ميليشيا “الجيش الحر” يتهم مراسل الجزيرة في حلب بالتسبب في مقتل العشرات من عناصره
وضعت المعارك في حي صلاح الدين بمدينة حلب السورية اوزارها بعد تمكن الجيش العربي السوري من إلحاق الهزيمة بميليشيا الجيش السوري الحر الذي يمثل لواء التوحيد عموده الفقري في مدينة الشهباء، غبار المعركة إنجلى وسط أخبار تحدثت عن مقتل المئات من عناصر المجموعات المسلحة التي إختار قادتها مرة جديدة إطلاق مصطلح “الإنسحاب التكتيكي” على تراجعهم من حي صلاح الدين.
معركة حلب تميزت عن معركة دمشق بتغطية إعلامية غير مسبوقة، فقناة الجزيرة القطرية دفعت بمراسليها إلى ارض المعركة عوضا عن إستسقاء الأخبار من الناشطين وشهود العيان كما درجت العادة في معارك بابا عمرو، ودمشق، ودوما، إلى جانب توفير مداخلات مرئية عبر (السكايب) لقادة المجموعات العسكرية في ميليشيا الجيش السوري الحر.
لكن قناة الجزيرة التي يتهمها العديد من الناشطين السوريين المعارضين بالتسبب في هزيمة الجيش الحر في دمشق يبدو ان الحفرة التي حفرتها للجيش السوري في حي صلاح الدين، أوقعت فيها مجموعات الجيش السوري الحر، والفضل في ذلك يعود إلى مراسلها أحمد زيدان الذي أصبحت سهام قادة الجيش الحر تصوب نحوه على خلفية نقله لأخبار مفبركة حول حقيقة المعارك في حي صلاح الدين.
أحد قادة كتائب الجيش الحر في حي صلاح الدين شبه في حديثه لعربي برس مراسل الجزيرة أحمد زيدان بوزير الإعلام العراقي إبان عهد صدام حسين، متهما إياه بالتسبب عن قصد أو عن غير قصد في قتل العشرات من مقاتليه في الساعات الأخير لمعارك صلاح الدين نتيجة إصراره على التأكيد أن حي صلاح الدين لا يزال تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
وفي التفاصيل يشير الضابط المنشق إلى “أن النظام الأسدي قام بقطع الإتصالات عن كامل أحياء حلب في اليومين الماضيين، ما تسبب بحالة من الضياع لدى المجموعات المسلحة نتيجة فقدان التواصل فيما بينها، إرتأينا بعدها متابعة تقارير مراسل الجزيرة احمد زيدان لمعرفة ما يدور من احداث في الحي”مضيفاً” ليل الأربعاء الخميس بدأت وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري ببث أخبار تفيد بقيام الجيش الحر بإجراء إنسحاب تكتيكي من حي صلاح الدين، بينما نفى مراسل الجزيرة خبر الإنسحاب مؤكدا ان الجيش الحر لا يزال يسيطر على الحي بكامله، وان رجال لواء التوحيد قاموا بتدمير ثلاث دبابات، ومنعوا جيش النظام من التقدم”.
يتابع الضابط الذي بدت على وجهه علامات التعب، والإرهاق بسبب المعارك الضارية التي كان شاهدا عليها، ومشارك فيها بالقول” إحترنا من نصدق في بادئ الأمر، خصوصا وأن مجموعتنا كانت تقاتل في مكان مكشوف وسط ظروف صعبة، لكننا فضلنا الإرتكان إلى ما يقوله أحمد زيدان لأنه مراسل قناة موالية للثورة أولاً، ولأن خبر تصريح قائد الجيش الحر رياض الأسعد لوكالة رويترز حول الإنسحاب التكتيكي من مدينة حلب لا زال عالقا في أذهاننا”.
مع الساعات الأولى ليوم الخميس “لم نعد نسمع إلا أصوات الأعيرة النارية الصادرة عن مقاتلينا الذين كانوا يخوضون أشرف المعارك ضد قوات النظام، أدركنا بعدها اننا تعرضنا لخديعة، أعدنا تنظيم صفوفنا على عجل من اجل تنفيذ إنسحاب تكتيكي من الحي بعدما تركنا لحال سبيلنا، خطة الإنسحاب كانت تقضي بقيام مجموعة صغيرة من المقاتلين وانا معهم بمناوشة عناصر الجيش الأسدي للتغطية على إنسحاب رفاقهم، وأقسمنا على نيل الشهادة في حي صلاح الدين، لكن الحظ السيء أوقع المجموعات المنسحبة في كمين نفذته قوات الأسد بينما خرجنا نحن سالمين”.
الضابط المنشق الذي يتواجد حاليا في حي السكري “يبدي إمتعاضا من الحرب الإعلامية الدائرة بين وسائل الإعلام الموالية، والمعارضة، والتي تتسبب بشكل او بآخر في التأثير على معنويات الجيش السوري الحر، واضعا الخطأ الكارثي الذي إرتكبه مراسل الجزيرة في إطار السجال الإعلامي الدائر بين طرفي النزاع”، مضيفاً” أخشى فعليا على حياة أحمد زيدان من متطرفي الثورة الذين يترصدونه بعد الذي حدث، صحيح هو أخطأ، ولكنه إنسان مثلنا، وخطأه يعود إلى توقه، وإندفاعه للمساهمة في إنتصار الثورة السورية باسرع وقت ممكن”.
سيريان تلغراف | عربي برس