المعلومات “الزائدة” تؤدي إلى الإدمان حتى إن لم تكن قيّمة!
اكتشفت دراسة جديدة أن أدمغتنا تتغذى على المعلومات بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع الوجبات الخفيفة والمال والمخدرات.
ووجدت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في كلية هاس للأعمال بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن المعلومات تعمل على نظام المكافآت المنتجة للدوبامين في الدماغ بنفس طريقة المال أو الطعام.
والدوبامين هو مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات، وتؤدي دورا رئيسيا في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان.
وهذا يعني أننا نميل إلى البحث عن المعلومات، سواء كانت مفيدة أم لا، تماما مثلما نتناول بعض الوجبات الخفيفة عندما لا نكون جائعين، أو عندما نفحص هواتفنا عندما لا نتوقع أي رسائل.
ويقول الباحثون من جامعة كاليفورنيا، إن الدراسة الجديدة يمكن أن تقدم رؤى مهمة حول كيفية عمل الإدمان الرقمي في الدماغ.
ويوضح مينغ هسو، عالم الاقتصاد العصبي في كلية هاس للأعمال في جامعة كاليفورنيا، ببيركلي: “بالنسبة إلى الدماغ، فإن المعلومات هي عبارة عن مكافأة خاصة به، لا سيما إذا كانت مفيدة”.
وأجرى هسو وزملاؤه تحليلا لفحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي، لدراسة الدماغ في 37 متطوعا أثناء مشاركتهم في لعبة المقامرة، حيث كان على اللاعبين أن يقرروا المبلغ الذي يجب دفعه لاكتشاف الاحتمالات في سلسلة من اليانصيب، قبل اختيار المشاركة في اليانصيب أم لا.
وجعلت لعبة المقامرة ذات المخاطر العالية الناس أكثر فضولا بشأن ما يمكنهم اكتشافه وأكثر استعدادا للدفع للحصول على الاحتمالات حتى لو تبين أن هذه المعلومات الإضافية ليس لها تأثير على قرارهم بلعب يانصيب معين أم لا.
وصرح هسو: “حاولت دراستنا الإجابة عن سؤالين، أولا: هل يمكننا التوفيق بين الآراء الاقتصادية والنفسية للفضول؟ أو لماذا يبحث الناس عن المعلومات؟ ثانيا: كيف يبدو الفضول داخل المخ؟”.
وتقول النظرة الاقتصادية للفضول إنه أداة نستخدمها للحصول على معلومات مفيدة، بينما تقول وجهة النظر النفسية إن الفضول فطري. واعتمد الباحثون هذين النظريتين في دراستهم جنبا إلى جنب مع تقنية التعلم الآلي.
وأظهر تحليل البيانات أن “الرمز العصبي” نفسه الذي يستخدم لتقييم المكافآت النقدية، استخدم لتقييم المعلومات وما لها من فوائد ملموسة.
ووجدت الدراسة أن الحصول على معلومات حول احتمالات اليانصيب، أظهرت زيادة في تنشيط أجزاء من المخ المعروفة بمشاركتها في التقييم، وهي الجسم المخطط (المعروف أيضا باسم النواة المخططية)، وقشرة الفص الجبهي البطني (VMPFC).
ومع وجود الكثير من المعلومات في متناول أيدينا والمزيد من التدفق المعلوماتي كل يوم، يمكن أن يساعدنا فهم الطريقة التي نستجيب بها لهذه الموارد في التعرف بشكل أفضل على كيفية تأثير ذلك على علاقتنا بتكنولوجيا المعلومات بشكل عام، مثل سبب الاستماع إلى أصوات الهاتف وتنبيهات البريد الإلكتروني بشكل لا يقاوم.
ويقول هسو: “تمكنا لأول مرة من إثبات وجود رمز عصبي مشترك بين المعلومات والمال، ما يفتح الباب أمام عدد من الأسئلة المثيرة حول كيفية استهلاك الناس للمعلومات، أو الإفراط في استهلاكها في بعض الأحيان”.
سيريان تلغراف