نوفيه إيزفيستيا : التضليل الإعلامي سلاح المفلسين

صحيفة “نوفيه إيزفيستيا” تابعت تطورات القنبلة الإعلامية، التي فجرتها المعارضة السورية، عندما ادعت، أنها قتلت الجنرال الروسي فلاديمير كوجييف، الذي، حسب زعمها، يعمل مستشارا لوزير الدفاع السوري. وفي محاولة منها لإثبات هذه الواقعة، عرض متحدث باسم إحدى كتائبها أوراقا ممهورة بأختام، لكنه لم يعرض أي أثر للقتلى المزعومين. وبعد ساعات قليلة من انتشار الخبر، ظهر الجنرال المتقاعد فلاديمير كوجييف أمام الصحفيين، في مقر وزارة الدفاع الروسية. مكذبا بذلك ادعاءات المعارضة السورية. وبالحكم على نبرة صوت المتحدث أمام الكاميرا في الشريط، يتبين أن الغنيمة الرئيسية التي حصل عليها المسلحون، هي فقط البطاقة الشخصية للعسكري الروسي.

يرى المحللون أن مخرج تلك المسرحية أراد، من وراء فبركة ذلك الخبر، ليس عرض البطاقة الشخصية للجنرال، بل إقناع السوريين، بأن روسيا عدوة للثورة السورية وللشعب السوري على حد سواء، وذلك من خلال النبرة العدائية الحاقدة، لذلك الضابط المتمرد الذي ظهر في الشريط. وبحسب أولئك المحللين، فإن المتمردين الذين أرغمتهم القوات الحكومية على الخروج من دمشق، ومن معظم أحياء حلب، قرروا التعويض عن هزائمهم بالتضليل الإعلامي.

إن مثل هذا الاسلوب مجرب في المعارك الإعلامية الثقيلة، التي بإمكانها تعكير المياه العكرة أصلا. لأن حسابات المعارضة أصبحت واضحة للعيان، ومفهومة للجميع. إذ من الممكن اتهام موسكو بكل الموبقات، والادعاء بأنها عرقلت كل مشاريع القرارات الغربية، الرامية إلى فرض عقوبات على النظام السوري، لحرمانه من الدعم العسكري. وبالتالي يمكن تأليب السوريين ضد “العدوة” روسيا، وإفهامهم أنها هي السبب الرئيسي في كل ما يتعرضون له من مآس. وأما الهدف الحقيقي من وراء كل هذا الضجيج الإعلامي، فهو تحويل أنظار المجتمع الدولي عن تدفق السلاح للمقاتلين السوريين من الدول المجاورة لسورية.

ولم يتوقف التضليل الإعلامي عند خبر مقتل الجنرال الروسي، بل ظهرت في وسائل الإعلام يوم أمس الأربعاء أخبار تتحدث عن توغل القوات التركية عبر الحدود السورية لمساعدة الجيش السوري الحر. والحقيقة تكمن في أن بعض الوحدات العسكرية التركية تحركت لاجراء عملية تبديل روتينية لقواتها في إحدى القطعات العسكرية المرابطة بالقرب من الحدود السورية.

سيريان تلغراف | روسيا اليوم