اعلن مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان نجاح خطة كوفي عنان يتطلب توافر التزام دولي صادق وارادة سياسية لدى الجميع، منتقدا عدم قيام مجلس الامن الدولي بادانة العملية الارهابية في دمشق التي اودت بحياة ثلاثة مسؤولين سوريين كبار.
وقال الجعفري خلا كلمة له في مجلس الامن يوم الخميس 19 يوليو/تموز بعد استخدام روسيا والصين ثالث فيتو لهما ضد القرارات الغربية بحق سورية، قال أن “سورية حكومة وشعبا كانت تتوقع من مجلس الامن ان ينخرط بشكل ايجابي في مساعدتها، والانخراط الايجابي يتصل بشكل مباشر في ضرورة الاستفادة من تراث غني وخبرة مديدة راكمها المجلس على مدى عقود ليساعد سورية من خلال احترام احكام ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، دون اجندات لكل عضو ضمن ما يمثل مجلس الامن من الحفاظ على الامن والسلم الدوليين”.
واضاف الجعفري: “لقد اضحى الشعب السوري تنتابه الريبة قبل انعقاد اي جلسة من جلسات مجلس الامن حول سورية، بسبب تزامن هذه الجلسات مع اعمال ارهابية غادرة طالت الكثير من ابرياء الشعب السوري وكوادره وطاقاته”، مشيرا الى “ما حدث من مجازر التي روعت السوريين تزامنا مع جلسات مجلس الامن، وتكرر هذا الامر المحزن، حين امتدت يد الارهاب لتطال عددا من الوزراء والقياديين الامنيين خلال اجتماعهم”، معربا عن اسفه “لعدم ادانة مجلس الامن لهذا العمل الارهابي”.
وتابع قائلا انه “اذا لم يكن هذا العمل قادرا على استقطاب ادانة فورية للعمل الارهابي، فهذا يعني ان كل ما بناه مجلس الامن من توافق حول مكافحة الارهاب لم يكن سوى حبرا على ورق، كما ان تقاعس المجلس يعني ان الحديث عن دعم الحل السياسي لا يعدو كونه اكثر من شعار لكسب الوقت وخداعا للرأي العام وتقويضا لخطة عنان”.
وتسائل المندوب السوري باستغراب انه “اذا لم يكن هناك اي اعتراض على وثيقة جنيف، فلماذا لا يتفق المجلس على امر اجرائي بحت، الا وهو تمديد ولاية بعثة المراقبين؟”.
ورأى أنه “اصبح واضحا ان نجاح خطة عنان يتطلب الى جانب الدعم الحكومي السوري، توافر التزام دولي صادق وارادة سياسية لدى الجميع، اضافة الى رفع العقوبات الاحادية على الشعب السوري”، معتبرا ان “بعض الدول مصر على افشال اي تحرك نزيه لحل الازمة من خلال اختلاق تفسيرات خاطئة لمضمون بيان جنيف، واجتماعات “اصدقاء الشعب السوري” التي تتناقض مع خطة عنان التي لاقت اجماعا دوليا”.
ولفت الى ان “بعض الدوائر دأبت على الترويج لصورة مغلوطة عن حقيقة ما يجري في سورية وتشويه الموقف والتعامل مع الازمة من خلال اختزال الواقع من خلال صورة توحي بوجود حكومة تقتل شعبها، فيما الازمة السورية هي ازمة مركبة”.
واكد الجعفري انه “برزت مجموعات ارهابية مسلحة مدعومة من الخارج تضم جهاديين عرب وغير عرب، ومجموعات متطرفة، يسميها البعض بالطرف الثالث، وهؤلاء لا يمكن للدولة ان تتساهل معهم، لذا فان الغالبية الساحقة من الشعب السوري والمعارضة المسؤولة ترفض الاغتيالات والتفجيرات والتدخل الخارجي، طريقا لتحقيق الاصلاح في سورية”، منوها بأن “من قرر اغلاق السفارات في سورية وسحب السفراء لا يعرف ان المجموعات المسلحة هاجمت محطات توليد الكهرباء ثلاث مرات”. وتابع: “نقول للدول التي تدعم المسلحين استضيفوهم في بلادكم”.
وشدد على أن “هناك دولا تدخلت في الشأن السوري بشكل فظ وقرعت طبول الحرب وجعلت من نفسها جزء من الازمة عبر الدعم اللوجستي للمجموعات المسلحة وفرض العقوبات على الشعب السوري، والتي أثرت سلبا على الشعب السوري، ضاربة الاعراف والقيم الدولية، ناهيك عن قطع العلاقات الدبلوماسية، ما يعني قطع الحوار”.
كما اكد السفير السوري على ان “الاحاديث التي تكررت عن اسلحة كيميائية ونية سورية باستخدامها هي عارية عن الصحة وصيد في الماء العكر، وان دلت على شيء، فهو عن نوايا استخدام الاسلحة الكيماوية ضد شعبنا الآمن واتهام سورية بذلك وتـأليب العالم ضدها”.
وقال: “يجب علينا كسوريين أن نتنبه بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سوريا ويلبي طموحات الشعب السوري”.
سيريان تلغراف | وكالات