولا حتى بعثة المراقبين العرب التي أصبحت شيطانا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين سعوا لتشكيلها بدءا من وزير خارجية قطر حمد بن جاسم الذي لا بد أن السوريين سوف يذكرون دائما إصبعه التي رفعها بوجههم أمام وسائل الإعلام، محذرا بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم توافق دمشق على بروتوكول الجامعة العربية وكلنا يذكر أصابع سيف الإسلام التي هدد بها الشعب الليبي وكلنا شاهد نهاية القصة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock