أرغومنتي نيديلي : روسيا مستعدة لمواجهة الناتو من أجل البقاء في طرطوس
ذكرت صحيفة “أرغومنتي نيديلي” أن مجموعة ضخمة من السفن الحربية التابعة لثلاثة من الأساطيل الروسية تحركت قبل أيام باتجاه البحر الأبيض المتوسط، في رحلة تستمر ثلاثة أشهر، لتنفيذ مهمات تدريبية مقررة مسبقا. ومن الجدير بالذكر أن برنامج رحلة تلك السفن يتضمن الدخول إلى القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وتلفت الصحيفة إلى أن مشهد تلك السفن مجتمعة بذلك العدد الضخم يثير الهيبة والانبهار. فمن بحر الشمال توجهت السفينة المضادة للغواصات ” “الأميرال تشابانينكو” وثلاث سفن إنزال بحري هي “الكسندر أوتراكوفسكي” و” القديس جاورجيوس” و “كوندوبوغا”، بالإضافة إلى عدد من سفن الإمداد والتموين، وفي الطريق ستلتقي هذه المجموعة بسفن أخرى من أسطول بحر البلطيق، وهي سفينة الحراسة “ياروسلاف الحكيم” وسفينة القطر والسحب “لينا”. ومن ميناء سيفاستوبول تحركت السفينة “سميتليفي” المضادة للغواصات التابعة لأسطول البحر الأسود باتجاه مضيق البوسفور، حيث من المقرر لها أن تلتقي في مياه البحر الأبيض المتوسط، مع سفن أسطولي بحر الشمال وبحر البلطيق، بالإضافة إلى سفينتي الإنزال “نيقولاي فيلتشينكوف” و “تسيزار كونيكوف” من أسطول البحر الأسود اللتين قد وصلتا الى البحر المتوسط في وقت سابق. وعند الضرورة سيتم استدعاء مجموعة إضافية من سفن مكافحة القرصنة، المرابطة في خليج عدن، قبالة سواحل الصومال.
علينا أن لا ننسى أن سفن الإنزال البحري تحمل على متنها وحدات من قوات مشاة البحرية. ومن المؤكد أن هذا الأسطول الموحد يضم أيضا عددا من الغواصات، لكن تحركات الغواصات عادة تبقى طي الكتمان.
تبرز الصحيفة أن البيانات الرسمية الروسية، وعلى الرغم من أنها حاولت الإيحاء بأن هذه الرحلة لا تمت بصلة للأوضاع المتأزمة في سورية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لإقناع الكثير من المراقبين. ذلك أن هذه القوة البحرية الهائلة سوف تحتشد قبالة سواحل سورية التي تشهد حربا أهلية ضارية. ولأن هذا يحدث بالتزامن مع الأنباء التي تتحدث عن تركيز حلف الناتو لقواته البحرية قبالة سواحل تركيا.
وفي تفسير لهذه الخطوة، يرى خبراء أن روسيا تحرص على حل الأزمة سلميا. وسعيا منها للدفع بهذا الاتجاه تضغط بكل ما تملك من وسائل. ذلك أن روسيا في حال فقدها لقاعدتها في سورية، فإن ذلك يعني حرمانها من التواجد في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى أمد غير محدد. وهذا الأمر تحديدا هو الذي يقلق روسيا، وليس مصير بشار الأسد. ومما لاشك فيه هو أن الكرملين يأمل في كسب نقاط سياسية على الصعيد الداخلي من خلال تمسكه بموقفه الحازم والصلب في سياسته الخارجية. ويبدو في ظل الوضع الراهن أن هذه الوسيلة كفيلة برفع شعبية السلطة التي اهتزت بشدة في الأونة الاخيرة.