جيروزاليم بوست : الأسير صوت الذين لا صوت لهم واسرائيل تستبشر خيرا به
ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن “صور الشيخ احمد الاسير وصلت إلى الصحف الإسرائيلية وأفردت له مقالات تحليلية. فصحيفتا “هآرتس” و”ذي جيروزاليم بوست” حاولتا فهم الظاهرة الغريبة التي يشهدها لبنان حالياً، وسلّطتا الضوء على الحالة المناهضة لحزب الله التي يمثّلها الأسير.
وبحسب الصحافيين الإسرائيليين، هو صوت الذين لا صوت لهم من السنّة الكارهين لحزب الله، وهو إحدى موجات الربيع العربي التي ستكسر هيمنة الحزب الشيعي، كما أنه إحدى حلقات الغرابة في لبنان التي ستزيد من الفوضى المنتشرة فيه فسحة أمل، ولو ضيّقة، ارتسمت في تحليلات الصحافيين الإسرائيليين الذين استبشروا خيراً بكلام علني غير مسبوق يدعو الى نزع سلاح حزب الله، وبالمدّ الإقليمي الذي بدأ يضيّق الخناق على الحزب.
ويقول منافسو الأسير عنه إنه يشرب الكحول ويتعاطى خلطة من الحبوب (الأدوية) في أيام العمل، وقبل أن يصبح شيخاً كان يهوى صحبة النساء الجميلات.
هو كان مغنياً في صباه كأبيه وأخيه، هكذا يعرّف الصحافي الإسرائيلي زفي بارئيل بالأسير في بداية مقاله في صحيفة “هآرتس” بعنوان “الربيع العربي قد لا يوفّر حزب الله هذه المرّة”.
بارئيل يقول إن ظاهرة الأسير “قد تبدو كحلقة غريبة أخرى من واقع لبنان السياسي ــــ الديني المعقّد، لكنها بالتأكيد إشارة إلى تصاعد الفوضى في البلد”.
الصحافي الإسرائيلي يضع حركة الآسير في إطار الضغط السنّي المتزايد على حزب الله في دول الجوار بعد أحداث الربيع العربي، ويضيف: “الضغط الحقيقي على الحزب لا يكمن في اعتصام الأسير بل في ما يمثّله هذا الأخير”.
وهنا يشير بارئيل إلى العزلة التي قد يجد الحزب نفسه غارقاً فيها بعد سقوط النظام السوري. لذا يجب عليه أن يعيد صياغة علاقاته بالأنظمة الإسلامية التي تحيط به، وخصوصاً بالإخوان المسلمين في مصر. ويستنتج أن الاحتجاجات السنّية التي انضم إليها المسيحيون ومئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين قد تربك حزب الله.
جوناثان سباير في مقاله في “ذي جيروزاليم بوست” يتحدّث أيضاً عن “ربيع عربي سيصل إلى لبنان بقيادة السنّة”، وفي مقدمهم الشيخ الأسير.
سباير يرى أنه “بعد فشل قوى 14 آذار وسعد الحريري في تشكيل قوة فاعلة في وجه حزب الله، قد يلجأ السنّة المستاؤون من هيمنة الحزب نحو الإسلاميين… والغضب السنّي يأتلف اليوم حول الشيخ الأسير».
الصحافي الإسرائيلي يشير إلى أن «قلّة يرون في سعد الحريري قائداً للطائفة السنيّة في لبنان اليوم»، شارحاً أن «استراتيجية 14 آذار كان تقتضي مواجهة سلاح حزب الله بالشرعية الدولية، لكن الحزب أفشلها».
سباير يردف أن «الشهرة الزائدة التي اكتسبها الأسير نابعة من أنه يعبّر في العلن عمّا يتداوله البعض في أحاديثهم الخاصة» حول سلاح حزب الله وهيمنته على البلد.
سيريان تلغراف