أوراسيا ديلي: حرب الولايات المتحدة الجديدة في سورية
“حرب الولايات المتحدة الجديدة في سورية: واشنطن تأتي على النفط”، عنوان مقال “أوراسيا ديلي، حول العقوبات الأمريكية على الشركات التي تزود سورية بالنفط الإيراني.
وجاء في المقال: فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات روسية لتوريد النفط الإيراني إلى سورية. في الوقت نفسه، يمكن أن لا يكون هدف واشنطن الجمهورية الإسلامية على الإطلاق.
في الصدد، قال عضو اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد، أوليغ موروزوف: “من الواضح أن الهزيمة السياسية في سورية تعيد الولايات المتحدة إلى فكرة تغيير السلطة في دمشق. لذلك، يصبح الضغط الاقتصادي على إمدادات النفط أداة للحرب الاقتصادية الجديدة مع بشار الأسد، وبشكل غير مباشر، مع موسكو وإيران”. ووفقا له، فإن روسيا تعمل بشكل قانوني تماما وستستمر في الإمدادات.
في الوقت نفسه، فإن سورية نفسها لديها ما يكفيها من النفط، لكن حتى في هذه الحالة فإن الوضع تحت السيطرة الكاملة للولايات المتحدة. تسيطر دمشق على 70٪ من البلاد، لكن على ما لا يتجاوز 20٪ من الاحتياطيات النفطية. وبمساعدة قوات سورية الديمقراطية التابعة للأكراد، لم يكتف الأمريكيون بتحرير الرقة من الدولة الإسلامية، إنما سيطروا على الاحتياطات الرئيسية الموجودة في شمال شرقي البلاد بالقرب من دير الزور. في الخريف الماضي، كانت القوات الحكومية أول من سارع إلى تحرير المنطقة، لكن قوات سورية الديمقراطية، بدعم من الأمريكيين، سبقتهم إليها.
وكما كتبت “ديلي صباح” التركية، فإن إنتاج النفط في الحقول لا يتجاوز 35 ألف برميل في اليوم، بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية جراء الحرب. وهذا العام، اتفق الأكراد ودمشق على سيطرة الحكومة على التعدين، على أن تحصل وحدات حماية الشعب على 20 ٪ من الدخل، و 15 ٪ أخرى للقوات العربية المحلية.
ومع ذلك، وكما كتب الصحفي التركي رجب صويلو، على تويتر، في سبتمبر، منع الأكراد تجارة النفط مع دمشق. فالولايات المتحدة، من خلال بناء قواعد جديدة، تعيد هيكلة الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. السياسة الجديدة: “الولايات المتحدة لن تغادر إلى أي مكان!”.
وأضافت “Modern Diplomacy” أن هناك تحت سيطرة الأكراد والولايات المتحدة في شمال شرقي سورية، اثنين من أكبر السدود السورية ومحطة كهرباء باستطاعة 824 ميغاوات. وهكذا، ففي أيدي واشنطن قنوات ضغط اقتصادية خطيرة على دمشق. يريد الأكراد المساومة على حكمهم الذاتي، لكن واشنطن تريد بوضوح أكثر، في محاولة لسحق دمشق وحليفيها، روسيا وإيران، اقتصاديا.
يبدو أن الفترة الأكثر دموية في الحرب السورية تشارف على الانتهاء، لكن واشنطن لا تريد أن تخسر، فهي تبدأ حربا جديدة اقتصادية، ليست أقل قسوة.
سيريان تلغراف