يبدو أن تجربة قطر مع “حماس” ودفعها للخروج من سوريا الى الدوحة لم تتكلل بالنجاح مع حركة “الجهاد الاسلامي” التي رفضت عرضا غير مباشر من قطر للانتقال الى الدوحة ضمن المخطط المعد مسبقا في سيناريو الأزمة السورية.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “السفير” اللبنانية “ان حركة “الجهاد الإسلامي” تتمسك بموقفها من الأزمة السورية، فهي تحافظ على علاقتها مع النظام السوري الذي وضع بحسب الحركة، إمكانياته وطاقاته وقدراته تحت تصرفها، إلى جانب رفضها القتل الممارس ضد المدنيين، وذلك بالرغم من العرض القطري الذي تلقته لفتح مكتب لها في الدوحة بديلاً عن مكتب سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر موثوق في الحركة أن وسطاء عرضوا على حركته استضافة الدوحة للأمين العام للحركة رمضان شلح، ومسؤوليها البارزين.
وفهمت الجهاد العرض على أنه موجّه من قطر، ولكن بشكل غير مباشر. وأضاف المصدر إن هذا التحرك القطري، لم يكن وليد اللحظة ففي السنوات الأخيرة حاولت الدوحة فتح علاقات مع الحركة، واستضافت أمينها العام، الذي بقي حذراً من هذه المحاولات.
وأشار إلى أن القطريين قدموا في البداية مساهمة مالية للجهاد عقب الحرب على قطاع غزة في العام 2008، وسرعان ما ألمحت القيادات القطرية لمسؤولي الجهاد بقبول استضافة ممثل للحركة في الدوحة وتأمين مقر له.
وأوضح المصدر “قُدم إلينا هذا العرض لأول مرة بعد الحرب مباشرة، وطلبوا تسمية ممثل للحركة للإقامة في الدوحة، لكن الأمين العام بدا حذراً من هذا التطور، واعتبره بمثابة محاولة قطرية لاستدراج الحركة إلى أمور غير معلومة في أوقات لاحقة”، مضيفاً إن الجهاد تلقت بشكل غير مباشر من بعض المؤسسات القطرية الخيرية وعوداً بدعم سخي لمشاريع خيرية وصحية في قطاع غزة، بالإضافة إلى مشاريع تدريبية مجانية في قناة “الجزيرة” لإعلامييها.
وكانت قيادات وكوادر حركة حماس تعيش بأمن وأمان في دمشق في ظل الاحتضان الرسمي لقياداتها باعتبارها إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية بعدما رفضت معظم العواصم العربية وفي مقدمها دول الخليج باعتبار ان حماس كانت تشكل تهديدا لإسرائيل.
ولكن حماس التي تعتبر أحد الأذرع لجماعة الإخوان المسلمين العالمية انصاعت لقرار الخروج من سوريا، خصوصا وانه تم ترتيب مستلزمات الخروج من قبل عدد من العواصم العربية والخليجية التي كانت تمنع أي تواجد لحركة حماس على أراضيها.