المبنى “المتحوّل”
مبنى متغير الشكل… مبنى متحوّل… إنه ليس كأي مشروعٍ معماري… إنه تصميمٌ بتوقيع شركة amphibianArc المعمارية الأمريكية، صُمم خصيصاً لشركة Zoomlion الصينية المختصة بتصنيع المركبات الصناعية.
فواجهة مركز المعارض هذا يمكنها أن ترفرف كأجنحة حشرةٍ ضخمةّ! إنه تصميمٌ يحاكي حركة النسور والفراشات وحتى الضفادع.
قد تكونوا أعزائي القراء تحت أثر الصدمة الآن، ولكن لا عليكم، فما أن نخوض في التفاصيل حتى تتضح الرؤية تماماً.
تم تزويد كلا جانبي المبنى بألواح فولاذية وزجاجية ذات مفصلات تشبه أجنحة اليعسوب، تم تركيبها على أذرعٍ هيدروليكية تسمح لها بالانفتاح والانغلاق. ومايلي من المعلومات هو بعض ما ورد عن الشركة المصممة:
يقع مركز المعارض هذا في مدينة تشانغشا في مقاطعة هونان الصينية. ويمتد بمساحة إجمالية قدرها 10,074.90 متر مربع، وبارتفاع إجمالي للمبنى بمقدار 26 متراً. إن مركز Zoomlion هو واحدٌ من أكثر مصنّعي الصين ريادةً في مجال التجهيزات الآلية الثقيلة، والتي تصنّف بين الصناعات العشر الأوائل الأثقل. لذلك تقوم المقاربة التصميمية للمشروع على مطابقة هذا التفكير التقدمي والفريد لصورة الشركة وقيمها.
وتكمن أبرز سمات التصميم في قدرته على تغيير شكله، أو “التحوّل” حرفياً. وهذا ما تم التوصل إليه بفضل نظام القشرة المزدوج المتبع في كامل أرجاء المبنى. تتضمن القشرة الخارجية أجزاءً قابلةً للفتح، يمكن فتحها أو إغلاقها لتحاكي أشكال الحيوانات المختلفة؛ فمن الشكل الصندوقي المستطيلي المسطح يمكن للواجهة الشمالية أن تتحول إلى نسر أو فراشة، بينما تُطوى الواجهة الجنوبية متحوّلة إلى ضفدعٍ سابح.
أما عن سبب اختيار أشكال الحيوانات فهي قدرتها على عكس فهم الشركة للتوازن الدقيق بين الطبيعة والابتكار الاصطناعي واحتضانها واعتناقها للتطوير البشري الصديق للبيئة.
علاوةً على ذلك، وضمن استراتيجية التصميم، تم تبنّي الأشكال الرمزية لعكس الرمزية الثقافية الصينية التقليدية في الريادة (النسر)، والزوال والهشاشة (الفراشة) والازدهار (الضفدع).
حيث تم استيحاء النقش المعقّد الموجود على الواجهة من نقوش أجنحة الفراشات واليعسوبات. وللتوصل للطبيعة العضوية والمنتظمة للنقوش الموجودة على أجنحة الحشرات، تم استخدام أدوات نمذجة من شأنها توليد وتصميم الواجهة.
وقد استُخدم الفولاذ والزجاج كمادة بناءً للكسوة، وهكذا تؤمن النقوش على الواجهة بنيةً خفيفةً ولكن في الوقت ذاته ثابتة وقوية. إنها بنيةٌ تخفي وتدمج الأذرع الهيدروليكية التي تحركها وتثبّتها في مكانها.
والنتيجة ما هي إلا نقوشٌ معقدة تسمح لضوء النهار بالتسلسل لقاعة العرض خلال النهار، بينما تتسلل الأضواء على الحرم عبرها خلال الليل.
الجدير بالذكر هنا أنه ولضمان دقة التصميم ووظيفيته العالية وديمومته تم العمل بالتعاون مع شركات هندسية عالمية كانت مسؤولة عن عمليات الإنشاء والتنفيذ.
وقد أظهرت خبرات هذه الشركات كيف يمكن للمجهود العلمي المشترك زيادة فعالية ونوعية وجودة المنتج.
والنتيجة، نقول نحن، هي سابقة في العالم المعماري جمعت الطبيعة بالتكنولوجيا العالية في مبنى ثابتٍ متحرك!