ميناء مالبيكا يتحول إلى منتزه قائم بحد ذاته
في عالمٍ فيه معماريون أمثال شركة CREUSeCARRASCO لا يبقى الميناء مجرد مكانٍ لإرساء السفن أو شحن و تفريغ البضائع، بل يتحول -كحال ميناء مالبيكا في إسبانيا- إلى منطقةٍ غنيةٍ بالمساحات العامة.
حيث رأى المعماريون أن الميناء هو مكانٌ للعلاقات المتبادلة… هو ملاذٌ وملجأ… هو موقعٌ فريدٌ له حضوره الهام في المدينة بفضل أدراجه وممراته المنزلقة وشرفاته اللطيفة.
لذا قرروا استغلال شكل ميناء مالبيكا المشابه لحدوة الحصان وتحويله لما يشبه منتزه قائم بحد ذاته، يمكن الوصول إليه من مستوى متوسط يسير بمحاذاة الجرف، وينتهي عند البروز الصخري.
وتتميز هذه الطبقة الوسطى المموهة بإطلالتها المميزة على نشاطات الميناء دون التدخل فعلياً به؛ حيث تم وضع منصة الرصيف على نفس مستوى السد، وهذا ما ساهم في تطوير التكامل البصري والفراغي للجانب الشرقي، في الوقت الذي دُفنت فيه قناة تصريف المياه الفائضة في مستوىً منخفض، بعد أن كانت مرئيةً تماماً على طول الواجهة المائية، بينما تم استخدام الحجر لقاعدة الجدار للإشارة رمزياً للجرف الصخري وصورته المميزة.
يؤكد المشروع على إمكانية تطوير مواقع مختلفة في قرى الصيد، لكن يكمن السر في طريقة معالجة العناصر المتكررة؛ كالنماذج الصخرية التي غالباً ما يتم إخفاؤها وإهمالها والتي لطالما تمتعت بحضورٍ غير جذاب على الإطلاق، فهنا نجدها تولد نوعاً جمالياً تكعيبياً مختلفاً تماماً، يشكّل في الوقت نفسه انعكاساً للعالمية المباشرة ذات الشعبية القوية.
والجدير بالذكر هنا هي التوسعة التي حظي بها الموقع، إذ تم هدم بعض المباني الواقعة على المنحدر الجنوبي للميناء؛ وكان بينها مخزن وورشة عمل ومبنى للصليب الأحمر، وقد تم ذلك الإجراء بهدف إطلاق وتوسيع مساحةٍ أكبر بشكلٍ منحنٍ، واقتراح منتزهٍ جديد يشكّل استمراريةً لهذه النقطة.
أما على طول الطريق المؤدي للميناء فقد تمت زراعة الحدائق وإصلاح الجروف، بينما تم تغيير موقع ورشة العمل -التي كان من المفترض إزاحتها لأسفل المنتزه- لتتحول أخيراً إلى وحدةٍ داخل الجناح الموجود أصلاً في الموقع.
كما تضمنت عملية تجديد الميناء إجمالاً إنشاء جدران وأرصفة حجرية، إلى جانب منصات منحدرة وأخرى عمودية وأفقية ومسطحة وأخرى ناعمة يمكنها تحمّل ضغط القوارب لدى الاصطدام بها.
أخيراً لخلق مثل هذه المساحة الجديدة تم استخدام عناصر معاصرة وطرائق بناء حديثة، كاستخدام الاسمنت المسلح المصبوب مسبقاً، إلى جانب مواد بناء أخرى كالاسمنت المسلح المصقول وحجارة الرصف الغرانيتية والستينليس ستيل والخشب.