الرأي : الاستخبارات الغربية تجند فرق الموت لاغتيال المواطنين في البلدان العربية واتهام الحكومات الوطنية بذلك
كشفت صحيفة (الراي) الكويتية في تقرير لها أمس وجها جديدا للعدوان الذي تتعرض له المنطقة العربية منذ أكثر من عام تمثل بتسلل فرق الموت الأجنبية المرتبطة بالاستخبارات الغربية إلى البلدان العربية وقيامها بإطلاق الرصاص لقتل المواطنين وإثارة الفتنة في المجتمع واتهام الحكومات بذلك في سياق مخطط غربي معد مسبقا لتغيير خارطة المنطقة الجيوسياسية بما يتوافق مع مصالح الغرب واسرائيل.
وفي مقال له بعنوان (فرق موت أجنبية مهمتها قتل متظاهرين عرب في الرأس) ربط الكاتب عماد المرزوقي بين ما جرى في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية واعتبر أنه من تخطيط جهة واحدة أعدت العدة له مسبقا وحضرت نفسها لتشويه الحقائق وزراعة الفوضى في المجتمعات العربية وإثارة الانقسام داخلها والتحريض على الأجهزة الحكومية فيها.
واستند الكاتب إلى التشابه المطلق بين طرق قتل المدنيين في جميع البلدان العربية فالجميع اصيب برصاصات في الرأس تدل على حرفية ودقة تصويب عالية تختار الشوارع دائما لتنفيذ اعمالها وتستخدم اسطح المباني البعيدة وسلاحها دائما بنادق قنص ليزرية حسب إفادات تقارير الطب الشرعي ودائما كان الضحايا مواطنين غير
محددي الهوية وبشكل عشوائي لتاتي المراحل اللاحقة وتكشف جزءا من الحقيقة عندما برأ القضاء في تونس ومصر قيادات الداخلية في من قتل المتظاهرين على عكس الاتهامات السابقة.
وتساءل الكاتب من هم القناصة الذين قتلوا “المتظاهرين”؟ معتبرا ان القصة باتت أشبه بفيلم هوليودي حيث يدعي ما يسمى شهود العيان انهم راوا الملثمين وهم يطلقون النار وهذا ما نشر على مواقع (اليوتيوب وفيسبوك) لكن التحقيقات لم تستطع الوصول اليهم وما من أحد تعرف على قناص واحد في جميع دول ما يسمى الربيع العربي وهكذا يخرج المجرم دون إدانة.
ويستند الكاتب في تحليله لهوية الجاني إلى تطابق التحقيقات في مصر وتونس وليبيا قبل وبعد الأحداث التي شهدتها هذه البلدان مشيرا إلى أن المعلومات الاستخبارية افادت قبل ساعات من سقوط القيادة التونسية السابقة بان عناصر غير معلومة الهوية دخلت تونس كما كشفت السلطات المصرية ان تحقيقاتها تؤكد تحركات غير عادية تزايدت خصوصا بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية قبل 40 يوما من اندلاع الحراك الشعبي المصري حيث تسللت عناصر أجنبية وبينهم قناصة محترفون داخل “المتظاهرين” يرجح أنهم القاتلون الحقيقيون لعديد من الضحايا.
و في ليبيا أعلن مسؤولون ليبيون كبار عن رصد عناصر أجنبية مطلع شباط 2011 دخلت إلى ليبيا، وكانت الإشارة إلى أجانب قدموا من البلدان المجاورة وتكرر المشهد في سورية ولكن هنا تم التثبت من ذلك إذ تم القبض على عدد من العناصر الأجنبية من جنسيات مختلفة داخل سورية كانت تمارس القتل بصورة احترافية.
وقال الكاتب إن تقارير وتحقيقات قضائية واستنتاجات خبراء وتصريحات شهود عيان سابقة على وسائل اعلامية مختلفة وبحوث وجهت أصابع الاتهام إلى اياد أجنبية ضغطت الزناد على رؤوس عربية شابة كما أشارت لذلك مؤسسة الأبحاث العالمية (غلوبل ريسيرش) التي تحدثت عن قناصة مجهولون كان لهم دور محوري في جميع أنحاء بلدان “الربيع العربي” مستغربة عدم إيلاء اهتمام كاف بغرض ودور القناصة المجهولين في أحداث العالم العربي حتى يتسنى للراي العام فهم دور فرق الموت التي تعمل لصالح الاستخبارات الغربية في سورية.
وبالعودة إلى تونس ففي 16 كانون الثاني 2011 ذكرت (سي ان ان) أن “عصابات مسلحة كانت تقاتل قوات الأمن التونسية، وأن العديد من جرائم القتل التي ارتكبت كان وراءها قناصة مجهولون وكانت هناك أيضا أشرطة الفيديو التي نشرت على الانترنت تظهر مواطنين سويديين اعتقلتهم قوات الأمن التونسية، كانوا مسلحين بشكل واضح مع رجال وبنادق قنص حسب الصور التي بثتها وسائل إعلام مختلفة كروسيا اليوم”.
ووفق (غلوبال ريسيرش) كتب كل من ميشيل شوسودوفسكي، وليام انغدهال وغيرهما “إن فترة الأحداث في ثورة يناير التونسية أظهرت بوضوح ان السفارات البريطانية والفرنسية والأميركية، مع وكلائهم، واتصالات، نظمت مباشرة مؤامرة بالتعاون مع قسم من جنرالات وضباط الجيش التونسي بهدف صريح هو إقالة زين العابدين بن علي”.
كما ناقش الصحافي الروسي نيكولاي ستاريكوف في كتاب اعده بهذا الخصوص دور قناصة مجهولين في زعزعة استقرار البلدان المستهدفة لتغيير نظامها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها مشيرا إلى أن “انتشار استخدام القناصة مرتبط بالاستخبارات الغربية التي كانت غافلة عما آلت اليه انتفاضة تونس”، مبينا أن “التقنيات نفسها استعملت في ليبيا بعد بضعة أسابيع”.
وبالعودة إلى سورية يتساءل الكاتب الروسي لماذا لا ينشغل العالم بالسؤال عمن قتل مئات الجنود وأفراد الأمن السوري ومن قام بتعذيبهم وتشويههم في وقت يعاني فيه الشعب السوري من فرق موت وقناصة منذ بداية الاحداث ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام واصلت حسب الكاتب الروسي نشر الكذب المثير للشفقة واتهام الدولة السورية.
وروى الكاتب الروسي أنه عندما زار سورية في نيسان من هذا العام قابل شخصيا التجار والمواطنين في مدينة حماه وقالوا انهم شاهدوا ارهابيين مسلحين يجوبون شوارع تلك المدينة التي كانت تنعم بالسلام وتابع “اذكر أنني تحدثت إلى بائع فاكهة في مدينة حماه تحدث عن الرعب الذي كان قد شهده ذلك اليوم وبينما يصف مشاهد العنف لي لفت نظري خبر عنونته صحيفة (واشنطن بوست) (وكالة المخابرات المركزية تدعم المعارضة السورية)”.
وربط كاتب المقال في الرأي كل هذه الجرائم الغامضة بنمو عمل شركات الخدمات الأمنية مثل (بلاك ووتر) التي تمتلك أكبر جيش غير نظامي في العالم قوامه 20 ألف من المرتزقة حتى أن الشركة تمتلك طائرات حربية خاصة بها مستندا بذلك إلى كتاب «بلاك ووتر» الأكثر مبيعا في العالم في 2008 للكاتب الأميركي جيرمي سكاهيل ويعتبر فيه أن أحداث الحادي عشر من أيلول قدمت فرصة لا يمكن تصورها للشركات الأمنية في ظل قانون جديد ساد الأوساط الأمنية يقول بان من يمتلك القوة في العالم هو الأقوى عسكريا وباتت سياسة البنتاغون الأمريكي الجديدة تعتمد اعتمادا كبيرا على القطاع الخاص والعمليات السرية والأسلحة المتطورة والتوسع في استخدام القوات الخاصة والمقاولين وعرف ذلك كله بـ “مذهب رامسفيلد” نسبة لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق.
الرأي الكويتية