ماذا ستقدم الدراما السورية في الموسم الرمضاني الجديد؟
يعود الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام حاملا معه باقة جديدة من الأعمال الدرامية العربية بشكل عام، والمسلسلات السورية التي حجزت مكانها الخاص على قائمة الأعمال الأكثر متابعة عربيا.
ويعرض مايقارب 13 عملا دراميا سوريا على المحطات العربية في رمضان هذا العام، أعمال كانت قد صورت لأجزاء سابقة ، وأخرى تم إنجازها حديثا ليتم عرضها في هذا الموسم.
وتثير الأعمال السورية الجدل بشكل عام من حيث المادة المقدمة وطريقة عرضها إضافة إلى خصوصية المحتوى وعن خصوصية هذا الموسم والمحتوى المطروح قدم الناقد والصحفي السوري عامر فؤاد عامر بعض المعطيات الخاصة بهذا الموسم الدرامي حيث قال “عامر” :”هناك اختلاف عن المواسم الأخيرة بالمقارنة مع الموسم الجديد بعد أن حملت تراجعاً وهبوطاً في كثير من إنتاجاتها وأعمالها. ونلاحظ أولاً تنوّع أعمال هذا الموسم فنجد الصّنف الاجتماعي، والكوميدي، والبيئة الشاميّة، والفانتازيا التاريخيّة، وهذا يدل على إشارة للتعافي في هذه الناحية”، وأضاف عامر أنه من الإيجابيات التي تساعد على انتشار الأعمال السورية بشكل أكبر وجود مساحة من العرض من خلال القنوات الفضائيّة أكثر من المواسم العشرة الأخيرة، وبذلك سيكون للمسلسل الدرامي السوري مساحة جيّدة من حيث وقت العرض وحقّه، والمدّة الإجماليّة، على امتداد فضائيّات البثّ العربيّة.
وبحسب عامر يسجل لهذا العام حضور أجزاء جديدة لمسلسلات،و الذي يمكن اعتباره دليل جيّد إلى حدٍّ ما، ونذكر هنا أعمال التي ستحمل أجزاء وهي بقعة ضوء 15، مقابلة مع السيد آدم2، حارة القبة 2، الكندوش2، بروكار2.
وتستمر الأعمال الدرامية السورية بطرح منعكسات الحرب التي أرخت بظلالها على المجتمع ويضيف الصحفي المختص في هذا الموضوع بأنه ستناقش عدة مسلسلات بعض من هذه الجوانب مثل: كسر عضم، مع وقف التنفيذ، الفرسان الثلاثة، حوازيق، بقعة ضوء15، وبأن هذا الشيئ يدل على قوّة وتأثير المرحلة السّابقة على ذهنيّة الكتّاب، ورغبتهم في تقديم محتوى قد يعتقد أنه قادر على جذب المتلقي.
وكما كل عام تحجز مسلسلات البيئة الشامية مكان خاص لدى المشاهد العربي، ويعرض أربعة أعمال وهم جوقة عزيزة، حارة القبة2، بروكار2، الكندوش2، وبحسب عامر يعود الاهتمام بانتاج هذه الأعمال لنسب المشاهدة العالية التي تحققها عربيا لا سيما بأنه لا توجد دراما عربية يمكن أن تحقق مثل هذا الصنف من الأعمال، وأوضح الناقد الصحفي بأنه قد تخفق هذه النّوعيّة من المسلسلات في توصيل صورة حقيقية عن الواقع الدمشقي والبيئة القديمة التي تتميز فيها،و أضاف عامر :” نرى أن قسم كبير من هذه الأعمال يغفل دور المرأة الريادي في الشّام، وينحو باتجاه الانغلاق، وسيطرة الذكر على الأنثى، والطاعة العمياء، على مبدأ “باب الحارة” وبالتالي تلعب المسلسلات دوراً في التّشويه على حساب الحقيقة التّاريخيّة. من جهة أخرى سيتمّ مقارنة الجزء الثّاني من كل عمل بجزئه الأوّل، لا سيّما “الكندوش”، وهذا حق مشروع للمشاهد والنّاقد”.
وعن الدعاية الكبير لمسلسل “جوقة عزيزي” قال عامر:” هناك دعاية كبيرة لهذا العمل سواء بعودة الفنّانة نسرين طافش للدّراما السّوريّة بعد غيابها عنها والتّوجه لمسلسلات الدّراما المصريّة، وكذلك حالة الاستعراض التي ترتبط بشخصيّة العمل “عزيزة” وهو تحدٍ كبير نتمنى لها النّجاح، لا سيما أن العمل يتطرق لفترة زمنيّة معروفة هي بداية القرن العشرين، مع قصة مفترضة في شارع كان يدعى “شارع المرقص”، وكثير من الأحداث الدّراميّة كقصّة الحبّ مع الضّابط الفرنسي، وصراع الفنّ ليشق طريقه في فترة لا تعترف كثيرة به، وغيرها المزيد”.
وتعود مسلسلات الكوميديا السورية في هذا الموسم بعد غياب وتجارب قليلة قد أخفقت في المواسم الماضيّة بحسب النقاد ، ويعول هذا العام على مسلسل”الفرسان الثّلاثة” وهو العمل الذي عاد به الفنان أيمن زيدان لصنفه المفضّل – الكوميديا – بعد غياب طويل، و يضيف الصحفي عامر أنّ هذا المسلسل يحمل تناظر بين جيل قديم وآخر جديد، وقصّة العمل تفرض هذا المستوى. حيث سنرى وجوه جديدة بمساحة جيّدة، كما أن الإخراج لشاب جديد في أوّل تجربة إخراجيّة له.
و بعد أن حجز مسلسل بقعة ضوء مساحة خاصة لسنوات طويلة و أضاف البسمة على جوه المتابعين يعود الجزء 15 ولكن يبدو أنّه يحمل جدّةً ما بحسب “عامر”، وذلك لوجود 6 مخرجين شباب جدد في عالم الإخراج الدّرامي التّلفزيوني، وأضاف الصحفي لا يمكن الحكم على النصوص حالياً إلا بعد المتابعة وكيفية تنفيذها، وهذا العمل على سيمشي على حدّ السّيف، فأجزائه الأولى لا تقارن بأجزائه الأخيرة، وتأجيل مشروع الجزء الجديد مدة عامين يجب أن يكون حافزاً لشركة الإنتاج كي تدرس عوامل نجاحه كي لا يخفق، وهذا هو المفروض بحسب “عامر”.
وتعود ثلة من الممثلين إلى عالم الكوميديا مع مسلسل “حوازيق” وهو من نوع الكوميديا الاجتماعيّة اللايت، وقال عامر:”قد يكون مسلي بميّزة الحلقات المتصلة المنفصلة، ووجود ضيف جديد في كل حلقة، وهذه المواصفات ستجعله سلس كمسلسل يتابعه المشاهد من دون عبء كبير في الشكل النهائي المُقنع للحلقة الواحدة”.
وبعد غياب الكاتب السوري هاني السعدي لمدة عشر سنوات عن الساحة يقدم هذا العام المسلسل التاريخي فرسان الظلام وعلق عامر على عودة هاني السعدي و الصنف التاريخي إلى قائمة الأعمال الدرامية الرمضاني:”كاتب العمل هاني السّعدي كان قد برع كثيراً في صنف الفنتازيا في تسعينات القرن الماضي، وقد غاب عن السّاحة لأكثر من عشر سنوات، فنرجو أن تكون عودة موفقة”.
أسماء كانت قد ساهمت في بناء الدراما السورية، غابت لفترة عن الشاشة الفضية، تشارك هذا العام في عدة أعمال تلفزيونية وبحسب “عامر” يعود هذا العام الفنان القدير دريد لحام من خلال مسلسل “على قيد الحبّ” والتي تعد عودة ملفتة بالتّزامن مع عودة الفنّان القدير أسامة الرّوماني في نفس المسلّسل، وكذلك في مسلسل “حوازيق”،وأكد الصحفي عامر فؤاد عامر، بأن الممثّل ذاكرة وقدوة، والجيل القديم يكرس بحضوره تاريخ الدّراما، فبمجرد ذكر هذين الاسمين تعود بنا الذّاكرة لمسرحيّة “غربة” التي اجتمعا فيها معاً وكانت آخر تعاون بينهما. هنا يبرز دور الوصل بين الأجيال، فمن ناحية أيّ ممثل شاب يقف أمام أسماء كبيرة من الرّعيل القديم سيكتسب خبرة وقوّة وذاكرة ومعرفة، ولن ننسى حضور الفنّانة القديرة سامية الجزائري هذا الموسم في “الكندوش2″، و”حوازيق”، والفنّان القدير حسام تحسين بك في “الكندوش2” ممثلاً وكاتباً للعمل، وفي مسلسل “جوقة عزيزة”.
وعن الإعلانات الترويجية لبعض الأعمال الاجتماعية لهذا العام، التي أثارات جدلا، حول التركيز على إظهار قصص نساء بصورة قد اعتبرها البعض مثيرة يقول عامر :”البرومو” والمقصود منه غاية تجاريّة أولاً وجذب للمتلقي ثانياً، ولكن لا أعتقد أن التّركيز على حضور الأنثى بطريقة مثيرة وأحياناً رخيصة قد يفيد هنا، فالاحتراف أن نقدّم تشويقاً يرتكز على عناصر أساسية في العمل نُقنع فيها صاحبي المحطات والقنوات التلفزيونيّة بمنتجنا، ونثير رغبة المشاهد للمتابعة، لكن لا أظن أن البرومويات تُشغل باحتراف عالٍ في مجمل أعمال الدراما السّوريّة للأسف، وربما يشير البرومو هنا لذائقة المنتج أكثر بكثير مما يريده المتلقي”.
تنافس درامي عربي، يفصل الجدل فيه بعد أيام، حيث يكشف الستار عن محتوى هذه الأعمال والمواضيع المطروحة، مما يبقي الأسئلة مفتوحة حول نجاح أو فشل الدراما في إشباع ذائقة المشاهد العربي المتعطش إلى مادة هادفة بعيدا عن الحشو.
سيريان تلغراف