روسيسكايا غازيتا : روسيا تغير موقفها من الأزمة السورية
في يوم الإثنين الماضي، أعلنت روسيا رسميا أنها أوقفت تزويد سورية بالأسلحة، وأنها لن تعقد أية صفقات جديدة معها في هذا المجال، حتى إشعار آخر.
صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تتوقف عند هذا الحدث، معتبرة أن هذه الخطوة، تنم عن وجود شكوك لدى القيادة الروسية، في قدرة النظام السوري على السيطرة على الأوضاع في البلاد، وما يترتب على ذلك من مخاوف من وقوع الأسلحة في أيدي المعارضة، بعد وصولها إلى السلطة. لكن هذا ليس التفسير الوحيد لهذه الخطوة. فثمة من يرى أن موسكو أقدمت على ذلك، لكي تطالب الغرب، وعلى رأسه، الولايات المتحدة، بالإلتزام بالقوانين والأعراف الدولية، التي تحظر تزويد حركات المعارضة بالسلاح. ومهما يكن قصد القيادة الروسية من هذه الخطوة، فإن الحرب الأهلية في سورية أصبحت أمرا لا يمكن تفادية. ومما يدلل على ذلك التصريحات المتشائمة التي أطلقها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان، حيث قال إن إيقاف الحرب الدائرة في سورية في هذه المرحلة غير ممكن عمليا، وليس من المتوقع أن تحد من تدهور الأمور في سورية، الجولة التي يقوم بها عنان في الدول التي تتمتع بتأثير على أطرف النزاع في ذلك البلد.
إن الجلوس إلى طاولة المفاوضات لا يمكن أن يتم إلا عندما تدرك الأطراف المتنازعة أن أيا منها لا يمكن له أن يحسم المعركة لصالحه. لكن هذا الأمر لا يزال بعيد المنال بالنسبة لكل الأطراف. إن ما يبدو حاليا من انسداد الأفق أمام إيجاد حل قريب، لا يعني أن مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان هي مهمة عبثية، ولا تأتي بأية نتائج. ففي يوم الثلاثاء الماضي زار عنان إيران كاسرا بذلك المقاطعة الدبلوماسية غير المعلنة، من جانب الولايات المتحدة لطهران. وعلى الجانب الآخر، تتخذ كل من قطر والسعودية، مواقف ملتبسة. فهما تعلنان خلال المؤتمرات الدولية عن دعمهما لخطة عنان، وتدعوان في محافل أخرى إلى تسليح المعارضة، وإلى مهاجمة سورية عسكريا. إن مثل هذا الموقف لا يوحي بإمكانية التوصل إلى حل سلمي في المستقبل القريب.
إن المقابل الذي تستطيع واشنطن تقديمه لإمارات وممالك الخليج العربي نظير دعمها للإقتصاد الأمريكي، هو توفير غطاء دبلوماسي وعسكري لمخططات كل من الدوحة والرياض الساعية للإطاحة بنظام بشار الأسد. وفي ظل هذه المعادلة ستكون كل الجهود التي يبذلها عنان لايجاد نقاط إلتقاء بين النظام والمعارضة عديمة الجدوى.