ما بعد بعد بانيتا فسورية باقيه .. بقلم ناجي الزعبي
تناقلت وسائل الاعلام خبر مفاده ان ليون بانيتا بحث في الاردن مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري , ذلك بعد مضي اكثر من 18 شهرا من الحرب الشرسة المدعومة بالدم والمال العربي , وبعد ان تسول الأمريكان التزويد اللوجستي من الحكومة الباكستانية لقواتهم المحاصرة في افغانستان وبعد انسحابها المهين من العراق واعلانها الانسحاب من مستنقع افغانستان في عام 2014 بعد فرنسا التي اعلنت على لسان رئيسها الجديد عن نيتها الانسحاب نهاية هذا العام .
تصريح مثير للسخرية والضحك فهي التي باتت تقايض خوض الحروب نيابة عنها بمال البترودولار وبتقديم القروض من قبل اداتها صندوق النقد الدولي لأنها لا تريد ولا تملك مالا تمنحه للأدوات والاتباع ليقاتلوا نيابة عنها , ولا تملك ان تنتصر بعد سلسلة من الهزائم الاخلاقية والعسكرية من هزيمتها بسايغون في فيتنام الى لاوس وكمبوديا والعراق واخيرا افغانستان .
يعي بانيتا ان عهد القطب الواحد ولى الى غير رجعه وبأن مصير اميركا المرهون بامتصاص دماء الشعوب اصبح في مهب الريح , ولا تملك سوى خوض الحروب بالنيابة او توظيف ادواتها من التنظيمات الظلامية الارهابية والشركات الارهابية كبلاك ووتر لخوض الحروب القذرة وليس حروب المواجهة .
تعلم اميركا ان خليج هرمز اصبح في قبضة ايران وان ساحة آسيا الوسطى وثرواتها ونفطها ستصبح ملكا لشعوبها وان حوض المتوسط سيصبح منطقة نفوذ للصين وروسيا عبر سوريه المطلة عليه وعلى حقول الغاز الممتدة من اللاذقية لغزة محط اطماعها .
وتعلم ايضا ان اميركا اللاتينية الباحة الخلفية لها ودول الالبا خرجت من بيت الطاعة الى الابد وان إمبراطورتيها اخذت بالتصدع الذي لا عودة بعده للمجد البائد .
وتعلم ان البرازيل التي تدينها بثلاثمائة مليار دولار تصنع عالما جديدا مع باقي دول البريكس الصين التي ابتاعت الاقتصاد الاميركي وروسيا والهند وجنوب افريقيا ذات القوة والمال والسلاح .
وتعلم ان معركتها مع سورية هي مسألة حياة او موت فالتشبث بنهب ثروات شعوب الارض سيمكنها من مواصلة الهيمنة والعكس سيطيح بها وسورية تحول دون ذلك لتهديدها بمحو الكيان الصهيوني عبر المقاومة اللبنانية والتصدي لمشروعها بفعل الارادة الذي تمتلكه بفضل استقلالها الاقتصادي .
امريكا التي تقود المؤامرة على سورية تعي الواقع وتعلم ان هزائمها هي النهائية وهي ( كمن ردوا عليه عنزه فبرك وقال ردوا علي الثانية ) لكن رهانها على من يعيش بعالم افتراضي كالمسلحين والتنظيمات الارهابية الذين يموتون مجانا وانظمة البترودولار المرعوبة والتي تهدر اموال شعوبها للتشبث بالسلطة .
على هذا الاستحقاق يصرح بانيتا بانه بحث في الاردن مرحلة ما بعد سوريه لذا , فليسمح لي سيد المقاومة ان استعمل صرخته المدوية ,( سنطول بصواريخ المقاومة وارادة التحرير ما بعد بعد حيفا ), نصيحتي لبانيتا وعملائه ان يبحث (عما بعد بعد بانيتا ) فسورية باقيه .
ناجي الزعبي
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)