حقيقة آل سعود من مذابح الكويت إلى عبادة الانكليز والاميركان .. بقلم د علي الشعيبي
شأن الوهابيين دائماً استخدام سلاح التكفير ضد المسلمين ، وهذا موضوع قديم جديد . وإذا دخلنا التاريخ الوهابي الحديث أيام صنع الإنكليز لعبد العزيز آل سعود الذي كان أهل نجد ينادونه بعبد الإنكليز بدلاً من عبد العزيز .. وهاهم أولاده اليوم عبيد الأمريكان والصهيونية ، وبعد أن شرح لهم أبوهم وعملاء المخابرات الأمريكية أنهم أولاد عم اليهود ، ومهمتهم تختصر في وجوب مساندة إسرائيل ، والقضاء على كل قوة عربية يمكن لها أن تقف بوجهها ، وتقضي عليها ، ومن يقرأ تاريخ آل سعود “للمجاهد المرحوم ناصر السعيد ؛ وهو يرصد خطوات قيام الدولة السعودية اليهودية الوهابية ، يقف على حقيقة هذه الوهابية ، وخطوتها في استخدام التكفير ، وكنا قد عرضنا بعضاً مما حدث في الكويت في معركة “الجهرا” عام 1920م . أرسل جيش الإخوان الوهابي يعلم حاكم الكويت المحاصر سالم الصباح أنهم سيهاجمونه الليلة ، لكن فيصل الدويش (قائدهم) منعهم من ذلك قبل أن يعرض عليهم شروط الصلح ، ويطلب منهم الآتي :
1- العودة إلى الإسلام !.. فهذا يعني أن الوهابيين حكموا على المسلمين الكويتيين بالكفر ، لا لشيء إلا لأنهم ليسوا وهابيين .
2- إلغاء سوق القحاب !(علماً أنه سبق لأهل الكويت أن القوا القبض على عبد العزيز آل سعود نفسه حينما كان في الكويت وعدد معه من الإخوان السعوديين يمارسون الدعارة في هذا السوق” ناصر السعيد .
3- ترك الدخان .. (علماً أن أكثر الإخوان السعوديين يدخن” . ناصر السعيد .
4- ترك المنكرات ! (ولا شك أن أكبر المنكرات عدم الرضوخ الكامل للإنكليز).
5- ترحيل الشيعة عن الكويت (وكان للشيعة دورهم في معارضة الوحشية السعودية) . ناصر السعيد .
6- إخراج القنصل البريطاني من الكويت (وهذا المطلب قد وضعته المخابرات الإنكليزية لتضليل الناس – الذين بدأوا يجهرون بأن هذه الحركة السعودية لم تكن إلا بدافع من المخابرات الإنكليزية .. ناصر السعيد .
7- هدم المستشفى الأمريكي وطرد أطبائه (وأرجوا أن لا يتصوّر القارئ والمستمع أن الحركة السعودية الإنكليزية ما جاءت إلا لنشر الأمراض فقط حينما أضافت إلى هذه المطالب “التقدمية” مطلب “هدم المستشفى الأمريكي ، وإبعاد أطباء المستشفى !.. بل أرادوا بهدم المستشفى الأمريكي وإبعاد الأطباء الموجودين فيه تنفيذ رغبة المخابرات الإنكليزية التي لا تريد الاصطدام بأمريكا لإدراك المخابرات الإنكليزية أن أطباء ذلك المستشفى الأمريكي كانوا من أعضاء المخابرات الأمريكية، وأن ذلك المستشفى الأمريكي في الكويت كان خلية من خلايا جواسيس أمريكا الذين بدأوا بالتحرك لتجنيد العملاء لحساب أمريكا ومزاحمة الإنكليز .. ولم يدرك آل سعود وقتها أنهم مثلما كانوا لبريطانيا أكبر العملاء سيكونون لأمريكا أكبر العملاء .
وقد أدرك الشيخ سالم الصباح مالم يدركه الدويش ، فتظاهر بالموافقة على مطالبهم ، وفي حوار الشيخ سالم مع مندوب الدويش ، قال له :
أما الإسلام فنحن مسلمون ، ولو لم نكن كذلك لما التجأ إلينا عبد العزيز آل سعود – قبل وقت قصير- وأنتم معه فأكلتم مما نأكل ولبستم مما نلبس !..
وأما إلغاء سوق القحاب ، في الكويت فهذا السوق أنشأه الإنكليز ويرفضون إزالته وابن سعود يعرف هذا جيداً.. وهذا السوق في حماية الإنكليز مثلما ابن سعود في حمايتهم .
والوهابيون ، دائماً مطيعون “لعبد الله جون فيلبي” فإذا قال فيلبي : لا بأس من الاستغاثة بغير الله ، قالوا صدق من قال !.. وإذا قال المسلمون في كل تاريخهم لا بأس بالاستغاثة بالرسول ، وبالصالحين ، قالوا : كفر وشرك .
وقد كان إمامهم “الحاج عبد الله جون فيلبي” علّمهم عبارة “إبراهيم يا عمود الدين” محمد يا رسول الله ، هبت هبوب الجنة أين أنت يا باغيها ..”
فصاح الوهابيون صيحة رجل واحد ، وهم يهجمون على قصر سالم الصباح .. فسقط العديد من –إخوان الجهل- صرعى وجرحى ، وكان كلما سقط واحد منهم ، وصار يتلوى بمرارة الموت ، يسأله جاره “الاخونجي الوهابي” (هل أعجبتك ريح حور الجنة؟ هل شممت هبوب الجنة ؟ فيجيبه الجريح ، قائلاً (ابك) أي لعن أبوك .. ما شممت إلا روائح خبيثة تفوح منا .. وما شفت إلا هبوب جهنّم .. لا جواري .. ولا حور .. ولا غلمان ، لقد خدعنا تجار الدين السعودي ) .. فتراجع بقية الإخوان عن الموت ..
وبعد مفاوضات طويلة مع الوهابيين ، وجد الشيخ سالم نفسه مضطراً للتفاوض مع الإنكليز ، فذهب إلى مقر المندوب السامي في الكويت ، فقال له : خذوني .. ودخيل عرضكم وطولكم ، الاستعمار ولا النار والذل في بريطانيا ولا الدمار ” فابتسم المندوب السامي لنجاح السياسة البريطانية التي أنجبت عبد العزيز . وقال : “لقد صدق برسي كوكس (معلّمه) حينما قال : إن ابن سعود كلب صيد ناجح” ..
ومن يومها صار للحكومة البريطانية موقف آخر مع الكويت !. فدارت المخابرات الرسمية ، واشتعلت أسلاك البرق بين المعتمد السياسي البريطاني في الكويت ، والمندوب السامي البريطاني في بغداد ، وهو رئيس المعتمدين السياسيين في الخليج “أبو شهر” السير اليهودي برسي زكريا كوكس ، وتجاوزتهم إلى مكتب المخابرات الهندي وارتفعت بسرعة البرق إلى حكومة –لندن- أي المخابرات المركزية في لندن -أي الإدارة العامة لليهود- .. وهكذا كانت السعودية السبب الأول ، والعامل الوحيد لدخول الاحتلال البريطاني للكويت !..
وما فعله الوهابيون في الكويت ، وما زالوا يكررونه في العالمين العربي والإسلامي ، وما فعلوه في الصومال ، ومازال ماثلاً للعيان ، وما فعلوه في أفغانستان، وما زال ماثلاً للعيان ، وما فعلوه في بداية تسعينيات القرن الماضي في الجزائر انتهى بالخيبة لهم بفضل من الله ، ثم بفضل وعي الشعب الجزائري .
وما يفعلونه الآن في سورية ، معروف مفضوح ، وما على الأهل في سورية إلا أن يعرفوه ، ويقفوا على تفاصيله ، وكان الشيخ سالم الصباح قد قال كلمة شهيرة في فضح الوهابيين والسعوديين ، ومنها : “لقد ساد الرعب الجزيرة العربية ، ومجازرهم الرهيبة الوحشية السعودية ، التي حصلت .. والتي راح ضحاياها أكثر من مليون قتيل ومليوني جريح ومشرّد إنه “ما من إنسان نجاه الله .. من شر الطاعون السعودي يفضل الابتلاء به “!.
ونلاحظ أنّه أطلق عليه اسم “الطاعون السعودي” . فأدركت بريطانيا أن السعودية خير وسيلة لأقذر غاية ، إنها وسيلة ضغط ناجحة لتخويف الأصحاء والمرضى معاً من وباء الطاعون السعودي الفتاك .
وفي عام 2006م حين أدركت أمريكا التي حلّت محل بريطانيا أن حرب إسرائيل مع حزب الله ، وما تقدمه سورية لهذا الحزب من دعم كامل ، من عام 2006م حين أطلق الرئيس بشار الأسد على حكام السعودية ومن معهم من حكام الخليج وصفهم الحقيقي أنّهم “أشباه الرجال” ضمروها في أنفسهم ، وظلوا ينتظرون الفرصة المواتية ، لينتقموا من سورية ومن حزب الله ، فتبنوا تلك الحركات الوهابية السعودية ، والسلفية بأشكالها دعوية –تكفر الناس- وجهادية تقتل الناس – والقاعدة والإخوان ، والعلمانيين ، وكل الذين كان بإمكانهم تجيشهم ، جيّشتهم ، وقامت بواسطة جروها القطري بالضغط على سورية جيشاً وشعباً وقيادة ، اعتقاداً منها أن دورها الذي تلعبه دائماً ككلب صيد، سينجح كما نجح في القاء الكويتين بأحضان الإنكليز ، سينجح بإلقاء سورية بأحضان الأمريكان ستستسلم القيادة السورية وترفع يديها مؤمنة بكل ما تريده أمريكا وإسرائيل ، بفعل ما يفعله كلب الصيد ..
وبعد مرور سنة وخمسة أشهر دون جدوى جنّ جنون الوهابيين ، فتذللوا تذللاً خاصاً هذه المرة أن تستقبل أمريكا قادة مما يسمى بالجيش الحر ليستسلموا بداية ويعرفون كل شروط النصرة الأمريكية لمجلس اسطنبول والفئات الإرهابية التي تقاتل الشعب السوري ليل نهار ..
وخير قدوة عندهم بسمة قضماني التي ملّت من ثقافة القرآن وتريد ثقافة التوراة .. تريد أن تعيش مع إسرائيل وبجانبها تبني حياتها وحياة الأجيال السورية القادمة !. أما أن تقوم سورية ، وشعب سورية ، وجيش سورية برفض الاستسلام رغم كل ما جيّشته أمريكا وإسرائيل، رغم كل ما قام به كلب الصيد السعودي ، والسلوكي القطري فإن هذا يعني مصيبة كبرى ..
نعم المصيبة الكبرى ألا ينجح كلب الصيد السعودي ، ولا سلوكي الصيد الإمساك بالفريسة رغم كل ما يقوم به الكلب ، وما تقوم به السلوكية .. فإن هذا يعني أن الكلب والسلوكية رسبا في الامتحان المفصلي ، وأنه لابد من إزالتهما والتعامل مع غيرهما .. وكلب الصيد والسلوكية يعلمان ذلك تمام العلم ، ولهذا يضعان كل ثقلهما في المسألة ، فهي بالنسبة لهما حياة أو موت على كل مستوى ، فانتصار سورية في معركتها الكونية هذه ، تعني للكلب والسلوكية الهزيمة والموت ، احتقارهما أمام السيد الأمريكي الصهيوني مطلق السيادة .. وتعني تطاول شعبي هذين البلدين عليهما وستكون أمريكا مع هذا التطاول فما نفع كلب أو سلوكية غير قادرين على اخضاع سورية لأمريكا وإسرائيل !.. إنها معركة حياة أو موت . هذا الأمر يعرفه شعبنا تمام المعرفة ، ويعرف أيضاً أن أشباه الرجال ضعاف ، وأن ضعفهم في تفكيرهم التكفيري ، وأن ضعفهم في عمالتهم المطلقة ، وأن ضعفهم يعني موتهم وحياة الشعب ، الشعب العربي في الجزيرة كلّها ..
لقد اكتشف شعبنا في العالمين العربي والإسلامي ، حقيقة ومهمة دور الوهابية والحركات التكفيرية في تنشيط وقوة كلاب وسلاكي الصيد . وفي بعض رموز الوهابية والحركات التكفيرية الدليل الكبير على نفاق هؤلاء الوهابيين وأتباعهم من التكفيريين ، فيوسف الذي لا يعرض أبداً عن التحريض على الدم السوري ، نقول له يوسف أيها الكذاب أعرضت عن هذا أم لم تعرض فشعبنا السوري يعرفك تمام المعرفة يعرف فسقك وضعف دينك ، وأنت أيها الشيخ الوهابي المسمّى علي الربيعي فقد كنت صادقاً دوماً حين خاطبت مولاك المتوفى نايف بن عبد الإنكليز – إذ لم يكن يوماً عبد العزيز – بقولك : “إن وفاة مولانا الأمير نايف لأشد إيلاماً من وفاة رسول الله ..” ويلك كيف تجرؤ على هذا القول !.. عليك ما تستحقّه من الله ، أهذه مكانة سيدنا محمد عندكم أيها الوهابيون ؟!.
الدكتور علي الشعيبي
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)