حفيد مانديلا يطرد زوجته الفرنسية بعدما أنجبت ابناً لأخيه
حتى رجل مثل نيلسون مانديلا يطوله رشاش الفضائح في بيت أسرته. فبعدما عانى أن حفيده متعدد الزوجات، خلافًا لواجبه كقدوة حسنة في مجتمعه، أصدر هذا الأخير بيانًا أقر فيه بأن وليدًا وضعته زوجته الثانية لا يعود اليه وانما لأخيه، فماندلا مانديلا، حفيد أكبر رموز النضال الوطني في الأزمنة الحديثة نيلسون مانديلا، احتل مكانة بارزة في صدارة الأنباء العالمية على مدى الايام الماضية ولكن للسبب الخطأ. وهذا لأن الأمر يتعلق بحياته الزوجية «البعيدة تمامًا عن المثالية».
ووفقًا للصحافة العالمية التي سلّطت أضواء ساطعة على النبأ، فقد بدأ هذا الرجل (38 عامًا) اثارة العواصف منذ أن قرر اتخاذ زوجة ثانية له هي المراهقة الفرنسية أنيس غريمو. وكان مصدر الجدل بالطبع أنه في وضع يجعل منه مثالاً يحتذى وسط الجماهير وحري به ألا يشجع تعدد الزوجات في مجتمع قبلي في نهاية المطاف.
على أن سعادته بزوجته الثانية تحولت فجأة الى مصدر شقاء عظيم لأنه اكتشف، بدءاً، أنها تخونه مع رجل آخر، وأنها فوق ذلك أنجبت منه ولدًا. لكن الطامة الأكبر من كل هذا تبدت له في أقبح وجوهها عندما علم أن الطرف الثالث في هذه العلاقة المحرمة هو أحد اخوته الثلاثة.
وماندلا، الذي يعتبره أنصاره «خليفة» مانديلا، حاصل فعلاً على مكانة سياسية عالية في بلاده. فهو، بالاضافة الى كونه عضوًا في البرلمان، زعيم لقبيلة تيمبو المهمة في مجريات الأحداث بالبلاد. وفوق هذا كله فهو الرجل الذي يستحوذ – دون سائر أهله – بالكامل على «تركة» نيلسون مانديلا (94 عامًا) ويصرّف شؤونه في ما تبقى له من عمر. وعلى هذا النحو فقد صار «وجه أسرة مانديلا» السياسي والاجتماعي.
وكان ماندلا، الذي تخرج في الجامعة بشهادة في العلوم السياسية، قد اقترن بزوجته الأولى، تاندا مابونو مانديلا، في زواج تقليدي صاخب كاد يعتبر مناسبة عامة في البلاد في 2004. ولكن، بعد انقضاء ست سنوات على ذلك، فاجأ الجميع باعلان زواجه للمرة الثانية من أنيس غريمو، وهي مراهقة من جزيرة روينيون الفرنسية على المحيط الهندي. وباكمال مراسم هذا الزواج ثار جدل متشعب يتصل أيضًا بالحداثة ضد التعاليم القبلية.
لكن ماندلا مضى قدماً في مشروعه فأسبغ على زوجته الفرنسية الجديدة لقبها الرسمي «نكوسيكازي نوبوبيلي مانديلا». ولدى مولد «ابنهما» في سبتمبر العام الماضي تلقى الوليد اسم «كيا» من جده الكبير نيلسون مانديلا نفسه.
ورغم أن ماندلا أصر على الحفاظ على زوجته الأولى في وجه الانتقادات، فقد امتنعت هي نفسها عن ادارة خدها الآخر للمهانة. فبدأت منذ اكمال الزواج الثاني مرافعات قضائية عليه تطلب فيها طلاقها منه، حتى تمّ لها أخيرًا مرادها فانحلّت من عصمته العام الماضي.
ويبدو أن ماندلا لم يكتفِ بكل هذا التعقيد في حياته الزوجية. فقد أوردت تقارير صحافية وشعبية قوية خلال أعياد الميلاد الماضية أنه تزوج – للمرة الثالثة – من أميرة سوازيلاندية اسمها نوديالا مبابي مكاتيني. ولم يكلف ماندلا نفسه عناء نفي هذه التقارير التي مضت قائلة ان الفرنسية غريمو والأميرة السوازيلاندية مكاتيني ظلتا تعيشان جنبًا الى جنب في عش زوجية ثلاثي من دون ضيق ازاء هذا الوضع.
على أن هذه الدراما تتوجت ببيان صاعق أصدره ماندلا وجاء ضمنه ما يلي:
«أعادت أسرة مانديلا زوجتي نكوسيكازي نوبوبيلي مانديلا (واسمها الأصلي أنيس غريمو) الى بلادها بعدما اكتشفت أنها أقامت علاقة غير شرعية مع أحد اخوتي. وبوسعي تأكيد أن هذه العلاقة أثمرت ابنًا أنجبته نكوسيكازي نوبوبيلي في 2011، وأن فحوص الحمض النووي DNA أثبتت بما لا يترك مجالاً للشك في أنه ليس ابني. وغني عن القول ان هذا التطور جاء صدمة عميقة لي ولأسرتي وأضاف الى ألمها أن أحد اخوتي هو المحور الذي تدور عليه».
ولم يحدد البيان أيًا من اخوة ماندلا الثلاثة هو المعني. ويذكر أن هذا الأخير أكبرهم (ولد في 1974) والبقية هم ندابا (1983) ومبوسو (1991) وأنديلي (1993). ويذكر أن ندابا تحديدًا سارع الى التصريح لصحيفة «ذي سويتان» الجنوب أفريقية بالقول انه ليس المعني. وأضاف:
«لا أحد يعلم من هو الأب، لكن بوسعي التأكيد تماماً على أنه ليس شخصي. أطلعني ماندلا على أنه ليس الأب. ومن جهتها أطلعتني غريمو على أن ثمة مشاكل ظلت تحيط بالزواج، وربما كانت تعني أن أبوة الطفل جزء أساسي من هذه المشاكل. لكنني أقولها على الملأ: لم يحدث من جهتي أن مسستها على نحو يحمل في ثناياه مثقال ذرة من غرض جنسي».
يذكر أخيرًا أن ماندلا هو الابن الأول لماكغاتو لوانيكا مانديلا، وهو محام توفي في 2005 بعد صراع طويل مع «الايدز». وكانت زوجته الثانية قد توفيت في 2003، وقيل وقتها انها راحت ضحية لمضاعفات الالتهاب الرئوي. ولكن بعد وفاة ماكغاتو أعلن ماندلا نفسه أنها توفيت بالايدز في الواقع .
سيريان تلغراف