تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني كروتيكوف، في “فزغلياد”، حول التنسيق للحيلولة دون وقوع صدامات بين القوات السورية والتركية أثناء تأمين الأخيرة الطريق السريع M4.
وجاء في المقال: كانت غامضة للغاية وعاجلة الزيارة غير المتوقعة التي قام بها وزير الدفاع الروسي إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري.
استغرقت الزيارة بضع ساعات فقط، وهذا يعني أن المسائل المطروحة تمت مناقشتها والاتفاق عليها مسبقا. ما لفت الانتباه بشكل خاص وجود رئيس المخابرات العسكرية، الأميرال إيغور كوستيوكوف، الذي رافق الوزير في زيارته إلى سوريا.
تمكنت موسكو .. من انتزاع وعد من أنقرة بتطهير المنطقة على طول الطريق السريع M4 وشمالها، كما هو وارد في اتفاقيات الهدنة مع موسكو. بالنسبة للأتراك، هذا تحد خطير.
وبحسب مصدر “فزغلياد”، فقد نقلت المخابرات العسكرية الروسية التابعة لوزارة الدفاع الروسية جميع المعلومات إلى الجانب السوري، عن منظمة حراس الدين المتشددة المتهمة بتنفيذ كمائن ضد القوافل والدوريات التركية.
كان الهدف من زيارة شويغو لبشار الأسد تنسيق عمل الأتراك أثناء عملية تطهير الطريق السريع M4 و”الممر الأمني” بعمق ستة كيلومترات إلى الشمال. فمن الضروري تجنب حدوث صدام مباشر جديد بين القوات التركية والسورية، الأمر الذي يمكن أن يحدث نظريا إذا قرر الأتراك بجدية فعلاً تطهير المنطقة من الجهاديين في أقرب وقت.
وأما في روسيا، فما زالوا يؤمنون بقوة الاتفاقات الدولية، وبضرورة احترام اتفاقيات موسكو، بما في ذلك من الجانب التركي بالكامل.
وهناك جانب آخر غير متوقع لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا، هو التسوية ما بعد الحرب.
ومع أن هذه ليست وظيفة الإدارة العسكرية، إنما ينبغي إدراك أن الجيش في سوريا هو، في الواقع، الآلية الوحيدة الفاعلة في الدولة السورية.
بالطبع، لن يكون ممكنا التوفيق بين الأسد وأردوغان من مرة واحدة. وفي الوقت نفسه، لا بد من أن يتواصل أحد ما مع أردوغان، الذي يستعرض رفضه حتى النطق علانية باسم الزعيم السوري ولقبه، ويميل إلى إظهار الكراهية للسوريين.
لكن ما زال من السابق لأوانه وضع مهمة طموحة مثل “مصالحة الجميع”. يكفي على الأقل التأكد من عدم حدوث شيء خطير خلال تأمين الأتراك الطريق السريع M4..
سيريان تلغراف