تشيبرفيلد يكشف عن تصميم أحدث متاحفه
تم اختيار شركة ديفيد تشيبرفيلد المعمارية الشهيرة لتصميم متحف الفنون الجميلة الجديد في مدينة ريم الفرنسية. حيث سيجمع تصميم تشيبرفيلد المميز مجموعة واسعة من اللوحات والمنحوتات والأجسام تتراوح بين أعمال تعود للقرن الخامس عشر وحتى القرن الواحد والعشرين.
إنه خبيرٌ في مجال تصميم المتاحف وصالات العرض؛ ومن سواه أجدر بتصميم مثل هذا المشروع. فبعد أن أنهى تشيبرفيلد مجموعةً من المشاريع المعمارية البارزة في مختلف أرجاء العالم، بما في ذلك متحف فولكفانغ في إسّن والمتحف الجديد في برلين، آن الأوان للعاصمة الرومانسية أن تحظى بدورها من أعجوبات هذا الساحر المعماري.
وفي التفاصيل؛ من المقدّر لهذا التصميم أن يتربع على قطعة أرضٍ معشبة ضيقةٍ في المنطقة التي تفصل بين قسمي المدينة القديم والحديث، كما سيُجاور قطعة الأرض هذه موقع تنقيبٍ عن الآثار اكتشف فيه العلماء عدداً من التحف العائدة للقرون الوسطى.
أما داخل المتحف، فهناك سيتمكن الزوار من إيجاد عدد من مساحات العرض التي ستتزين بمجموعات عرض تم ترتيبها زمنياً. ويكمّل مساحات العرض المرنة هذه مقهى ومدرج إلى جانب عددٍ من غرف التعليم الفني وصالات عرض أخرى أصغر حجماً، تم تخصيصها لاحتضان أعمال فنانين مختلفين وجامعين للقطع الفنية. علاوةً على ذلك سيحظى المتحف بحديقةٍ نحتية ومكتبة.
الجدير بالذكر هنا هو اقتراح التصميم إيجاد روابط بين زوار المتحف والقطع الفنية المعروضة، وذلك عبر تقديم لمحات عن ورشات أعمال الاستعادة غير المفتوحة عادةً لعامة الناس وعبر مد جسورٍ خشبية عبر الردهة فوق آثار التنقيب المعروضة مباشرةً في البهو.
ولابد لنا هنا من قول كلمتين حول هذه الردهة، إذ تجمع هذه المساحة زوار كتل المتحف الثلاثة في مساحةٍ مركزية، ترتفع بمقدار 12 متراً، مقدمةً لعامة الناس “مساحةً انتقالية بين الداخل والخارج”، وهذا ما يعتبر أمراً مميزاً للغاية في متحف كهذا. أما عن مظهر المتحف الخارجي، فيبدو سقفه المائل واضحاً للعيان بينما تكتسي واجهته بألواحٍ من الرخام في القسم السفلي منها، تمتد في أعلاها ألواحٌ من السيراميك الزجاجي.
في الختام نبقى مع كلمات المعماري حول مشروعه، إذ قال “تتمتع نسبةٌ كبيرة من مساحات المعرض بإنارةٍ طبيعية، حيث توزع الأسقف العاكسة للضوء في السقف الأعلى ضوء النهار بشكلٍ متساوٍ على الأسقف المائلة. أما مناطق الواجهة الشفافة الكبيرة في الطابقين الأولين فتسمح بالتحكم بشدة الضوء الجانبي، وهو الضوء الأكثر تفضيلاً في المعارض، بينما تجذب النوافذ المفردة انتباه الزائر مقدمةً إطلالاتٍ على الكاتدرائية.”