مقالات وآراء

كلام إلى .. باولو .. بقلم غسان الشامي

الأب باولو داليليو لطالما كان راهبا في دير مار موسى الحبشي في ريف دمشق (منذ 30 عاما تقريبا) قادما من روما وساعيا للحوار بين الأديان.

لكنه في الفترة الأخيرة وضع جانبا أمور الدين وبدأ الخوض في السياسة وأضحى من أحد الشخصيات المحبوبة والمقربة لدى ميليشيات “الجيش السوري الحر”.

أما المعضلة فتكمن بدعمه لهم (هو الراهب المسيحي) على الرغم من أن أغلب عناصر هذه الجماعات هي من المتطرفين الذين لا يعرفون معنى التسامح والحوار، مع العلم انهم قاموا حتى الآن بقتل عائلات مسيحية وهدم أماكن عبادة مسيحية وكذلك الأمر ضد أية ديانة أو طائفة أو معتقد يختلف عنهم.

لذلك لا يوافقه بوجهة النظر مسيحيّي سوريا بشكل عام وهو بدوره يدعوهم بعملاء النظام.

فهل لطالما كان هذا الرجل عميلا نائما وتم تفعيله ليكون حصان طروادة يخدم مصالح بلاده الأصلية في سوريا ؟

 

أهمُّ دليل على “صدق” مدّعي الرهبنة اليسوعي باولو دالوليو أن من استقبله فور خروجه من الشام”يعشقون” السوريين “بعنصرية حضارية” مثل جيزيل خوري ..وما أدراكم كم تعشق “الأخت…” جيزيل و”عَرَبيتها” السوريين، ومثلها أختها محطة M TV بكامل رشاقتها العنصرية ضد عامل البناء السوري..

باولو دالويلو(Paolo dall’Oglio)..الذي انتهت إقامته الكنسية والعملية وأنهيت مهمته وفقد صلاحيته داخل سورية، التي يتوجب عليها إذا كانت تعرف كيف تعاد الحقوق أن تعيد دير مار موسى الحبشي إلى أهله السريان السوريين..لأنه ديرهم ومقر بطريركي تاريخي لهم.

باولو دالوليو..لن يغشّنا أي باولو عرّب نفسه إلى بولص، حتى ولو تنقل حافياً من جبل الزاوية إلى القصير..إلى حيث التقينا في دير مار اليان بالقريتين قبل حوالي سنتين، حين كنت أبحث عن دور السريان في حماية العمران الشامي على قوس البادية السورية وتجذّرهم لغة وتقاليد في هذا المكان البهي من العالم.

باولو دالوليو..أنت ومن امتهن القراءة الأحادية وغض النظر والكذب وسياسة النعامة.. إنها 9 كنائس في حمص سوّاها (فيها واحدة لأقربائك) خريجو السوربون، من قتلة كتيبة الفاروق والخازوق والحازوق والطاووق بالأرض..منها كنيستا “أم الزنار” ومار اليان الحمصي، أوّل شهيد علماني في المسيحية..

باولو دالوليو..يسوعك مقلوع العينين بكل”سلمية” في كنيسة الكاثوليك بحمص،.. الكراسي مخلّعة وما من مسيح يشفي مخلعي الوهابية الجدد من كساحهم الفكري..فهم يكفرّون أيضاً الإسلام الشامي ولا علاقة لهم ببردة بردى ونكهة ابن عربي.

باولو دالوليو وأي دالوليو آخر من الذين يعتاشون على أحقادهم ..هل رأيتم شعرات الكنائس وهل تعرفون ماذا تعني لقارعي الأجراس في حمص ..هل سمعتم أجراسها قرب جوليا دومنا ومطرانيتها قرب “بيت الآغا” وعرفتم من سرقها؟..

هل سمعتم صوت ثقب أرضياتها والتعامل بجلافة التتار والمغول والانكشارية مع محتوياتها؟ ..

هل رأيتم أغراض المطرانيات تُسرق، والصلبان المقلوعة من مذابحها والبطرشيل المدلى من عنق تكفيري، وسيارات دفن الموتى التي باتت وسائط نقل “ثوري سلمي” ..فيما السلطة غائبة منذ سبعة أشهر وأكثر؟.. أتذكرون أنه في شباط مثلاً انقضّت غزوة مشهودة على بستان الديوان لتحريره من مسيحييه؟.

باولو دالوليو..الباكي على السوريين دموعاً كدموع بيلاطس..أو تماسيح يهوه.. هل سألت، مع أمثالك الذين تمثّلهم كما كان نعيب برهان غليون يمثلهم، المطران جورج أبو زخم ماذا حلَّ برعيته أو المطران إيزيدور بطيخة بناسه أو المطران سلوانس النعمة أين خباّ زنّار السيدة العذراء من ثقافة الانحطاط والإلغاء للاسلامويين، لأن المسلم الشامي الحق لا يقترب إلاّ مقدِّسا خيط ثوب مريم فكيف تهرّب منه زنارها؟ّّ..أو ماذا حلّ بالميتم واليتامى التابعين للسريان الذين أعطوا سوريا اسمها، فيما اندسست أنت بين ظهرانيهم؟ّّ..وهل نعيقك أوقف قتل الناس أو واسى 7 آلاف عائلة هجّرت من القصير..وهل وجودك وكذبك هناك منعَ الشيخ “الديمقرطي الليبرالي” حربا ، من تهديدهم وطردهم عبر المآذن ؟…

باولو دالوليو ..هل وجودك ، يا من هربت من القصير مثل لص..أوقفَ احتلال كنيسة السيدة العذراء فيها وجعلها مأوى لقطاع الطرق وسابلة الدم “الودعاء”..وأوقف قتل آل كاسوحة وغيرهم…

باولو دالوليو..هل تصدّق أنت نفسك أن كل هذا الكذب سيمرّ؟!!..

هل ستصدقك حجارة الكنائس وآنياتها وايقوناتها وبخورها وشموعها والصور التي مثّل بها؟!!..هل رأيت صورة السيد المسيح وماذا حل بعينيه في كنيسة مار جرجس وبلعت لسانك؟.

هل صدّقت نفسك أن مسيحيي حمص في الحميدية وبستان الديوان الذين دمر بقايا ذئاب التُرك بيوتهم ونهبوا أرزاقهم سيصدّقون مريضاً بالأكثريات والأقليات مثلك، يفهم اللغة العربية ويقصر عقله عن فهم روح المسيحية المشرقية والإسلام الشامي معاً، ويبقى كأي إفرنجي مستعرب مستغرب مستشرق؟..

باولو دالوليو..هل سألت نفسك، والمتثاقفين الذين معك..لماذا إعلام آل سعود وآل ثاني وآل الحريرى وأي شويخ أعور دجال و14 آذار يحتفون بك؟.. نعم لأنك إما منهم أو من رائحة مباءة أسيادهم..أو أنت شيء أستحي من ذكره..إكراماً  لصليب ربما وضعته في رقبتك ثم خلعته لأنه لا يمكنك أن تتبع من قال من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني،..أنت يا باولو لم تحمله لذلك لا جلجلة ولا زيتون لك، بل أنت تكذب قبل وبعد صياح الديك وفي حمأة الظهيرة وبعد آذان العشاء.

باولو دالوليو..يا من أعطتك الدولة السورية( بكل عجائبها وغرائبها ولا ديمقرطيتها) ديراً له ضلع طاعن في تاريخ المسيحيين المشرقيين..دير للعلم والمعرفة التي نقلها السريان للعرب..ومنه مخطوطة ليوحنا الذهبي النطق، بحجة أنك عالم مرّمم ..فرممت على هواك ووضعت رسالة لا تمت للحوار بصلة، بل للخنوع والتكاذب ولا حتى لأحقية الوجود المسيحي ، لأنك لا ترى فيهم إلاّ بقايا هنود حمر يجب أن ينحنوا للقتلة ..

ماذا قدّمت لهم سوى كلام كاذب معسول…

باولو دالوليو..إذا كنت أدمنت وسائل الإعلام مثل كذبَة الاسطنبوليين،فاطلب من بني عثمان، الذين لم يبنوا دورة مياه من عندياتهم، رعاة “أخوانك”الجدد، أن يعيدوا ما لصّوه في القسطنطينية،”أيا صوفيا ” مثلاً ، يا أخي،.. كنيسة لله يا عثمانيين في زاروب نسيتم تحويله إلى مسجد، هل تعرف تلك الدروب؟.

قل لهم يا باولو أن يعيدوا ذرّة من إرث يوحنا وغريغوريوس وثيودوريطس ونساك الشمال ، وبدل أن يبنوا مخيمات في كلّس، أن يرفعوا قبة ، أن يستوردوا جرساً لسمعان العمودي ابن البلدة، أو كوخاً لقديسي أنطاكيا ، ديراً، جسراً، صومعة، قلاّية،..هل تذكر القلايات؟.

التمِسهم يا باولو أن يعيدوا للسريان أديرتهم وأراضيهم في تلك الأوسران العظيمة حيث مار أفرام ويعقوب النصيبيني يسهرون عراة في أورفة وماردين وديار بكر، وقل لجيزويتيك أن يساهموا في إعادة أديرة وكنائس الموارنة التي ما زالوا، على قلتها، يلتهمون حقوقها ولا تنس حقوق كاثوليكوسية كيليكيا للأرمن، لأنك لن تجرؤ على المطالبة بكفن طفل أرمني، فقد تركوه نهباً للضواري في العراء، ولا تنس أن تخبر جورج صبرة أنهم قالوا لأبيه “طورِق” وإن استطاعوا سيقولونها لابنه، أو المستر سيدا، أوليسَ الأكراد أخوة للأرمن والسريان والشوريين والكلدان في العذاب يا باولو؟!!!.

باولو دالوليو..أتحداك أنا المشرقي العلماني الذي عمل على بناء جسر في هذه البلاد التعسة، بين المسيحيين والمسلمين ، بعيداً عن التكاذب والتباكي الذي أدمنته، عبر إظهار محبتك لسورية.

أتحداك..أن تضع صليبك وتصل إلى اقرب نقطة حدودية مع دولة آل سعود “العريقة” في الديمقراطية واحترام الأديان وحقوق الإنسان.

أتحداك أن تحاول العبور بثوبك الرهباني فقط، يا أخي من دون الصليب فقد نزعته عن سطح دير مار موسى، وأن تدخل بصندالك إلى مملكة الظلام..التي تدعم بالمال والحقد والسلاح من تدعمهم أنت بحجة الديمقرطية..

باولو دالوليو..أتحداك أنا المشرقي، الذي قرّظت في ذلك اليوم اكتشافه قبر مار مارون، ودهشت من سعيه لزج هذا التراث المشرقي العظيم في مقبلات الأيام..أن تتقدم من ابن سعود وابن باز بطلب ترميم موقع واحد في مدائن صالح، هل تعرفها يا من تتقن العربية لفظاً..؟.انتبه أنا لا طالبك بالتحدث في حوار الديانات داخل السعودية وأنت في إسكيمك الرهباني، لا لشيء بل لأن ملكها سبقك كمحاور لا يشق له غبار !!!

باولو دالوليو..أتحداك أنا الباحث عمّا يجمع في هذه البلاد على قاعدة” كلمة سواء” أن تطلب من مقرن ومقرنان وبندر وبندران ، ويمكن لجيزيل ورصيفاتها وأيّ من صحافيي مملكة العقول الصفراء ، وكل من يلمّع صنادل فقهاء وأمراء الظلام مساعدتك، على البحث عن قبر أو كنيسة أو حتى بيت قس بن ساعدة، هل تعرفه؟ في نجران، نجران يا باولو!!!!!.

باولو دالوليو..أتحداك أن تطلب البحث عن مكان اتكئَ فيه وعليه ورقة بن نوفل مع النبي العربي العظيم في غار حراء، هل تعرفه؟..وَلَوْ يا باولو ، لقد زوَّجه بالسيدة خديجة، أتذكُر؟ وسوف أهرع إليك قبل أن يشحطك المطوّعون على قفاك من مكة إلى المدينة فجدّة ويلقونك في البحر الأحمر.

باولو دالوليو..لقد سكتنا طويلاً خوفاً على مشرقنا، وحتى لا نثير الفتنة التي سمعتَها وسددت أذنيك في القصير، لكن لم يعد هناك مسيحيون في حمص إلاّ من هم رهائن ودروع بشرية عند من أتيتَ بهم مصورين بأسلحتهم في بيت الأقداس ومع علم الانتداب على مدخل الكنيسة، ومع ذلك لم تستحِ، أنت ومن يحاول عبرَك أن يقول أن الأمر ليس طائفياً في حمص، أو أنه من المغتربين الذين يستحون من ماضيهم..إنه فَتحُكم المبين، أليس كذلك؟!!.

باولو دالوليو..سنلاحقك نحن “المشرقيون” بالصور، التي صوّرناها لكنائس حمص..وقد صورها مسلمون سوريون من آلِ أوّل الكون ومشرق الشمس وضحى الإسلام، لا وهابيون من آل ثاني وثالث، وحاولتم استغلالها..

سنلاحقك في الفاتيكان، من دائرة إلى دائرة لنظهر كذبك، ولدى البطريركية الروسية التي باتت تعرفك وتعرف أمثالك، مجهزين بصور وفيديوهات لا يمكنكم قلبها وتزويرها، لأنكم لا تستحون من قبائح التلفيق.

سنلاحقك بأصوات من تم تهجيرهم وأين يسكنون في دمشق وصيدنايا ووادي النصارى والنبك وزيدل وفيروزة وكل أرض سورية ..ستلاحقك أصوات أساقفتهم وصراخ أطفالهم يا باولو حتى قيام الساعة.

باولو دالوليو.. سنلاحقك نحن “المشرقيون” في كل مكان وبدأنا من هنا بعد مجيئك إلى لبنان لنفضح كذبك، بالصور والوثائق، وارتباطك بشراشيب 14 آذار “المغرمون” بالمسيحيين السوريين تحديداً،. والدليل عليهم الجوزو والدقماق والضاهر وبكري فستق وجيزيل وشدياق وجعجع!!!..على فكرة..هل تذكر فستق حلب؟.

باولو دالوليو..سورية التي فتحت لك أبوابها..يمكنها غلقها متى تشاء فمن دخل الشام مغرضاً ستلفظه لأنه يجب أن تخلع نعليك وتنظف قلبك قبل تكحيل عينيك بقببها ومآذنها وبلاط حاراتها..أبواب سورية لن يقوى الجحيم عليها..هل سمعت بهذا في آرام دمشق؟

باولو دالوليو لقد فقدت فردوسك… فابكِ ديراً لم تعرف كيف تحافظ عليه، لكن بلداً حافظ عليه 15 قرنا، سيحافظ عليه إلى يوم الدين..وشعبه سيقابلك في جبال سنير حيث عاشت قبيلة كلب التي تزوج منها معاوية بن أبي سفيان، في خافقي الكون قائلين ” لقد أمنّاك على الكثير..وقد خنت الأمانة”.

باولو دالوليو..المشرِق لا يقبل شهود الزور..لأن المسيح الآرامي طلب من تلامذته أن يكونوا شهوداً للحق.

باولو دالوليو..أغمض عينيك بعيداً عن مشرقنا، وعن الليل الجميل المرتكي على بادية تدمر من مطلّ مار موسى .. اترك الحبشي”( مور موشِ كوشويو) ينام في الأرض التي قتله فيها جهل من نوع آخر، لكن ذكره بقي وسيبقى..مؤبداً

غسان الشامي

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock