شبح حرب سوريا يقض مضاجعنا ! .. بقلم شاشانك جوشي
كتب شاشانك جوشي، الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة في بريطانيا، مقالاً في صحيفة الديلي تلغراف تحت عنوان “شبح الحرب السورية الذي قد يقض مضاجعنا في نهاية المطاف”.
ويبدأ الكاتب مقاله بالقول: “إن القوى الخارجية ليست هي التي اخترعت الانتفاضة في سوريا، لكنها بالتأكيد هي من يقوم بمساعدتها على طول الخط”.
ويضيف: “لقد احتضن كل من الأتراك والعرب والأميركيين خلال الأشهر الماضية قضية المتمردين (السوريين) حيث ضخوا سيلا متزايدا من الأسلحة، وقاموا بتدريب وجمع المسلحين الذين كانوا حتى الأمس القريب متشرذمين، لينضووا الآن في إطار قوة تنمو وتتطور باضطراد لتصبح أكثر قوة وفاعلية يوما بعد يوم”.
ويمضي الكاتب إلى القول إن دولة قطر الخليجية قامت بحشد قواتها الخاصة لكي تقدم المساعدات اللوجستية والتدريب (للمعارضة السورية)، تماما كما فعلت في ليبيا مؤخرا.
وعن السعودية يقول إنها مضت إلى أبعد من ذلك، فساعدت بإنشاء مركز قيادة في مدينة أضنة التركية الواقعة على بعد 60 ميلا من الحدود مع سوريا، ومهمته الإشراف على تقديم التدريب والمعلومات الاستخباراتية والأسلحة إلى الجيش السوري الحر (المعارض).
أما الرئيس الأميركي باراك أوباما، يقول الكاتب، فقد انتقل من مرحلة مراقبة الأمور بقلق إلى توقيع أمر رئاسي مؤخرا يقضي بتخويل السلطات الأميركية تقديم مساعدات علنية للمعارضة السورية.
ويرى الكاتب في قيام القوات الحكومية السورية بتطويق مدينة حلب الواقعة شمال البلاد بآلاف الجنود والمدرعات وقصف المسلحين فيها بالطائرات من الجو أمرا مساعدا على فهم تلك القرارات التصعيدية التي اتخذتها الولايات المتحدة والسعودية وقطر.
إلا أنه يحذر من أن خوض “حروب بالوكالة” كهذه “يحمل في طياته مخاطر جمَّة”، قائلا: “حتى أولئك المتعاطفين منا مع قضية المتمردين يجب أن يعترفوا بذلك”.
ويضيف: “إن شبح أفغانستان، وهي بلد آخر تعاونت فيه السعودية والولايات المتحدة على تقديم يد العون والمساعدة لقوات المتمردين المنقسمة والمجزَّأة، يحوم فوق سوريا اليوم”.
وعن تجربة التعاون السعودي-الأميركي تلك في أفغانستان يقول جوشي، مستعيرا عبارة “حروب الأشباح” من الكاتب الصحفي الأميركي المعروف ستيف كول: “لقد نجحت تلك الجهود في الإطاحة بحكومة (نجيب الله)، لكنها أسهمت أيضا، ولعقود، في عدم الاستقرار وفي تقوية شوكة الجماعات الإسلامية المتطرفة، وهكذا فقد امتدت عواقبها الوخيمة لتصل إلى ما وراء حدود أفغانستان”.
ويختتم الكاتب مقاله المطوَّل بالقول: “لا يمكن التنبؤ بنتائج وبعواقب حروب الأشباح هذه.
فأولئك الذين دعوا منا لتقديم المزيد من الدعم للمتمردين يجب عليهم ألا يشيحوا بأنظارهم وكأنهم لا يرون الأخطار المحدقة التي تترتب على مثل تلك الحروب”.
شاشانك جوشي
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)