لايزال موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي جدد التصلب الروسي المدافع عن سوريا والرافض لأي اعتداء عليها، ليترقب الجميع ما سيحدث في مجلس الأمن مع اقتراب الفيتو المزدوج الصيني الروسي ضد مشروع القرار الغربي.
فالمجلس سيشهد اليوم الأربعاء جلسة للتصويت على مشروع قرار بشأن سوريا بعد ايام من مناقشة مسودتي قرارين الأول تقدمت به روسيا وينص على تمديد بعثة المراقبين الدوليين، مقابل مشروع قرار غربي تقدمت به بريطانيا، ويتضمن بعض فصول البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.
لافروف كان قد أجاب مراسل العربية عندما طلب منه الأخير توضيحات أكثر حول رفضه المطلق لاستخدام الفصل السابع، فكان رد الوزير الروسي مستهجنا وقائلا: “أعجب لمراسل العربية وله في روسيا اكثر من 25 سنة ولا يتقن اللغة الروسية، اذهب وتعلم الروسية جيدا”.
ليس وحده مراسل العربية يقع في هذا الجهل، إجمالا من يتابع الإعلام العربي تحديدا يلحظ تخبط هذا الإعلام في استيعابه للموقف الروسي من الأزمة السورية، حيث تم النظر إليه على أنه موقف لحظوي قابل للتعديل والتبدل، والأمر رهن مهارة الغرب في اختيار الثمن المطلوب.
لم يكن جديدا، كما يخيل للبعض الموقف الروسي الأخير الرافض للتدخل في سيادات الدول، هذا الكلام لم يبدأ مع الربيع العربي او إثر تدخل الناتو في ليبيا عبر تحريف قرار مجلس الأمن بفرض حظر طيران فوق ليبيا. الاعتراض الروسي على الطريقة التي تدير بها واشنطن العالم، قيل بصوت مرتفع منذ العام 2007 في مؤتمر الأمن والتعاون، وأعلن حينها الرئيس فلاديمير بوتين بكل وضوح فشل نظام الأحادية القطبية، وبين ما جلبت هذه الأحادية من ويلات كبيرة على البشرية لجهة تزايد الحروب واهتزاز الأمن الدولي وتفاقم المشاكل العالمية نتيجة تراجع التعاون الدولي.
كان التأديب الروسي للرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي على اجتياحه اوسيتيا الجنوبية في عام 2008، بداية خروج روسيا نهائيا من الأحادية القطبية. ودخل الجيش الروسي وقتها إلى الأراضي الجورجية ضاربا عُرضَ الحائط بكل التهديدات الأميركية التي حاول تسويقها الأوروبيون بتهويلات (وصلت إلى تخويف موسكو من حرب كبرى) هَزِئ منها لافروف نفسه، عندما قال للترويكا الأوريبة آنذاك بأنها لم تعد تنفع معنا، وهذا ما حدث، فقد بلعت واشنطن هذه التهديدات ثم أرسلت الوسطاء لتوسل القيادة الروسية لتعفو عن ساكشفيلي دميتها في تيبليسي.
على هذا الفهم، لا يتوقع دبلوماسي عربي مقيم في موسكو، أن يتم تطوير الرد الغربي على الموقف الروسي الرافض للفصل السابع، لأن الروس اتخذوا ما يكفي من التدابير لمنع استخدام الفصل السابع في الأزمة السورية، واختيار كوفي عنان مبعوثا للأمم المتحدة لهذه الأزمة، هو لتعطيل مثل هذا الاحتمال، لأن عنان من “اختراع” (أي ترشيحه) لافروف الذي تربطه به صداقة شخصية متينة، ويعتبر كل كلام يصدر من أوروبا أو من واشنطن من هذا القبيل، ليس إلا تنفيسا وحفظا لماء وجه، ويؤكد أن ليس أمام الغرب سوى أن يواصل تشجيع الخليجيين على إرسال المقاتلين والأسلحة والأموال للداخل السوري والمضي في رهان إنهاك الحكومة السورية.
وينقل الديبلوماسي نفسه، عن تقارير أمنية روسية، أن الغرب والخليجيين وفروا ما يلزم من السلاح والمال للعصابات المسلحة الناشطة ضد الحكومة السورية، من أجل تفعيل نشاطهم العسكري والأمني في الفترة المقبلة، والقيام بأعمال انتقامية تترك صدى إعلاميا واسعا، خصوصا في مدينة دمشق.
ويستبعد الديبلوماسي العربي، أي تدخل عسكري خارجي في هذه الفترة وما بعدها، فالسيناريو الجورجي ما زال ماثلا في أذهان من يعنيهم الأمر، ويؤكد أن الروس حاسمون في هذا المجال إلى ابعد الحدود، وأعدوا سيناريوهات لأشد الاحتمالات سوءا بما فيها الحرب، فقد تم وضع مخططات كبيرة ومحسوبة، منها سيناريو دفاعي افتراضي لحماية المنطقة كلها من سوريا ولبنان إلى ايران وأذربيجان ومنطقة القوقاز.
ويتوقع المصدر نفسه، إقلاع الطرف الآخر عن فكرة إقامة منطقة عازلة في شمال لبنان تشكل منطلقا لتنظيم عمليات عسكرية وأمنية ولوجستية ضد سوريا، بعد أن تم إبلاغ الرئاسة اللبنانية بشكل حازم من قبل الرئاسة السورية (عبر وسيط) بأن سوريا في حال المضي بهذه الفكرة لها الحق في استخدام الطيران الحربي لتعطيل هذا المشروع العدواني.
ويؤكد الديبلوماسي العربي أن الموقف الروسي الحالي من الأزمة السورية لا رجعة عنه وهو يقوم على أبعاد متعددة منها ما يتعلق بالأمن القومي الروسي وصياغة الإدارة الجديدة للعالم وفقا لمبدأ بوتين باحترام سيادات الدول وعدم التوسع في معاني التدخل الإنساني ونشر الديموقراطية، وعلى هذا، يتوقع المصدر أن يستمر الغرب في محاولات تشويه الموقف الروسي، ويلفت إلى أن زيارة وفد المعارضة السورية الأخيرة إلى موسكو مؤخرا، كانت لهذا الغرض، وقد تمت بإيعاز من الفرنسيين والأميركيين، ولم يكن الهدف منها طلب مساعدة الروس في إيجاد حل للأزمة السورية، فقد قضى الوفد المذكور معظم أوقاته هناك في الملاهي والحانات، فالزيارة كانت محاولة من المعارضة لإظهار موسكو على أنها شريكة في إراقة الدم السوري.
ويختم الديبلوماسي العربي بالقول إن الروس مطمئنون الى الأوضاع على الأرض في سوريا، ولا يخشون من أي تداعيات على موقع القيادة السورية الرسمية، ويشدد على أن سوريا لديها ما يكفي من المال والعتاد والرجال للذهاب في لعبة عض الأصابع مع الغرب حتى النهاية ولو استمر ذلك لسنوات.
سيريان تلغراف | وكالات
الفيتو واضح من الطرفين الصيني والروسي لشو هالاجتماعات تبع مجلس البطيخ عطالعة والنازلة يعني خلص لازم يفهمو انو محدا حيقدر يتدخل عسكريا بسوريا لا عن طريق ناتو ولا عن طريق مشاريع حماية واهية والي زعلانين عالناس الي عم بتموت
يبقو يضبو مصرياتون بجيبون ولا يمولو الجيش الحر بكل بساطة واكل هوا معد بدا