الصحف العربية

صحيفة الديار : العقل المدبّر لتفجير مقر الأمن القومي السوري يروي تفاصيل الحادثة !

ادعى العقل المدبر لعملية التفجير التي استهدفت مقر الأمن الوطني السوري في قلب العاصمة دمشق، وأودت بحياة وزير الدفاع ونائبه إضافة لرئيس خلية إدارة الأزمة ، تفاصيل التجهيز للضربة التي أفقدت نظام بشار عقله وكبار معاونيه .

وجاء نص الحوار الذي انفردت به صحيفة اليوم السعودية كالاتي :

* أولا وفي البداية .. متى رتبتم للعملية؟ وكيف؟

ـ رتبنا للعملية قبل أقل من أسبوع، وكانت خطتنا تعتمد على مباغتة النظام بهذه الضربة الموجعة، وكان على عناصرنا عدم الظهور في الصورة تماماً، والاعتماد على عناصر أخرى، مدنية ربما، لضمان النجاح التام.

واعتمدت معلوماتنا الأولية، على تحديد الأشخاص المستهدفين، وكنا حريصين للغاية، على إيقاع أكبر خسارة بهم وحدهم.

جاءتنا معلومات وثيقة بأن قادة كبارا للغاية عسكريين وأمنيين، فيما يعرف بخلية إدارة الأزمة، سيجتمعون، ورتبنا أنفسنا على هذا الأساس. بالطبع كان الصيد مغرياً.. تخيل أن لديك خمس أو ست رؤوس كبيرة، ستجتمع في مكان واحد، منهم وزيرا الدفاع والداخلية، إضافة إلى المجرم الأكبر آصف شوكت، واللواء حسن تركماني وهشام باختيار وغيرهم.. ألا يعتبر هذا مغرياً للقيام بأي عملية لهز النظام؟. وكنا ننتظر فقط ساعة الصفر.

* أتفق معك، ولكن عفواً .. معلومات من أين؟ هل لكم جهاز استخباراتي تابع لكم؟ أم لكم عيونكم وأنصاركم من داخل النظام؟

ـ الاثنان معاً.. إضافة إلى جهات أخرى لا أستطيع الإفصاح عنها في المرحلة الحالية.

* سيادة الرائد .. وكيف استطعتم التنفيذ؟ من ساعدكم؟

ـ بشكل أكثر تفصيلاً، أقول إننا استطعنا تجنيد اثنين من المدنيين العاملين في نفس المبنى، وهم شباب «قبضايات» كما نقول نحن بالشام، وكانوا يريدون عملاً معيناً ولم يكن هناك من يستثمر القدرات الموجودة، وفي نفس الوقت كان هناك خوف.. بمعنى أدق، كانوا يريدون الانشقاق وخدمة الثورة، ولا يعرفون مع من «بدّهم يتواصلوا».. وعندما بنينا جدار الثقة معهما ـ كما تقولون في مصر «طوبة طوبة» ـ تم ترتيب الأمر على ماذا يستطيعان تنفيذه لخدمة الثورة السورية.

* عفواً .. معلوماتي تقول إنك أنت شخصياً القائد المخطط لهذه العملية.

ـ ليس صحيحاً تماماً، إنما للأمانة والثقة، شاركني فيها ضابط آخر برتبة عقيد في سلاح القوات الجوية السورية، ولا أحب أن أنسب الفضل فيما حدث لنفسي وحدي.

* ..ثم ماذا؟

ـ وصلتنا المعلومات المسربة عن أن اجتماعات خلية إدارة الأزمة ستنتقل عندنا ـ يقصد مبنى الأمن القومي ـ وهي معلومة جديدة لأن اجتماعات هؤلاء المجرمين طبعاً، لم تكن تتم في هذه البناية ولكن كانت تتم في أماكن أخرى، مثل مبنى القيادة القومية نفسه الذي هو بالقرب من ساحة الأمويين بدمشق، وأحياناً كانت تتم الاجتماعات داخل إحدى إدارت الأمن، كشعبة الأمن العسكري أو إدارة المخابرات المركزية، وعندما تسرب إلينا الخبر، على الفور تم الترتيب للعملية.

* .. كيف؟

ـ اجتمعنا بالشخصين، وتم مناقشة العملية بوجود فريق عمل من الشباب الرائع، بحيث تم استعراض المبنى بالكامل، ومن ثم الطابق الذي سيحصل فيه الاجتماع، بل تم عمل رسم كروكي للقاعة ذاتها، وتصور أماكن جلوس هذه العصابة، وكذلك حساب القدرة التدميرية التي نريدها.

كان تخوفنا الأساسي، هو من إمكانية وقوع إصابات بين المدنيين الأبرياء، وكنا حريصين جداً على أن تكون العملية نوعية في مجرياتها ومستهدفاتها بالضبط، دون أن يكون هناك أي مجال للخطأ.

كان بإمكاننا تفجير البناية بأكملها، ولكن الهدف العام هم هؤلاء فقط وليس أي شخص آخر، وأعتقد أننا نجحنا، لدرجة أنك لو تلاحظ عبر الفيديو الذي أرسلناه لك ورأيته على الإنترنت، أن التفجير كان في القاعة ذاتها، والدخان من جهتها هي فقط، عملنا حسابا للمنازل المجاورة، وكنا لا نريد أن يتأذى مواطن عادي في الشارع أو في بيته المجاور.

كان حرصنا على أن تستهدف هذه العبوات قاعة الاجتماعات تلك بحجمها الحقيقي، بدون زيادة أو نقصان، لأنه في نفس البناية، هناك موظفون مدنيون، وحرس، وسكرتارية، وسكان مدنيون حول البناية.. ولم نرد أن نؤذي أحداً من هؤلاء المدنيين.

ولقد سئلنا من قبل البعض، عن لماذا لم نضع عبوات لهدم البناية كاملة.. أولا البيت كله ثلاث طوابق، واسمه مكتب الأمن القومي، فقلنا لو دمرنا المبنى كله سيؤثر ذلك على البيوت المجاورة وبها مدنيون، ولذا تم ترتيب الأمر على استهداف الطابق الموجودين فيه فقط، حتى ليس الطابق، إنما القاعة التي يجتمعون فيها؟

* وهل هذه القاعة كبيرة؟

ـ إلى حد ما.. مساحتها لا تزيد عن 70 متراً مربعاً

* وكيف استطعتم إدخال المتفجرات داخلها؟

ـ (يضحك قبل أن يجيب) هناك نقطة أود إيضاحها، وهي أن المنفذين في فريق العمل، كانوا من نفس العاملين بالبناية، وبالتالي يكون دخولهم وخروجهم سهلاً وبدون تفتيش، لذا تم تصميم العبوات التفجيرية بما يتناسب مع طبيعة عملهم، وبما لا يجلب الشكوك حولهم.. ودعني لا أفصح عن ذلك الآن.

(ملحوظة: أفصح عنها وطلب عدم نشرها حرصاً على سرية إمكانية تكرار العملية مرة أخرى)

* ثم ماذا.. هل أدخلتم العبوات في يوم واحد؟

ـ بالطبع لا.. استغرق الأمر تسريبها على مدار عدة أيام متتالية وبهدوء شديد، ووزعت على القاعة حسب الخطة التي وضعتها أنا وسيادة العقيد، بحيث نضمن إيقاع أكبر عدد من القتلى بين الموجودين بها، وعندما تم الانتهاء من توزيع العبوات الناسفة وتركيبها حسب الأماكن المفترضة لجلوس العصابة، ظللنا بانتظار ساعة الصفر.

ودعني أقول إن تركيب العبوات تم بشكل فني رائع جداً جداً، لم تستطع كل أجهزة الاستخبارات اكتشافها أو الشك في أي شيء من موجودات القاعة.

* مثل ماذا

ـ (يضحك مرة أخرى) هذه أسرار ليست للنشر في وسائل الإعلام، وعليك أن تتخيل ما الذي يمكن وجوده بشكل طبيعي في قاعة اجتماعات، أو بأحد البيوت أو مكتب ما، وتم استغلاله بدون ذرة خطأ ولله الحمد.

* وهل كنت أنت شخصياً أو شريكك في التخطيط موجوداً ساعة التنفيذ؟

ـ بالطبع لا.. لم يكن بإمكاننا الوصول إلى هذه المنطقة مسلحين، كان الموجود فقط بعض شباب الإعلاميين، وفي مكان قريب جداً، استطاعوا منه تصوير البناية لحظة التفجير، ولو لاحظت على الفيديو، أنه كان يرافق التصوير بيان مكتوب مرفق ومقتضب جداً، غير عفوي بالطبع، ولو تلاحظ أن المقطع لم يظهر فيه سوى غبار التفجير، وهذا صحيح، لأنه لو أردت أن أعمل كارثة لفعلت، ولكن لو حدث ذلك كم مدنياً يمر بالشارع يمكن أن يتأذى؟

* أفهم من ذلك، أنه لا صحة لما قيل عن وجود انتحاري قام بتنفيذ العملية؟

ـ نعم نعم.. أبداً، والحمد لله، أن الشباب الذين قاموا بالعمل، موجودون وبخير تماماً وأمورهم ممتازة جداً.

* سيادة الرائد.. ما صحة ما روجت له مواقع سورية على الإنترنت، من أن نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان الذي توفي الخميس بالولايات المتحدة، كان حاضراً للاجتماع ولما أصيب فيه، نقل لأمريكا للعلاج حيث مات؟

ـ لا أتوقع ذلك.. منفذو العملية لم يذكروا اسمه ضمن الموجودين، ولو فرضنا جدلاً وجوده، كنا سنعرف أن هناك شخصاً لا يعرفونه ضمن الحاضرين، هذا كلام غير دقيق أو بمعنى أدق غير صحيح بالمرة.

* بالنسبة لخطتكم .. هل كنتم تعلمون بدقة بموعد الاجتماع لذا نفذتموها؟

ـ العملية بصراحة كانت مقررة بشكل أساسي، بغض النظر عن الحضور، وبالتالي تم زرع العبوات وتم التحكم فيها عن بعد، عند التأكد من اكتمال كل شيء.. الشباب الذين قاموا بجلب وزراعة العبوات لم يعلموا بموعد التنفيذ، وعندما تأكدنا من موعد الاجتماع ولحظة الصفر، أرسلنا من يتحكم في التنفيذ ليكون الأمر كما حدث.

*..ماذا عن أقوال عقب العملية، بتبني جهات أخرى غير الجيش الحر للعملية؟ هل اشتركت معكم تيارات إسلامية في التخطيط أو التنفيذ؟

ـ لا صحة لاشتراك أي جهة أخرى معنا، نحن كجيش حر فقط من خططنا ونفذنا، نحن تحديداً في القيادة العسكرية لدمشق وريفها من قمنا بالعمل.

* ما صحة أن لديكم جهات استخبارية تابعة لكم من داخل النظام؟

ـ بالطبع نعم.. لدينا أصدقاء ومتعاطفون من داخل النظام ولا يزالون على رأس الخدمة، وقبل أن أتحدث معك بدقائق، كنت أحكي مع اثنين من الشباب الضباط على رأس العمل، وهما طلبا أكثر من مرة ـ كغيرهم ـ أن يعلنوا انشقاقهم، ونحن نرفض، ونقول لهم، إنكم تقدمون لنا ومن مواقعكم هذه أكبر خدمة، نحن نحتاج أن يكونوا في عملهم لأنه سيفيدوننا أكثر من أن يكونوا خارجه، يقدمون لنا معلومات ويسربون لنا أشياء نحن في امس الحاجة لها في الوقت الراهن، مثل تحركات عسكرية وتعليمات وما شابه ذلك.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock