صحيفة الثورة : الموقف الأميركي والغربي من مهمة أنان محكوم بالقدرة على تطويعها
اشارت صحيفة “الثورة” الى انه “لم تعد الأوراق في مجلس الأمن هي ذاتها التي اعتدنا على رؤيتها، ولا الأصوات هي نفسها، حتى المنابر التي اعتادت أن تنتصب بعد جلساته المغلقة أو تلك التي نسمعها في مداولاته المفتوحة تبدو مغايرة.
وبالقدر ذاته لم تعد الاتهامات الغربية للموفد الدولي هي نفسها، كما أن اللهجة المستخدمة في الخطاب الموجه إليه وإلى العالم تبدلت إلى حدود الشخصنة”.
اضافت الصحيفة السورية انه “بهذه المعايير لم يكن مفاجئاً أن تقف الولايات المتحدة الأميركية في الموقع الذي يذهب بعيداً في رفض أي خطوة من شأنها المساهمة الإيجابية في إيجاد حلّ للأزمة في سوريا.
وهو موقف اعتدنا عليه في المنابر الدولية، كما شاهدناه في عمليات دعم المسلحين على الأرض، لكن أن يصل إلى مستوى التضييق على الموفد الدولي إلى حدود المحاسبة على هذا الموقف أو ذاك، أو على هذه الرؤية أو تلك، فإن الأمر يستدعي الكثير من التمعن في دلالات هذا التحديد”.
واشارت الى ان “الجميع بات يلمس اليوم أن الموقف الأميركي والغربي عموماً من مهمة المبعوث الدولي محكوم بإحداثيات القدرة على تطويع هذه المهمة، وبالتالي حين كانت مطواعة وفق الرغبات الأميركية باتت هي المطلب الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وعندما خرجت ولو في حيز ضيق عن السياق الذي افترضته السياسة الغربية مسبقاً كان التصويب المباشر عليها ومن كل الاتجاهات، أما إذا ما خالفت فإن شخص الموفد الدولي ذاته لا يسلم من ذلك التصويب”.
واوضحت ان “المفارقة الواضحة في معايير التعامل الغربي أنها أخرجت إلى العلن حيزاً جديداً من الاستسهال في التعاطي مع مفردات المهمة الدولية ونقلت عدواها إلى الأدوات والمرتزقة التي تعمل تحت أمرة ذلك الغرب بصورة فاضحة، إذ يكفي أن يتحرك الخطاب الغربي حتى تسارع تلك الأصوات المبحوحة لترمي كل ما في جوفها”.
وتابعت “الثورة” في افتتاحيتها ان “المسألة في المبدأ ليست دفاعاً، ولا هي إحاطة سياسية بدور مجلس الأمن ومتغيراته ونمطية الحدث والمهمة التي يتبناها والمدى الذي وصلته فالمجلس له أدواته وقنواته فيما السيد أنان يمتلك من الكفاءة ما يتيح له الدفاع عن وجهة نظره، وأن يحاجج بها بما يمتلكه من معلومات ومعطيات، كما أنها في المعيار السياسي لا تشكل تبنياً لما ذهب إليه في الكثير من التفاصيل التي انطوت عليها خطواته.
لكنها فقط للقياس على مدى الهرطقة السياسية التي وصل إليه الخطاب الغربي حيث يفصح عمّا يخفيه من مواقف مسبقة تم تبنيها على مقياس تطابقها مع أهدافها وأي خروج يشكل صدمة في ذلك المعيار يقتضي الدفع بها إلى العلن لتكون قاعدة معتمدة لدى ثالوث الإرهاب وداعميه وحاضنيه”.
ورأت ان “ما نراه اليوم ليس استباقاً في الهجوم على الأجواء التي تركتها جولة أنان الأخيرة على دول المنطقة، ولا هي محاولة لمحاصرة النتائج الإيجابية المحتملة فحسب، بل هي رسالة واضحة الدلالة بالانزعاج من الحديث الموثق عن وجود إرهابيين بدعم وتسليح وتقوم به دول عربية وإقليمية، وبداية الطريق وقف التسليح ومواجهة الإرهابيين”.
واوضحت انه “إذا كانت إحاطة السيد أنان أمس لمجلس الأمن تشكل نقطة فاصلة في اتجاهات المهمة، فإنها تمثل أيضاً انعطافاً في الرؤية الغربية لتلك المهمة من خلال محاولة تفخيخها وإغراقها بالفرضيات والاستنتاجات”.
واعتبرت ان “الأخطر أن تكون هذه فقط مقدمة أولية، والآتي ما تتحدث عنه كواليس الغرف المظلمة من تحضير إدارة عمليات لن تكتفي باجهاض المهمة، وإنما أيضاً بمحاولة إعادة الكرة إلى الملعب الأول لإطالة أمد الأزمة ريثما تتبدل المعطيات”.
واوضحت ان “ما هو مؤكد بالنسبة لنا أن أي جهد يساهم في ايجاد حلّ للأزمة يتطابق بالضرورة مع المسعى السوري ويتقاطع معه في رؤيته، وسواء أعجب ذلك الإدارة الأميركية أم لم يعجبها فالحقيقة لا تتغير، وسواء علت أصوات مرتزقتها ومأجوريها أم خفتت لأن النتيجة واحدة، وطرق الوصول إليها أيضاً.
وما هو محسوم أن هناك الكثير من الأوراق التي أضيفت، وأصوات ربما أكثر علت نبرتها، لتؤكد جميعها أن الحل هنا، والطريق يبدأ من هنا، من وقف التسليح ومنع تهريب السلاح”.