كل ما نعرفه حتى الآن عن الإصابة بـ”كوفيد-19″ مجددا بعد التعافي
أصيب ثلاثة أشخاص على الأقل هذا الأسبوع، بـ”كوفيد-19″ للمرة الثانية، ما أثار تساؤلات حول ما نعرفه حقا عن المناعة ضد الفيروس القاتل.
وفي حين تم الإبلاغ عن حالات تجدد العدوى في الماضي، بما في ذلك بعض الحالات في كوريا الجنوبية في مايو، إلا أن الحالات الجديدة بدت أكثر إثارة بالنسبة للعلماء، كونها أكثر مصداقية من الحالات السابقة.
وتم تأكيد الحالات الجديدة من خلال اختبارات جينية صارمة كشفت أيضا عن سلالة مختلفة قليلا من الفيروس، والتي وصفها أحد العلماء بأنها “ليست أخبارا جيدة”.
أين توجد الحالات المؤكدة للإصابة مرة ثانية بـ”كوفيد-19″؟
كشفت وسائل الإعلام أنه في هولندا، أصيب شخص مسن يعاني من ضعف في جهاز المناعة بفيروس كورونا للمرة الثانية، حسبما أكد مسؤولو الصحة يوم الثلاثاء 25 أغسطس.
وذكرت وسائل الإعلام أيضا أن مريضا أوروبيا ثانيا، من بلجيكا، أصيب مرة أخرى في منتصف يونيو بـ”كوفيد-19″، بعد إصابته به لأول مرة في مارس الماضي.
ولا يُعرف سوى القليل عن أسماء المرضى أو أعمارهم أو حالاتهم حتى الآن.
وتأتي الحالات الأوروبية بعد أن كشف باحثون يوم الاثنين 24 أغسطس، أن رجلا من هونغ كونغ يبلغ من العمر 33 عاما، كان أول مريض يقع تأكيد إصابته بفيروس كورونا للمرة الثانية، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وقال الباحثون من جامعة هونغ كونغ إن المريض الشاب، الذي يبدو أنه يتمتع بصحة جيدة، أصيب أولا بحالة خفيفة من الفيروس في مارس، ثم ثبتت إصابته مرة أخرى في أحد المطارات هذا الشهر بعد عودته من رحلة إلى إسبانيا.
هل العدوى الثانية من “كوفيد-19” خطيرة، وهل يمكن تطوير مناعة ضدها؟
في حالة الرجل من هونغ كونغ، قال الباحثون إنه على الرغم من أن العدوى السابقة لم تمنعه من الإصابة بـ”كوفيد-19″ مرة أخرى، فمن المحتمل أن يكون نظامه المناعي أبقى الفيروس تحت السيطرة في المرة الثانية.
وقالت أكيكو إيواساكي، اختصاصية المناعة في جامعة ييل، لصحيفة “نيويورك تايمز”: “كانت العدوى الثانية دون أعراض تماما، حيث أن استجابة المريض المناعية حالت دون تفاقم المرض.
وأضافت: “العدوى الطبيعية خلقت مناعة تصدت للمرض ولكن ليس للعدوى مرة أخرى”.
كما أفاد الأطباء بأن المريض البلجيكي عانى من أعراض خفيفة فقط بعد إصابته بالفيروس مرة أخرى.
ومع ذلك، في حين قال بعض العلماء إن عودة العدوى كانت “متوقعة”، إلا أن الحالات الجديدة تثير مخاوف المجتمع العلمي بشأن المناعة ضد المرض.
وقال عالم الفيروسات البلجيكي مارك فان رانست: “أعتقد أنه في الأيام المقبلة سنرى قصصا أخرى مماثلة. وقد تكون هذه استثناءات، لكنها موجودة. إنها ليست أخبارا جيدة”.
ولا يوجد دليل حاليا على أن الأشخاص الذين تعافوا من “كوفيد-19” ولديهم أجسام مضادة محميون من العدوى الثانية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ما هي مدة بقاء الأجسام المضادة؟
ما يزال “كوفيد-19″جديدا على العلماء لمعرفة الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال. ولكن الرجل القادم من هونغ كونغ أصيب مرة ثانية بالمرض بعد أربعة أشهر تقريبا من إصابته بالفيروس لأول مرة. وأصيب المريض من بلجيكا به مرة ثانية بعد ثلاثة أشهر من إصابته لأول مرة.
ووفقا لفان رانست، يمكن أن يعاني المزيد من الأشخاص من الإصابة مرة أخرى بـ”كوفيد-19” بعد ستة أو سبعة أشهر.
وبالمقارنة، يمكن إعادة إصابة الشخص بالزكام في أقل من عام ، لكن الخبراء كانوا يأملون أن يتصرف الفيروس التاجي الجديد مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، التي تنتج أجساما مضادة تدوم لبضع سنوات.
ماذا يعني هذا بالنسبة للقاح “كوفيد-19″؟
لا يعرف العلماء بعد. ولكن إذا تحور فيروس كورونا بشكل أسرع مما كان متوقعا، فقد يحتاج الناس إلى الحصول على لقاحات أكثر في كثير من الأحيان، على غرار الطريقة التي يتم بها توزيع لقاحات الإنفلونزا، كما اقترح الكاتب العلمي في صحيفة “نيويورك تايمز”، دونالد ماكنيل.
سيريان تلغراف