اكتشاف هام “يجعل” سرطانات الدماغ لدى الأطفال تستجيب بشكل أفضل للعلاج!
يعد سرطان الدماغ عند الأطفال تشخيصا مدمرا للغاية، ولكن باحثي جامعة “ماكماستر” الكندية قالوا إنهم وجدوا طريقة لجعل أنواع سرطان دماغ الأطفال الأكثر خطورة تستجيب بشكل أفضل للعلاجات.
ويعتبر الورم الأرومي النخاعي (MB) أكثر أورام الدماغ الخبيثة شيوعا في مرحلة الطفولة، وصُنّف مؤخرا إلى أربعة أنواع فرعية جزيئية: أورام المجموعة 1، ولها نتائج ممتازة ونادرا ما تنتشر أو تكون مميتة. ولكن المجموعات 2 و3 و4 ما تزال عدوانية، ولها انتشار نقيلي وقاتل لدى 20-30٪ من المرضى، على الرغم من العلاج الكامل.
وتسمى المجموعة 1 من MB أيضا بالنوع الفرعي Wnt، لأنها تتميز بالتنشيط الواضح لمسار إشارات Wnt، الهام في الأنسجة والأعضاء المتعددة أثناء التطور الطبيعي.
وحددت الأبحاث، التي أجريت في مختبر الدكتورة شيلا سينغ، ونشرت في مجلة Nature Communications، مركبا جزيئيا صغيرا يمكنه تنشيط مسار Wnt في الأنواع الفرعية غير Wnt من الورم الأرومي النخاعي، ما يجعل هذه الأشكال العدوانية من السرطان أكثر استجابة للعلاجات.
ووجد الفريق أيضا أن مسار Wnt، والذي كان يُعتبر تاريخيا معززا للسرطان، يعمل كمثبط للسرطان في سياقات معينة.
وأجرى برانافان مانورانجان، البحث كجزء من رسالة الدكتوراه، وحقق في عدة طرق مختلفة لمعرفة ما إذا كان تنشيط Wnt في المجموعة 3 أو 4 MB، يجعل الورم أقل عدوانية، ويقلل من جزء الخلايا الجذعية السرطانية وقدرة التجديد الذاتي، ويقلل من قدرة الورم على النمو والانتشار.
ومن خلال إجراء التسلسل الجيني للخلايا الجذعية لورم الدماغ الفردي، وجد أن جزءا نادرا من الخلايا في سرطانات المجموعة 2 و3 و4 نشّط Wnt، وعند فرز هذه الخلايا، فإنها تولد أوراما أصغر حجما وأكثر اعتدالا، بينما تولد الخلايا الخاملة من Wnt الأورام المنتشرة العدوانية.
واختبر الفريق بعد ذلك جزيئا صغيرا حول مسار Wnt لدى الفئران المصابة بأورام النوع الفرعي من الورم الأرومي النخاعي غير Wnt، ما أدى إلى انخفاض نمو الورم وتحسين البقاء على قيد الحياة.
وقال مانورانجان، وهو الآن طبيب مقيم في جراحة الأعصاب بجامعة كالغاري: “يُظهر عملنا أن مسار Wnt قد يعمل كمثبط للورم في سياقات معينة. ووجدنا أيضا أن جميع الأنواع الفرعية المختلفة لديها جزء صغير من خلايا Wnt النشطة، وهذا أمر واعد”.
وأضافت سينغ، كبيرة معدي الدراسة، أنه عُثر على عقار قيد الاستخدام حاليا لحالات أخرى، لتنشيط إشارات Wnt بشكل انتقائي على وجه التحديد. وقالت: “في النهاية، يمكن أن يقدم تنشيط Wnt استراتيجية علاجية مبتكرة مستهدفة للورم الأرومي النخاعي المقاوم للعلاج”.
ومُوّل البحث من قبل العديد من الوكالات، لا سيما المعاهد الكندية للأبحاث الصحية، وجمعية أبحاث السرطان، ومؤسسة أورام الدماغ الكندية.
سيريان تلغراف