خروج مناف طلاس من المعادلة والتداعيات على الأرض .. بقلم ويليام الأحمد
كان الجهاز الأمني يعتبر “مناف طلاس” كورقة لعب تستعمل في الوقت القاتل وبالتالي كانوا يرتبون سيناريو مماثل لما حدث في بغداد ليلة سقوطها بعد خيانة ابن العم التكريتي ، على الأرض كان مناف يهيئ حقل الرماية بعناية ، ومعلومات وصلتنا تنشر لأول مرة تقودنا بعد مقاطعتها للقول بأن الإعداد بدأ منذ عام 2003 عندما التحق بالكلية الحربية (156) متطوع من الرستن دون الخضوع لتدقيق صحي أو أمني بناءا على توصية طلاس نفسه !
عمل قوات الحرس الجمهوري الدفاع عن الشام ، أي الدفاع عن القصر لذا يمنع تحريكه خارج العاصمة ، إن تحريك كتلة منه بحجم اللواء 105 في لحظة الاشتباك مع عدو خارجي بالتالي خلق إرباك كبير على مستوى القيادة و طريق آمن تستخدمه عناصر مقاتلة من عصابات الجيش الحر أو كومندوس غربي تحت هذا المسمى وقيامها إما بضربة حقيقية إن أمكن أو بتمثيلية أمام عدسات الكاميرات المرافقة قبل الانسحاب السريع ومع التغطية الإعلامية المباشرة تكون الحيلة مرة أخرى انطلت على الجميع ( عندما أعلنت قناة الجزيرة سقوط بغداد وصور الكومندوس التي عرضتها في منطقة ما من بغداد كانت دبابات التحالف لا تزال تجهد للوصول إلى الجسر ) .
تكلمت في مخطط المؤامرة ، للعدو شرعية استعمال كل الأدوات لتدمير خصمه وهذه قاعدة بديهية في القتال . لكن الآن سأتكلم عن الطرف الثاني ، ما يحير مراكز التخطيط الغربية أن الدماغ الأمني السوري دائما يسبقهم في اللعب بخطوة أو عدة .
في وقت مبكر تم ملاحظة نشاط مناف بهذا الاتجاه وفي وقت لاحق وضعت اليد على ملفه بالكامل وقدم على طاولة الرئاسة , إلا أن الاعتبارات الأخلاقية تدخلت في العمل الأمني فاكتفى القرار بإبعاده عن موقع التأثير والقرار , والحجز “الأمني” عليه .
معروف عن سوريا إخلاصها لأصدقائها ومراعاتها حتى مشاعرهم في سياساتها فكيف إن كان هذا الصديق من ” أهل البيت ” وبحجم طلاس الأب , من هنا جاء الاعتبار الأخلاقي الذي حكم القرار الأمني .
في التداعيات على الأرض أشبه الموقف وبدقة لشخص ينظر إلى نجم لامع في السماء ، هو منبهر بلمعان النجم لكن لا يدرك انه الآن ، في هذه اللحظة إنما يرى حال النجم قبل عدة ملايين من السنين ويوجد احتمال بان يكون هذا النجم الآن قد مات وانطفئ ”نسبية اينشتاين” نحن الآن وسط ضجيج إعلامي مخطط له ( ورقتهم القوية احترقت مبكرا فأرادوا اقله استعمالها في الحرب النفسية ) ..
فيما يتعلق بالحادثة نتوقع أن القيادة السورية كما المشاهد مصدومة وعليها اتخاذ إجراءات ! حقيقة ما تتوقع انه يحدث للتو في هذه القضية إنما جرى منذ عدة سنوات وتم معالجة الموضوع منذ مدة طويلة وسحبت منه صلاحياته منذ أكثر من عام إلا أن السوري يفضل الكلام القليل والعمل بصمت .
من هنا قلة فقط التي اطلعت على القضية قبل أن ينفجر إعلاميا بعد خروجه من سوريا . لاحظوا قلت خروج ولم اقل هرب , لان خروجه كان بإذن من السلطات ، والسؤال عن الفائدة من السماح له بالانتقال إلى خارج البلاد والاستثمار إعلاميا ، إجابته وجود اعتبارات ومعطيات ما ينتج عن معالجتها يحكم التصرف الأمني والسياسي ووحدهم صناع القرار لديهم اطلاع كاف ودقيق ولكني أقول ليست المرة الأولى إنما تكرر قبلا مع الخدام والشهابي .
آخر الكلام ،، جهاز امني سوري يصيب الغرب بالدوار والحيرة , بعد سنوات من البحث ليس لديهم أدنى فكرة عنه اسميه مجازا الجهاز الشبحي , العصي على الفهم حتى .
لذا أقول , الضرر الأمني الذي أحدثه هذا الخرق عولج بمكانه وقيمته الرياضية (صفر) لكن يبقى الضرر والأذية النفسية التي يشعر بها الصديق عندما يكتشف خيانة صديقه .
ويليام الأحمد
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)