كورونا.. ما الاستراتيجية التي فضلتها دمشق عن “مناعة القطيع”؟
يعتقد خبراء الصحة أن أصعب التحديات المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد، ليست قدرته العالية على الانتقال، وإنما إمكانية نقله عبر مصابين لا تظهر عليهم أي أعراض، وهو ما يؤكد أهمية التباعد الاجتماعي في مكافحة العدوى.
من هنا نرى أن سورية اختارت التعامل الأخلاقي مع الوباء بدلًا من سياسة “مناعة القطيع”، حيث توسعت في إجراء الفحوصات حتى تستطيع اكتشاف جميع الإصابات وعزلها وعلاجها.
حيث أن هذا النهج لا يترك أي مجال للتحرك وفق الاتجاه الثاني، الذي يسفر دون شك عن وفاة المئات، وفق ما حدث في الدول التي قررت انتهاج سياسة “مناعة القطيع” وندمت وتراجعت عن ذلك لاحقاً، بحسب الخبراء.
ونعتقد أن التباعد الاجتماعي الذي سعت سورية إلى تحقيقه مبكراً إلى جانب برامج التعقيم، ومددته دمشق لتقيد الحركة، ساهم إلى حد كبير في تسهيل عمليات التطهير والكشف عن المصابين، وسوف تظهر نتائجه الإيجابية بشكل أفضل حين تنتهي فترة الذروة.
تسمح استراتيجية “مناعة القطيع” بانتشار الفيروس ليصيب نسبة كبيرة من السكان وبعد أن يتعافى معظمهم تكون هناك مناعة تكونت لدى عدد كبير من السكان، وتقل بعدها فرص انتشار الفيروس وينحسر تدريجيا وتنتهي الأزمة، ويركز هذا النهج على حماية الموارد الاقتصادية.
وحذر الدكتور لوتي ويليام، الباحث المتخصص في الجينات الجزيئية باستراليا، من أن جائحة كورونا الحالية ربما لن تكون الأخيرة التي تهاجم بشراسة، متوقعاً موجات أخرى من تلك الهجمات التي يجب أن يستعد العالم بالبحث والدراسة والتخطيط لها.
سيريان تلغراف