تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، حول قابلية التوصل إلى حلول لكل قضايا الشرق الأوسط باستثناء سوريا.
وجاء في المقال: تحلم روسيا بنظام هلسنكي الأمني للشرق الأوسط، آملة في أن يسير الحوار في هذه المنطقة بشكل بناء أكثر من أوروبا.
صرح بذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أمام مؤتمر الشرق الأوسط العاشر بنادي “فالداي” الدولي للحوار، الذي عقد بالشراكة مع معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية. لأول مرة منذ فترة طويلة، حاول الوزير علنا صياغة الاتجاهات الرئيسية لسياسة روسيا في الشرق الأوسط، مشيرا بوضوح إلى أنه يرى الصيغ متعددة الأطراف طريقة بناءة أكثر لحل المشكلات الدولية.
يذكّر خطاب سيرغي لافروف بكلمات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن، الذي قال إنه يحلم بجمع المشاركين من “صيغة أستانا” (روسيا وتركيا وإيران) وما يسمى بالمجموعة المصغرة (بريطانيا وألمانيا ومصر والأردن والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا) وراء طاولة واحدة. قد تبدو فكرة رائعة، تتطابق تماما مع التطلعات الروسية لتوحيد الجميع وكل شيء. لكن، لا. فقبل أسبوعين، قال لافروف إنه لا يفهم على أي أساس كان السيد بيدرسن مستعدا لاختبار هذا الشكل، فمصالح ” ترويكا أستانا” و “المجموعة المصغرة” مختلفة للغاية.
سوريا هي حجر العثرة الرئيسة بين روسيا والغرب في الشرق الأوسط. فلا يعجب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعم موسكو للرئيس بشار الأسد؛ بينما لدى الجانب الروسي ملاحظاته الخاصة أيضا.
خارج القضية السورية في الشرق الأوسط، تبدو هناك إمكانية للتوصل إلى توافق بين روسيا والغرب. وهكذا، فالوزير سيرغي لافروف توقف عند الإشارات الواعدة من واشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكذلك استئناف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية واستئناف عمل رباعية الشرق الأوسط للوساطة. موسكو، راضية أيضا عن الطريقة التي يسير بها التعاون الدولي بشأن اليمن.
وهذا يعني أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن جميع القضايا التي لا تعمل فيها روسيا كطرف في النزاع ولا تتعارض مصالحها بشكل مباشر مع الغرب.
سيريان تلغراف