اكتشاف “ندوب مناعية” قد يساعد على إنقاذ حياة مرضى “كوفيد-19”
صرح عدد من الباحثين في دراسة جديدة أن الفهم الأفضل لخط الدفاع الأمامي لجهاز المناعة قد يساعد في تحسين آفاق مرضى فيروس كورونا.
وقال الباحثون إن المرضى الذين يتعافون من الالتهابات الرئوية الحادة يصابون بـ “ندوب مناعية” تخنق الاستجابة المناعية لأجسامهم وتزيد من خطر ذات الرئة وهو قاتل شائع للمصابين بـ”كوفيد-19″.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على كل من البشر والفئران أن الاستجابة المناعية للجسم تتوقف مؤقتا بعد بعض الإصابات الشديدة.
ووجد فريق الباحثين من معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة بجامعة ملبورن والمستشفى الجامعي في نانت، أن البلاعم، التي تشكل خط الدفاع الأول للجهاز المناعي، وهي نوع من الخلايا التي تقتل الكائنات الحية الضارة في الجسم، “شُلت” مؤقتا بعد الإصابة الشديدة، ما يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بأمراض بكتيرية أو فيروسية جديدة.
وحلل الفريق عينات الدم من المرضى الذين يعانون من التهابات شديدة، ووجدوا أن البلاعم وقع تعطيلها، وهذا ترك المرضى في خطر أكبر للإصابة بالعدوى الثانوية القاتلة مثل الالتهاب الرئوي أثناء وجودهم في المستشفى.
وفي دراسة نُشرت في مجلة Nature Nature Immunology العلمية، قال الباحثون إنهم وجدوا هذه “الندوب المناعية” في الفئران والبشر على حد سواء، وفقا لتقرير صادر عن وكالة “فرانس برس”.
وقالوا أيضا إنهم حددوا “الزناد” أو “التبديل” لإعادة إحياء البلاعم، وهو مستقبل يعرف باسم SIRP-alpha، مشيرين إلى أن هذا المستقبل يمكن أن يعيد البلاعم إلى “طاقتها الكاملة”.
ووفقا للتقرير، يمكن أن تكون للبحث آثار على علاج حالات “كوفيد-19” في المستقبل، حيث تحدث العديد من وفيات “كوفيد-19” نتيجة لما يعرف بـ”عاصفة السيتوكين”، وهي عملية يبالغ فيها الجهاز المناعي في استجابته ما يسبب التهابا حادا ومميتا في كثير من الأحيان.
ويشار إلى أن “عواصف السيتوكين” كانت عاملا في بعض حالات الوفاة بسبب متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (السارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والإنفلونزا.
وقال أنطوان روكلي، من مستشفى جامعة نانت، لوكالة “فرانس برس” إن الفهم الأفضل للبلاعم والمفاتيح المناعية الأخرى التي تغلق الاستجابة المناعية للجسم مؤقتا “قد تمنع العاصفة من الحدوث وتحسن بقاء هؤلاء المرضى”.
وقال الفريق أيضا إن النتائج قد تكون لها آثار على علاج عدوى المستشفيات، خاصة مع تزايد المقاومة للمضادات الحيوية.
وأضاف خوسيه فيلادانغوس من معهد بيتر دوهرتي: “نعتقد أن النهج البديل هو إعادة شحن جهاز المناعة لإخراجه من حالته المشلولة، أو لمنع الشلل في المقام الأول، حتى يتمكن المرضى من حماية أنفسهم من العدوى الثانوية دون اللجوء إلى المضادات الحيوية”.
سيريان تلغراف