لتخويف سورية وإيران أو خوفاً منهما .. المناورات الصهيوأمريكية ودلالات جولة بوتين .. بقلم كفاح نصر
من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني بمناورات، هي الأكبر، وستجري هذه المناورات في شهر تشرين الأول (ذكرى حرب… تشرين التحريرية)، وعنوان المناورات هو التصدي للصواريخ السورية الإيرانية، في حال قامت الدولتان بقصف منشآت نووية إيرانية وقامت كل من سورية وإيران بإمطار الكيان الصهيوني بالصواريخ، فإذا كان موعد المناورات في شهر تشرين الأول يعني أنه لا حرب قريبة ضد سورية كما يتوهم البعض، فما هي دلائل هذه المناورات وخصوصاً أنها تحاكي قصف منشآت نووية إيرانية ومن ثم التصدي للرد الإيراني السوري؟.
عن البرنامج النووي الإيراني..؟
يتفق الخبراء العسكريون أن إسرائيل حتى الآن غير قادرة على إلحاق الأذى بالبرنامج النووي الإيراني، وبالتالي لا يمكن الحديث عن قصف للمنشآت النووية الإيرانية بدون واشنطن، علماً أن إيران أصلاً اعتبرت أي عدوان صهيوني عليها هو عدوان أمريكي، وأي عدوان أمريكي هو عدوان صهيوني، وأما من جهة ثانية فإن واشنطن من المستحيل أن يقلقها البرنامج النووي الإيراني ولكن هدفها الطاقة في إيران، ولو أنها قادرة على ضرب إيران لفعلت ذلك منذ العام 2004 بعد احتلال العراق أو منذ العام 2009 حين كانت إيران تدعم المقاومة العراقية وتحرق الجنود الأمريكيين في العراق، بل لو أنها قادرة على احتلال أو ضرب إيران لما خرجت أصلاً من العراق بالشروط الإيرانية السورية، علماً أن واشنطن كان بإمكانها تفادي دفع إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% واليوم تطلب من طهران ما اقترحته طهران قبل سنوات ولم تقبله واشنطن، علماً أن إيران لو تخلت نهائياً عن الطاقة النووية فلن يتوقف العداء الأمريكي لطهران، هذا العداء القائم منذ الثورة الإيرانية وقبل أن يكون لدى طهران أي برنامج نووي، وأصبح السؤال: لماذا تقلق واشنطن من الصواريخ الإيرانية، فهل هي بصدد شن حرب على إيران وهذا مستبعد كون هذه الحرب ستوقف إمدادات الطاقة العالمية وتهدّد أمن إسرائيل، ومن هنا يمكن أن نسأل: هل واشنطن تسير في خط التصعيد وتقلق من فقدان زمام الأمور وانفجار الشرق الأوسط بما لا تتمنى؟!!.
للتذكير عن عدوان تموز
بعد شهر على بدء العدوان على لبنان في العام 2006 حيث كان الكيان الصهيوني قد دمر معظم الجنوب وأخلاه من السكان، حاولت قوات النخبة في الجيش الصهيوني الدخول براً ولكن في ليلة واحدة خسرت نحو خمسين دبابة معظمها من الدبابات المتطورة، وكان حزب الله بلا غطاء جوي نهائياً في تلك الأيام، ومن يوم مجزرة الميركافا أدرك العالم أن موازين القوى تغيّرت وسارع الكيان الصهيوني إلى السير في وقف إطلاق النار، وسارعت أوروبا إلى إرسال البوارج إلى المتوسط، وعلى لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن سفنها الحربية جاءت لحماية أمن إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت لا يخلو تصريح لمسؤول غربي فيه لا يؤكد على أمن إسرائيل أولاً، وذلك لعلم الغرب أن أمن إسرائيل أصبح مهدداً، وقد قام الكيان الصهيوني بعد عدوان تموز بأكبر خمس مناورات شملت الكيان بأكمله، وكل المناورات فشلت بنتائجها الأساسية، والمناورات الخمس كانت بعد فشل العدوان على لبنان وليس على إيران وسورية ولبنان دفعة واحدة، ثم كانت المناورات الصهيوأمريكية الأولى ونشر قوات أمريكية في الكيان الصهيوني، والآن المناورات الكبرى التي سيشارك فيها ثلاثة آلاف جندي أمريكي وعنوانها التصدي للصواريخ السورية الإيرانية.
بوتين أوباما
ما بين إرسال أوباما لقواته إلى الكيان الصهيوني للمناورات وذهاب بوتين إلى الكيان الصهيوني ودعوته إلى العودة لمفاوضات السلام هناك فرق كبير، ويذكر أن وضع روسيا اليوم يشبه وضع الاتحاد السوفييتي قبل حرب تشرين التحريرية، كما وضع واشنطن بعد خروجها من العراق يشبه وضعها بعد الخروج من فيتنام، حين بدأت حرب تشرين التحريرية، ولكن الفرق الوحيد أنه بعد حرب فيتنام سرقت الذهب الذي يمثل الدولار وتركت الدولار بلا حامل ذهبي، بينما بعد حرب العراق وصلت ديونها إلى 15 ألف مليار دولار ولا ذهب لتسرقه ودولارها مخزن في الصين.
وللتذكير فإن الرئيس بشار الأسد أكد أنه إذا لم تستعاد الأرض المحتلة بالسلام سيتمّ إعادتها بطرق أخرى، واليوم على الأرض رغم كل الأحداث في سورية يمكن القول إن الأمريكي فشل في لبنان وفشل في سورية، بينما السوري والإيراني انتصرا في لبنان وفي العراق وينتصران في سورية، وإيران هي من تستفز القوات الأمريكية في الخليج، وسورية هي التي أسقطت الطائرة التركية ومرّغت وجه أردوغان والناتو بالوحل، ومن جهة ثانية عنوان تصريحات المسؤولين الأمريكيين هو الحفاظ على أمن إسرائيل التي يمكن القول إن أمنها أصبح في خطر، والخطر الأكبر سيكون مع انتصار سورية وسقوط مشاريع الطاقة الأمريكية في الشرق الأوسط ووسط آسيا.
المناورات الصهيوأمريكية..!
حتى الأمس القريب كان في العالم فقط دولتان تشنّان الحروب هما الولايات المتحدة وإسرائيل، واليوم هما أكثر الدول عجزاً عن شن الحروب، بالأمس كانت واشنطن قطباً واحداً في العالم، فيما اليوم تغيّر الميزان وأصبح العالم متعدد الأقطاب، وبالأمس كانت إسرائيل الطرف الأقوى في المنطقة، فيما هي عاجزة اليوم حتى أمام لبنان وحيداً، ورغم ذلك يجري الكيان الصهيوني مع واشنطن المناورات، وبالتالي يمكن القول إن واشنطن لن تدعم مؤتمر موسكو للسلام، وقد يكون معنى هذا التصعيد إما على الساحة السورية أو الساحة اللبنانية، كما يمكن القول إن المناورات هي اعتراف أمريكي بأن واشنطن لا تملك قرار الأرض وتستعد لقرارات الآخرين، وإذا كان اللوبي الصهيوني الأمريكي دفع الكيان الصهيوني إلى عدوان تموز بما يتناقض مع المصالح الإسرائيلية، فإن اللوبي الصهيوني اليوم إذا لم يدفع الكيان الصهيوني إلى السير في طريق السلام فهو يدفعه إلى الانتحار النهائي.
نعم.. لقد تغيّر العالم في سورية، بل مصير العلاقات الدولية مرتبط بطرق حل الملف السوري، والصراع العربي الصهيوني جزء صغير جداً مما تستطيع روسيا القيام به فيما لو تحركت!!.
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)
جهينة نيوز – كفاح نصر