انتكاسة كبيرة في السوق العقارية السورية
تسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وأجور النقل بانتكاسة كبيرة في السوق العقارية السورية، وفي حركة البناء، ما انعكس على المواطن بالدرجة الأولى، خاصة الباحث عن شقة سكنية، وعلى المتعهدين والمقاولين والشركات المنفذة للمشاريع، لاسيما المشاريع السكنية التي تعثرت بشكل كامل.
ونقلت “سيريان تلغراف” عن المكتب الوطني للاستشارات الهندسية NOEC إن ارتفاع أسعار مواد البناء التي وصلت إلى مستويات قياسية جداً أدى إلى حالة من الشلل التام في هذا القطاع الحيوي الذي يحقق فائدة اقتصادية عمالية وتجارية واجتماعية، ويستحوذ على أكبر حصة في سوق العمل في سورية، لكنه الآن يئن تحت وطأة الواقع الاقتصادي وتحديات الحصار، فأسعار كافة مواد البناء في ارتفاع متصاعد، وقد نالت نصيبها من الارتفاع بعد غلاء المازوت بالفترة الأخيرة، وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن مستقبل هذا القطاع الذي تتهاوى مرتكزاته شيئاً فشيئاً بكل تفرعاتها، بما في ذلك حالة الركود والغلاء.
وأكد تجار بناء، أنه نتيجة لضعف حركة البيع والشراء، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن في ظروف الأزمة، إضافة إلى انخفاض الطلب بشكل كبير على مواد التشييد ومواد الإكساء الداخلي، فإن الكثير منهم بصدد تصفية محلاتهم والعزوف عن العمل في هذا المجال الذي لم يعد ذا جدوى، وحركة البيع ضعيفة جداً وقليلة.
بدورهم أصحاب المكاتب العقارية اشتكوا من حالة الركود الثقيلة العاصفة في السوق العقارية، وتوقعوا المزيد من التعقيدات والإشكالات التي قد تترافق مع غلاء مواد البناء وزيادة التكاليف، حيث لا مبيع ولا شراء، بل التوقف شبه التام لأعمال أنشطة البناء في معظم المحافظات والمناطق بسبب تفاقم أسعار مواد البناء، وارتفاع أجور العمالة والشحن والنقل.
سيريان تلغراف