أكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد في مقال نشرته صحيفة “الوطن” السورية تحت عنوان “الهروب”، أن القوات الأمريكية هربت من سوريا ولم تنسحب.
وقالت بثينة شعبان في المقال الذي نشر يوم الاثنين: “منذ أيام وحين أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز سحب القوات الأمريكية من سوريا لم تغادرني صورة الجنود الإسرائيليين وهم يهربون من الجنوب اللبناني ويتركون عملاءهم وراءهم.. والمهم في المشهد بالنسبة لي أيضا هو صورة العملاء الذين يغادرهم أسيادهم ويُتركون قرنا بعد قرن وعقدا بعد عقد ولم يتعلموا إلى حد اليوم أن الولاء والانتماء يجب أن يكون أولا وأخيرا للأرض والتاريخ وليس للسيد الذي يأتي بأسلحته أو بأمواله أو بنظرته العنصرية أو بكل هؤلاء جميعا ليقنع بعض ضعاف النفوس من أصحاب الأرض أنه حامي الحمى وأنه هو الذي يضمن لهم حقوقهم وحريتهم وكرامتهم”.
وأضافت في المقال “سواء انسحب الأمريكان اليوم أم غدا، وبغض النظر عن تاريخ وطريقة وضمانات انسحابهم، فهم دون شك سيهربون من سوريا وستعود هذه الأرض لأصحابها وأهلها”.
وتابعت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري قائلة: “كما حدث عام 2000.. بدأت التكهنات تصدر حول هذا الانسحاب والأسئلة تتوالى حول الصفقة التي يمكن أن تكون قد عقدت قبل انسحابهم أو حول موجبات الانسحاب أو حول العوامل التي قادت إليه والتعقيدات التي يمكن أن تعقبه”.
وأفادت شعبان بأن الأحداث التاريخية تظهر أن تحركات الأعداء والخصوم على مدى العقود الماضية كانت كارثية في مناطق مختلفة من العالم، وانساقوا مُضلّلين لخوض معارك واقتحام بلدان دفعوا ثمنها وانتهت بانكسارات متزايدة لهم، على حين حصل المحور المقاوم على زيادة في القوة والمناعة وأفق أرحب للعب دور أكبر في تشكيل خريطة المستقبل.
كما قالت أيضا “إنه من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ قراره منذ أشهر خلت، ولا في جدل توقيته وكم سيستغرق تنفيذه من الأيام وما الذي سوف يليه لأن لكل هذه الأسئلة أجوبة تعتمد على واقع سياسي وعسكري واقتصادي معقد لأطراف عديدة، كما تعتمد على استراتيجيات لها علاقة باحتضار عالم قديم وولادة عالم جديد”.
وبينت في السياق أن البعض ما زال لا يجرؤ أن يقلب المعادلة أو أن يقول بالقلم العريض: “هربوا لأننا صمدنا، وانهزموا لأننا ضحينا”.
سيريان تلغراف