مقالات وآراء

أسماء الأسد تتناول الكافيار 8:30 صباحا .. بقلم مصري مقيم في سورية

جلست الفتاة ذات 21 ربيعا تروي لي قصتها مع أسماء الأسد قرينة الرئيس السوري بشار الأسد :

• في الساعة 7:45 صباحا دق التليفون ليقول المتصل أنه متوقف بسيارة أمام باب المنزل لينقل الفتاة وأمها وأختها وأخيها إلى القصر الرئاسي لمقابلة أسماء الأسد قرينة بشار الأسد

• الساعة 8:15 صباحا وصلوا إلى القصر وبعد إجراءات دخلوا إلى قاعة كبيرة فخمة جدا وهدوئها يبعث في النفس الطمأنينة

• الساعة 8:30 صباحا يفتح باب آخر للقاعة وتظهر أسماء الأسد ترتدي ثياب سوداء وتبدو في قمة الجمال والبراءة ، وتدعوهم للإنتقال إلى غرفة أخرى وأصرت أن يمروا من أمامها أولا ، كما رفضت أن ينضم لهم أى من المساعدين لها.

• الغرفة الأخرى يقع في صدرها كنبة كبيرة وعلى الجانبين كراسي مفردة ، ولم تقبل أسماء إلا أن تجلس الفتاة وأمها في الصدر على الكنبة بعبارة شامية ” الصدر إلكون”

• بدأت أسماء الأسد الحوار بتقديم التعازي للعائلة لفقدانهم الأب ” الأب قتل ومثلت بجثته قبل شهر ، وبدأت العائلة في البكاء وإغرورقت عينا أسماء بالدموع وقامت وذهبت إلى حيث علبة مناديل لتناولها للأم والبنتين ليجففا دموعهما

• شعرت الفتاة والعائلة بأنهم في عالم آخر فلم تكن تتخيل هذا القدر من الرقي والبساطة عندما تقابل قرينة بشار الأسد خصوصا أنهم لم يطلبوا المقابلة في الأساس

• سألتهم أسماء عن أحوالهم في الأيام السابقة وما هي مشاكلهم التي تؤرقهم ، فأخبروها عن بعض مشاكل الروتين الحكومي في إستخراج بعض الأوراق وإستكمال الإجراءات الخاصة بمعاش والدهم الشهيد.

• سألتهم عن إحتياجاتهم الملحة في الوقت الحالي فلم يطلبوا شيء ، ألحت عليهم ولم يطلبوا أي شيء ، فعادت وألحت فخجلوا منها وقالت البنت الصغرى أنها ليس لديها كمبيوتر في البيت ، سألتهم وماذا أيضا ؟ فقال الإبن أن يحتاج إلى عمل يعيل به أسرته ، سألتهم وماذا أيضا ؟ فلم يطلبوا شيء وشكروها كثيرا على مقابلتها لهم بهذا القدر من الكرم والود، وظلت تلح عليهم بأنهم لم يطلبوا شيء وعليهم أن يفكروا ، فشكروها ولم يطلبوا أي شيء آخر

• سجلت أسماء طلباتهم بنفسها ، ثم قالت : لا شيء يعوض عن فقدان الشهيد ولكن عزاؤنا أنه شهيد في سبيل سورية ومن أجل وطننا كلنا نضحي بكل ما نملك وحتى بروحنا

• أبلغتهم بالتالي :
سيتم تسليمهم مبلغ بسيط كهدية نقدية وفورية من الدكتور بشار الأسد عبارة عن 150 ألف ليرة سورية هذا بالإضافة إلى تعويض الوفاة كشهيد الذي يبلغ مليون ونصف ليرة سورية
بالنسبة للأوراق سيتولى طاقمها إنهاء جميع الإجراءات بالنيابة عنهم ودون أي جهد منهم
سيتم توظيف الإبن فورا في الحكومة السورية
سيتم توفير وظيفة أخرى للبت الكبرى حال إنتهاء دراستها بعد شهور
جهازي كمبيوتر ولاب توب تم توصيلهم للبيت بعد أسبوع ومعهم رقم تليفون خاص بالقصر للإتصال في حال وجود أي حاجات طارئة

• ثم ودعتهم إلى الباب حيث تنتظر أسر أخرى ستحظى بمقابلة هذه الإنسانة التي أقل ما يقال عنها أنها ملاك سوري أصيل .

جلست وفكرت كثيرا فيما سمعت من الفتاة التي أقسم بالله أنها ذكرت كل تفصيلة ذكرتها مع بعض الدموع من فرط تأثرها بمقابلة أسماء الأسد، وطرحت على نفسي الأسئلة التالية :

كيف يمكن أن يضع الإتحاد الأوروبي عقوبات على أسماء الأسد شخصيا لأنها تتسوق السلع الباهظة الثمن بينما شعبها يقتل ؟

كيف تكون هذه الملاك زوجة لرئيس يردد في كل الدنيا أنه يقتل شعبه ؟

هل يمكن أن يقتل بشار الأسد شعبه وزوجته تقابل عائلات القتلى وتبكي معهم وتلح عليهم لطلب أي طلب ودون أن يطلبوا مقابلتها ” عذرا لم يخطر ذلك ببالهم”

هل سيؤثر وضع عقوبات على أسماء الأسد ومنع بيع الكافيار والثياب الفاخرة والتحف عليها بشكل حقيقي ويجعلها تنشق عن النظام

والسؤال الأهم : ماذا فعلت مصر لشهداء ومصابي ثورتها التي ألهمت العالم كما يقولون ؟؟؟

عذرا أنا سأجيب على هذا السؤال : لم يصرف لهم أي تعويض ولا قرش واحد ، طلبوا مقابلة أي مسؤل ولم يلتفت لهم أحد ورئيس الوزراء الثوري ” عصام شرف ” إعتذر عن مقابلتهم لإنشغاله ، اللي راحت له عين أو إثنين وغيره من المصابين لم يتم علاجهم وراحوايدورا على أي مساعدة دون جدوى ، زلوا إعتصموا في ميدان التحرير 6 أيام إنتهت بفض الإعتصام بالقوة وسقوط 9 شهداء جدد

• هل النظام السوري والرئيس السوري وقرينته مجرمين صحيح كما يصورهم الإعلام ؟

• هل وصل السوريين والمصريين وباقي العرب إلى الدرجة التي يصدقون فيها كل مايقال لهم من خلال الإعلام الصهيوني والأمريكي والقطري والسعودي ؟ رغم أنهم يشكون أن كل ما يروه غير معقول ، صور وأصوات وأفلام مفبركة ومزورة من مذابح أخرى جرت في بلدان أخرى من عشر سنوات في العراق وغزة والبوسنة وبورما …. ولكنهم يصدقونها

أحببت أن أنقل لكم هذه القصة الحقيقية التي سمعتها من صاحبتها الحقيقية لعل الشك يزيد في قلبكم تجاه ما تشاهدونه من كذب وتلفيق ويجعلكم تبحثون عن الحقيقة التي ستظهر لكم بالتأكيد إذا فكرتم قليلا وبنظرة شك في صحة ما تشاهدونه.

بالنهاية أعتذر عن كل مرة ذكرت إسمك بدون لقب السيدة أسماء الأسد كما أعتذر عن العنوان وبالنيابة عن العالم كله أعتذر لك عن كل شيء.

مصري مقيم في سورية

(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock